الجمعة 19 ابريل 2024

انتبهوا لأحلامكم وتجاهلوا سفهاءكم


عمرو سهل

مقالات4-6-2023 | 15:26

استقبلت بمزيد من السرور الأنباء التي تفيد ببدء التشغيل التجريبي لأكبر مصانع الغزل في العالم والمقام على أرض المحلة فهذه الأنباء ما هي إلا انعكاس لذلك المجهود الذي بذلته الدولة على مدار السنوات الماضية حيث تم دمج 22 شركة غزل ونسيج في 8 شركات، كما تم دمج 9 شركات تجارة وحليج أقطان في شركة واحدة، فضلاً عن تخصيص 4 مراكز للتصدير في كل من المحلة الكبرى وكفر الدوار والدلتا ودمياط

وتشير الأرقام الرسمية أن تلك الخطة تكلفت ما يصل  إلى 21 مليار جنيه ومن المتوقع الانتهاء منها بالكامل قبل منتصف عام 2023.

إن تعظيم كل ما هو إيجابي في تلك الفترة أمر مبهج بل ومطلوب  حيث يتصاعد حولنا ما يمكن أن نسميه "زن الخراب" الذي يسعى إلى رسم صورة قاتمة حول أوضاع صعبة وأنه لا فكاك من مصير محتوم مشؤوم فلنهدم المعبد لنعيد صياغته من جديد

وبالعودة إلى أكبر مصانع الغزل والتي ستكون مصرية فسوف تنتقل بالطاقات الإنتاجية المستهدفة للقطن والغزل والنسيج إلى مستويات غير مسبوقة حيث من المقرر أن تصل طاقة المحالج الإنتاجية  إلى 4.4 مليون قنطار سنويا  بدلاً من 1.5 مليون قنطار للمحالج القديمة، بينما من المستهدف أن تصل الطاقة الإنتاجية للغزل بعد التطوير إلى 188 ألف طن سنويا  بدلاً من 35 ألف طن حالياً.

وستصل الطاقة الإنتاجية للنسيج إلى 198 مليون متر سنويا بدلاً من 50 مليون متر حالياً، في حين من المستهدف كما ستبلغ الطاقة الإنتاجية للملابس الجاهزة والمشغولات والوبريات  50 مليون قطعة سنويا بدلاً من 8 ملايين قطعة

ومن الأمور الباعثة للفخر أن مساحة أكبر مصنع غزل في العالم بالمحلة الكبرى، تبلغ 62.5 ألف م2 بطاقة استيعابية تبلغ 182 ألف مردن غزل، وطاقة إنتاجية مستهدفة تصل لـ 30 طن غزل يومياً، بتكلفة إنشائية تبلغ 780 مليون جنيه، وإجمالي استثمارات في الماكينات والمعدات تصل إلى 273 مليون يورو وفق ما أعلنه مجلس الوزراء

وتماشيا مع استراتيجية الدولة في العمل على تعظيم القيمة المضافة لأصولها بما يساعد على زيادة الناتج المحلي لم تكتف الدولة بتأسيس أكبر مصتع فحسب بل عملت على إنشاء قلاع صناعية جديدة للغزل والنسيج بكفر الدوار بدمج 5 شركات في شركة كفر الدوار ضمن مشروع إعادة هيكلة شركات الغزل والنسيج،بهدف  إقامة 6 مصانع للغزل والنسيج على مساحة 175 ألف م2، وبتكلفة إنشاءات تبلغ 2.4 مليار جنيه، وذلك بخلاف قيمة الماكينات والآلات وبتكامل الرؤى والجهود أطلقت منظومة جديدة لتداول القطن تم تعميمها على مستوى الجمهورية في موسم 2021، حيث تضم 193 مركز تجميع أقطان في 14 محافظة بالوجهين البحري والقبلي خاصة بعد نجاح تجربة زراعة القطن قصير التيلة بمنطقة شرق العوينات خلال عام 2021 وهنا لابد أن نشير إلى انضمام مصر لمبادرة مصر لمبادرة لتحقيق الاستدامة وتحسين ظروف مزارعي القطن، حيث يتم تطبيقها في محافظتي كفر الشيخ دمياط لتحقق صادرات القطن والتي تتضمن (القطن الخام وخيوط من قطن والأقمشة المنسوجة من القطن) أعلى مستوى لها منذ ٩ سنوات، حيث سجلت 513 مليون دولار في 2021 كما حققت صادرات الملابس الجاهزة مستويات قياسية غير مسبوقة.

تعمدت أن أسوق هذه القصة الملهمة وتفاصيلها وأرقامها لأحاول أن أؤكد كيف نضل الطريق وكيف يساهم الإعلام في تسليم عقول المصريين إلى الأوهام التي تبث عبر السوشيال ميديا وأن في مصر قصصا تروى غير الخلاف بين الخطيب ومرتضى منصور أو السفه الدائر بين شيرين وحسام حبيب أو أو كل تلك المساحات الفارغة التي تتسلط على المصريين عبر إعلام غير مدرك لخطورة المرحلة وكيفية إدارتها حتى بات اليأس في انتشار والإحباط في تكاثر وهو المسار الذي يعلم جميعنا إلى أين ينتهي بنا بالتأكيد.. سينتهي بنا إلى الانفجار أو الاختيار الخاطئ المبني على مدخلات غير سليمة وساعتها سيندم الجميع من كان يقظا لكن لايملك قرارا وأيضا سيندم من كان يملك قرارا ولم يتحرك سيخرج الجميع خاسرا ولا أعلم لمصلحة من يقدم المصريين حاليا كشعب منقسم قابل للانفجار وأن الفشل هو نتيجة حتمية وفي ما يشبه التنويم والتغفيل عن نجاحات تتحقق وسط كل هذا الضجيج.