"جوزي مختفي، ومش عارفة أصرف على بناتي جنيه من فلوسه، مدينا إيدينا لكل الناس وخلاص مفيش حاحة تاني أعمله»، كلمات وقفت بها الزوجة والأم «س. م»، أمام محكمة الأسرة بروض الفرج، تطالب باعتبار زوجها متوفيًا بسبب غيابه منذ 5 سنوات.
البداية كانت بزوجة وأم تائهة بين طرقات محكمة الأسرة لا تعرف أي باب تطرق، وتمسك في يديها ثلاث بنات أكبرهن في عمر الـ14 عامًا، وقفت تبكي وهي لا تعلم ماذا يخفي لها الزمن أسوأ من ذلك.
وقالت «س.م»، في تصريحات خاصة لـ بوابة «دار الهلال»، إنها تزوجت «ك.ع»، منذ 15 سنة بعد قصة حب كبيرة وثقتها العشرة بينهما، وظلا سنوات طويلة يحاولان توفير كل ما تحتاجه بناتهما، حتى يصلا بهما لبر الأمان: «حياتنا كانت مظبوطة، والفلوس معانا كويسة، وحوزي عنده مبلغ في البنك باسمه عاينه للزمن، لكن الدنيا مش على هوا الناس، من خمس سنين جوزي اختفى، كان مسافر غشان يشتغل بره مصر ومن وقتها ومنعرفش عنه حاجة، واتبهدلنا من بعده».
وتابعت: «استلفنا فلوس من كل الناس، القريب و الغريب، لدرجة إن بعد ما بناتي كانوا بياكلوا أنضف أكل، الدنيا غدرت بيهم ومستنيين الصدقة كل شهر عشان يقدروا يعيشوا، كل ده وفلوس أبوهم موجودة في البنك، بس مش قادرين نصرف منها»، لتقرر الزوجة اللجوء لمحكمة الأسرة بروض الفرج لرفع دعوى قضائية باعتبار الزوج مفقودًا حتى يمكنها أن تستحصل على أموال الزوج وتدرها، حيث إن للزوج رصيدا في البنك لا تستطيع التصرف فيه، وتنفق على بناتها إلا بعد إثبات وفاته.
وما زالت الدعوى متداوله في محاوله الحصول على حكم قضائي لتنفق علي بناتها من رصيد أبيهم المختفي منذ سنوات، فهي وعلى حد قولها الأسرة الغنية التي لا تملك قوت يومها.
من جانبه أكد المستشار أيمن محفوظ، الخبير القانوني، لـ بوابة دار الهلال، أنه إذا غاب الشخص وانقطعت أخباره فإن القانون قد وضع شروطًا لاعتبار المفقود ميتا، وذلك حسب ما تنص عليه المادة رقم ۲۱ من القانون رقم ۲۵ لسنة ۱۹۲۹، والمعدلة بالقانون رقم ۱٤۰ لسنة ۲۰۱۷، على أنه يحكم بموت المفقود الذي يغلب علية الهلاك بعد أربع سنوات من تاريخ فقده، مشيرًا إلى أنه في الحالات التي يغلب عليها الهلاك مثل الحروب والموارث الطبيعية تخفض المدة إلى سنة واحدة.
وتابع المستشار أيمن محفوظ الخبير القانوني، أنه في الحالات العادية يمكن أن يعين وكيل للإدارة مصالح الشخص المفقود في الحالات التي لا يغلب عليها الهلاك مثل السفر للدولة أخرى أو اختفاء الشخص في ظروف لا يظن فيه تأكيد هلاكه.