تقرير: أميرة صلاح
على عكس توقع كثيرون، أن يتم مُعاقبة الدكتور صبرى عبدالرؤوف، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، بوقفه عن العمل والتحقيق معه بسبب فتواه المثيرة للجدل التى أجاز فيها معاشرة الزوج لزوجته الميتة، قررت الجامعة الاكتفاء بعقد جلسة استماع له وليس إحالته للتحقيق.. عكس إذاعة القرآن الكريم التى قررت قبل أسبوعين منعه من الحديث فى أى برنامج إذاعى لآرائه أيضاً.
وقال الدكتور أحمد حسنى نائب رئيس جامعة الأزهر، وعضو لجنة التحقيق مع أعضاء هيئة التدريس، إن «الجامعة سوف تستدعى الدكتور عبدالرؤوف لتوضيح ملابسات الفتوى المنسوبة إليه». مؤكداً أن الموضوع ليس إحالة للتحقيق؛ بل جلسة للاستماع لما نسب إليه من فتوى، كاشفاً عن أن الدكتور «عبدالرؤوف» يُمارس عمله ولم يتم إيقافه، والاستدعاء لمعرفة ملابسات الفتوى فقط، وعلى أى دليل استند فى فتواه التى أثارت جدلاً مؤخراً.
وأشار «حسني» إلى أن جلسة الاستماع قد لا تنتهى إلى شيء، لأنه ربما يكون لديه بيان أو حجة قوية تثبت وجهة نظره، لافتاً إلى أنه لا يُمكن التنبؤ بقرارات اللجنة، لأن القانون ينص على ضرورة الاستماع لوجهة نظره أولا فقد تكون تتوافق مع الشرع.
لكن فتوى «معاشرة الزوجة المتوفاة» أغضبت الأزاهرة، وقال الدكتور محمد وهدان الأستاذ فى كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، إن طرح مثل هذه الفتاوى غير مناسب ومدمرة للمجتمع، وتؤثر بشكل سلبى على الناس، مشيراً إلى أنه لا يُمكن التخيل أن هناك شخصًا قد يعاشر زوجته بعد وفتها.
وأوضح «وهدان» أن هذه الفتوى تعود لشخص مغربى عن «مضاجعة الوفاة»، وكلها فتاوى غريبة تسيئ للإسلام، والحق الوحيد للزوج بعد وفاة زوجته هو أن يُغسلها، وكذلك بالنسبة لزوجها مسموح لها بأن تُغسله، بدليل أن سيدنا أبو بكر الصديق أوصى بأن تغسله زوجته، وكذا على بن أبى طالب، طالب أن تغسله زوجته فاطمة الزهراء.
ودعا «وهدان» الدكتور «عبدالرؤوف» وغيره من المشايخ أن يعتذروا عن هذه الجرائم والا يطرحوا مثل هذه الأمور التى تضر بالإسلام، من أولى مؤكداً أن هناك العديد من القضايا التى يمكن أن نناقشها فى وسائل الإعلام وغيرها، من بناء الدولة، ونشر التنمية والتوعية الإسلامية الصحيحة بين المسلمين.
ولفت وهدان إلى أن كل هذه الأمور دليل الحاجة الشديد لتطوير مسار الخطاب الديني، مشدداً على أن الدكتور «عبد الرؤوف» قد أخطأ فى طرحه لمثل هذه الفتاوى الغربية؛ لكن قد يكون لم يقصد قولها بهذا الشكل، فهو سئل فأجاب.
وعن استدعاء جامعة الأزهر للدكتور «عبد الرؤوف»، قال «وهدان» لا يمكن التنبؤ بقرار اللجنة؛ لكن قد تأخذ قرار بإيقافه لفترة محددة، وهذه ليست المرة الأولى للدكتور «عبد الرؤوف» فلقد قررت إذاعة القرآن الكريم منعه من الحديث فى كافة برامجها منذ أسبوعين، وكان ذلك قبل إطلاقه لهذه الفتوى».
ودعا «وهدان» وسائل الإعلام إلى ضرورة تحرى الدقة، وعدم التوسع فى الحديث عن هذه الفتوى، حتى لا تثير مزيدًا من البلبة.
وكانت جامعة الأزهر قد أعلنت فى بيان رسمى لها إن «الدكتور محمد المحرصاوى رئيس الجامعة، قرر إحالة كلا من الدكتور صبرى عبدالرؤوف، والدكتورة سعاد صالح للتحقيق فيما نسب إليهما من أقوال وفتاوى بوسائل الإعلام تخالف المنهج الأزهري.. وأن التحقيق معهما سيشمل ظهورهما بوسائل الإعلام المختلفة دون أخذ إذن من جامعة الأزهر».