مرت 8 سنوات على العمل المتواصل من عمر مؤسسة «شباب بتحب مصر»، ففي مثل هذا اليوم، يوم البيئة العالمي الذي اشتهر بشعار "الحد من التلوث بالمواد البلاستيكية"، بدأت رحلة مؤسسة شباب بتحب مصر في حملات من أجل الحد من استخدام البلاستيك.
وتلتها عشرات من حملات النظافة التي استهدفت بدورها الحد من تلوث شواطئنا الجميلة الغافية على سواحل البحرين الأحمر والمتوسط إلى جانب شريان حياتنا نهر النيل، شاركت فيها سواعد آلاف المتطوعين في كافة المحافظات المطلة على تلك الشواطئ.
وفي هذا الصدد نبرز دور «شباب بتحب مصر» من أجل كوكب بلا بلاستيك أحادي الاستخدام والتي جاءت كالتالي:
الطيور البحرية تطعم صغارها بلاستيك
كان المشهد كاشفا ومؤلما حين شاهد أفراد المؤسسة الطيور البحرية وهي تطعم صغارها مخلفات بلاستيكية، أثناء العمل على مشروع أعرف محميتك لتوثيق محميات مصر بالصور والفيديو
ومن تلك اللحظة ايقنت المؤسسة ان شغفها الأول هو حماية ثروات الوطن الطبيعية، فكان انطلاق المؤسسة نحو تنظيف جزر البحر الأحمر.
"شباب بتحب مصر".. نقطة اتصال اليوم العالمي للنظافة في مصر
وفي عام 2017 تم اختيار المؤسسة كنقطة اتصال اليوم العالمي للنظافة في مصر، مما شجع المؤسسة على العمل في جميع المحافظات حيث البحر الأحمر والبحر المتوسط ونهر النيل
"كلين شورز للحد من استخدام البلاستيك"
وتم إطلاق فاعلية "كلين شورز" للحد من استخدام البلاستيك بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة الإعلامي في مصر، وبعد تنظيم حملات نظافة كثيرة وفاعليات توعوية، وبدعم من برنامج الأمم المتحدة للبيئة، حيث تم تنفيذ العديد من حملات النظافة في نهر النيل، في محافظات مختلفة، بهدف توعية الشباب والمجتمع بأهمية الحد من استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام، وأيضا العمل على تغيير السلوكيات وإدراك خطورة البلاستك على الأرض مع مرور الوقت.
ليس هذا فقط بل تم التعاون مع الشركات والمؤسسات ونقل التجربة لموظفي تلك الشركات، ليشعروا بأهمية دورهم ومسئوليتهم في إنتاج المنتجات الخاصة بشركاتهم.
وفي محافظة البحر الأحمرالذاخرة بكنوزها البحرية، تم تنظيم سلسلة "جزر البحر الأحمر خالية من البلاستيك"، وتم إعلان نحو 5 جزر من محميات وادي الجمال؛ خالية من البلاستيك، وأيضا العمل في البحر الأحمر حتى صدور تصريح السيد المحافظ في عام 2019 بحظر استخدام الأكياس البلاستيكية.
"شباب بتحب مصر في مجلس النواب"
وفي عام 2019 وبجانب تلك الفاعليات؛ تكررت زيارات المؤسسة لمجلس النواب ودعوة برلمانيين للمشاركة في حملات النظافة، ومقابلة لجنة الطاقة والبيئة ولجنة الصناعة، للتوعية بأضرار البلاستيك وخطورته على المجتمع، وضرورة وضع تشريعات تحد من الاستخدام الأحادي للبلاستيك.
وفي عام 2020 تحول الحلم إلى حقيقة كثمرة لجهود لم تتوقف حتى تم إصدار قانون لردع منتجي المنتجات البلاستيكية، بالتعاون مع مجموعة من مؤسسات المجتمع المدني التي كانت تعمل بشكل مشرف بهدف إصدار قانون رادع.
"بسبب كوفيد 19.. توقف العالم ولم تتوقف المؤسسة"
وحين هاجمت جائحة كوفيد 19 عالمنا كانت النتائج بيولوجيا تقترب من كارثة محققة، فقد تم تجميد النشاطات ،وزادت المخلفات البلاستيكية والمخلفات الطبية بالأخص، ولكننا لم نتوقف كثيرا بل شرعنا سريعا الى عمل بشكل مكثف وأكبر في البحر الأحمر والبحر المتوسط ونهر النيل وأيضا في يوم النظافة العالمي، بالإضافة إلى إشراك أصحاب المصالح.
"أطول حملة نظافة داخل موسوعة جينيس"
وفي 2022 تم إطلاق أكبر حملة نظافة في نهر النيل والتي تم ترشيحها للدخول في موسوعة جينيس، كأطول حملة نظافة، في جميع المحافظات المطلة على نهر النيل لتجميع المخلفات البلاستيكية، وإرسالها إلى المصانع من أجل إعادة تدويرها.
ولم نهدأ بالا، لذا فقد أصدرنا توصيات المؤسسة بأن يكون في كل المحافظات مصانع إعادة تدوير، وهو ما حدث بالفعل وتم تجميع عشرات الأطنان من المخلفات البلاستيكية، وجزء منها تم إعادة تدويره، والجزء الآخر تم التخلص بطريقة امنة.
وتتمنى المؤسسة أن يصدر أصحاب المصالح، قرارات بأن البلاستيك يؤثر على التنوع البيولوجي والذي بدوره يؤثر على الكوكب والتغييرات المناخية، وتحث الجميع من مؤسسات المجتمع المدني إلى الأفراد والمواطنين، بضرورة الاهتمام بما يقع على عاتقنا لنقف جميعا من أجل منع استخدام ضد استخدام البلاستيك وضرورة التعاون من أجل الحفاظ على مجتمعنا وكوكبنا.
"دور المؤسسة في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة"
ونفخر حقا في مؤسستنا شباب بتحب مصر، بأن الصدارة كانت لنا في التطلع نحو كوكب نظيف وخالي من البلاستيك من خلال التعاون في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة للبيئة في عام 2017 "UNEA3" عن طريق العمل في الجلسة وعرض فيلم عن دور المؤسسة في البحر الأحمر والحملات التي نظمتها المؤسسة "البحر الأحمر خالي من البلاستيك ".
بالإضافة إلى اشتراك المؤسسة في UNEA4 في نيروبي وكلمة المؤسسة في إحدى الجلسات عن الحملات التي تمت في مصر، في البحر الأحمر والبحر المتوسط ونهر النيل.
وكان من ضمن مطالبنا كمؤسسة فاعلة تؤمن بأننا جميعا نعيش على ظهر سفينة واحدة، بأن يكون للمجتمع المدني دور وأن يتم إصدار قوانين تلزم الدول بضرورة الحد من استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام، لأننا وحتى في ظل اجتياح كوفيد 19 لم تتوقف جهودنا، حيث شاركت المؤسسة في UNEA5 الجزء الأول عن طريق الاونلاين، وطالبت المؤسسة بضرورة اتخاذ خطوات فعلية وحاسمة لتوقف استخدام البلاستيك.
وفي عام 2022 unea5 الجزء الثاني، تم إصدار أول قانون يلزم الدول بالحد من استخدام البلاستيك، بالإضافة إلى مطالبة المؤسسة المستمرة في اجتماعات وزارء البيئة الأفارقة، بضرورة تدخل ومساعدة الدوِل المتقدمة للدول النامية من أجل التخلص من المخلفات البلاستيكية ذات الاستخدام الأحادي، وتستمر جهود المؤسسة في المطالبة بالحفاظ على بيئتنا نظيفة آمنة.
ويبقى سؤال هام، إلام تطمح مؤسسة شباب بتحب مصر في وقتنا الحالي، نحن نطمح، بأن يدرك العالم مدى أهمية وضرورة الحد من استخدام البلاستيك ومعرفة مدى خطورته على البيئة، وكيف يؤثر على صحة الكوكب.
وسوف تستمر فاعليات المؤسسة لتغطي كل محافظات مصر، إنطلاقا من إيمانها العميق، بدورها في تنوير الوعي المجتمعي.
