الثلاثاء 18 يونيو 2024

مفرق الأحباب

24-9-2017 | 11:45

بقلم : سمير أحمد

أصعب لحظات يمكن أن تمر بك عندما يفارقك أعز الاحباب دون مقدمات ويأتي مفرق الجماعات والاحباب كما يطلق عليه " الموت " يهجم فجأة كلص غادر لكنه يهجم بقدر من الله سبحانه وتعالي الشيء الوحيد الذي عندما يأتي لايحتاج واسطة أي بشر، ولنتذكر قول الله تعالي «وما تدرى نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت» فأصعب لحظة ممكن تراها في حياتك هي خروج روح إنسان عزيز عليك، إنها لحظة مؤثرة حقا كما شاهدتها في أخي وخال ابنائي المهندس قطب فقد اختفي من أمامنا فجأة بدون وجع أو ألم يذكر وكان لايشكو من أي شيء إلا تعباً بسيطاً ألم به قبل أن يسلم روحه الي بارئها وظل أمامنا طوال ليلة بأكملها ساكنا نراه للمرة الاخيرة حتي حملناه لمثواه الأخير، أكثر من ثلاثين عاما عرفته بحكم «النسب» تجاورنا في السكن كنا وكأننا في مكان واحد أتذكر الايام الجميلة التي عشناها- اسرتي واسرته- لم نختلف في شيء أبدا إلا مرة واحدة اتذكر في أمر من الامور جاء واحتضنني وقال لي "لاتغضب " فقد كان سباقا للخير دائما في كل شيء حج بيت" الله" منذ فترة متذكرا لقاء الله في أي وقت وقد كان معطاء حنونا لكل من يعرفه أو حتي لمن لايعرفه ، يعامل الناس بكل حب واحترام وهذا ما أكده لي كل من كان يسأل عليه وعرف أنه انتقل الي رحمة الله كما كان كذلك مع عائلته، لا تخرج منه «العيبة» أبدا ، فوداعا يا من جعلت الحب والطيبة والاخلاق الحميدة والإخلاص في العمل بديلا عن كل شيء وأنا لا أجاملك فهذا موقف لايحتاج مجاملة وأنت في يد «الله» فتلك هي صفاتك لكل من عرفك حتي انني سمعت من زملائك في العمل اثناء ذهابك لمثواك الاخير كل الكلمات التي تطمئنني عليك وأنت ذاهب الي «إله» عادل كريم سبحانه وتعالي الذي لا تضيع عنده الودائع عالم الاسرار علم اليقين ، اقول لك أخي قطب فراقك كان له وقع فاجع علينا لانه فراق أبدي لا ينتظر له إياب ولا أمل له في العودة وذلك كما هو واقع الحال في رحيل من ينتهي منا أجله ، لذلك فإن وفاتك وانت غال علينا جعلتنا نشعر الصغير قبل الكبير بتفاهة هذه الدنيا ، وليس هدفي من كتابة تلك الكلمات إثارة حزن او أن اقلب ذكري موجودة في حنايا القلوب وليس الحسرة في قلوب أذابها الحزن لكن الهدف هو تبيان أنه ليس في هذا الوجود الذي نعيشه إنسان لم يذق ألم الموت وإن لم نجربه فسكراته أكثر ألما ولكننا لانستطيع أن ننكر أن الحزن مؤلم جدا ،واقول لنفسي أولا ولمن يقرأ هذه الكلمات لماذا نغضب من بعضنا ونتشاحن من أجل اشياء تافهة ومناصب زائلة ، فالفرقة والخلاف داء ابتلي به الكثير منا ودأبوا من خلاله علي إحياء بذور الشقاق وغوائل الشرور بيننا فإننا نتخاصم ونتقاطع لاسباب شخصية وأمور مادية حياتية قد تكون تافهة، فالفرقة بين الناس أحد أسباب الحرمان من الخير والفضل واشياء كثيرة جميلة ، وهذا الحدث ذكرني بحديث لرسول الله صلي الله عليه وسلم قرأته رواه عمرو بن حزم رضي الله عنه " ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا وكساه الله عز وجل من حلل الكرامة يوم القيامة " فاللهم ذكرني ما نسيت يارب.