حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم، وهو "الحج رحلة إيمانية"، حيث أكدت وزارة الأوقاف ضرورة الالتزام بموضوع خطبة الجمعة اليوم، وعلى جميع الأئمة الالتزام بموضوع خطبة الجمعة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة عن عشر دقائق للخطبتين الأولى والثانية مراعاة للظروف الراهنة.
نص خطبة الجمعة اليوم
وجاء نص موضوع خطبة الجمعة اليوم، كما حددتها وزارة الأوقاف كالآتي:
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابهِ الكريمِ: ﴿وأذِّنْ في النّاسِ بِالحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا وعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهُمَّ صلّ وسلمْ وباركْ عليهِ، وعلى آلهِ وصحبهِ، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:
فإنَّ الحجَّ هو الركنُ الخامسُ مِن أركانِ الإسلامِ، وهو مِن أحبِّ الأعمالِ إلى ربِّ العالمين، بهِ تُرفَعُ الدرجاتُ، وتُكفرُ الذنوبُ والسيئاتُ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}، ويقولُ نبيُّنَا (صلّى اللهُ عليه وسلم) : (بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ شَهادةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللَّهِ وإقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وصَومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ لمنِ استطاعَ إليهِ سبيلًا)، ويقولُ (صلّى اللهُ عليه وسلم): (منْ حجَّ فَلَم يرْفُثْ، وَلَم يفْسُقْ، رجَعَ كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ)، ويقولُ (عليه الصلاةُ والسلامُ): (أمَا علمتَ يا عمرُو أنَّ الإسلامَ يهدِمُ ما كانَ قَبلَهُ وأنَّ الهِجرةَ تهدِمُ ما كان قبلَهَا وأنَّ الحجَّ يهدِمُ ما كان قبلَه)، ويقولُ صلّى اللهُ عليه وسلم): العُمرةُ إلى العُمرةِ كفَّارةُ ما بَيْنَهما والحجُّ المبرورُ ليس له جزاءٌ إلَّا الجنَّةُ(.
والحجُّ رحلةٌ إيمانيةٌ مباركةٌ، رائدُهَا الإخلاصُ للهِ ربِّ العالمين، بعيدًا عن الرياءِ والسمعةِ، فالحاجُّ يخرجُ مِن بيتهِ مهاجرًا إلى ربِّهِ، تاركًا أهلَهُ، متواضعًا لمولاه، متنقلًا بين المشاعرِ المقدسةِ بقلبٍ خاشعٍ، ولسانٍ ذاكرٍ، مقبلًا على ربِّهِ، يرجُو رحمتَهُ، ويخشَي عذابَهُ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانه : ﴿وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾، لذلك فإنّ أولَ ما يهلُّ به الحاجُّ هو شعارُ التوحيدِ، قائلًا: (لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ).
ومِمّا لا شكَّ فيه أنّ الحجَّ هو ميدانُ ذكرِ اللهِ تعالى، فالذكرُ هو المقصودُ الأعظمُ للعباداتِ عمومًا، وللحجِّ خصوصًا، فمَا شُرعَ الطوافُ بالبيتِ العتيق، ولا السعيُ بين الصفَا والمروة، ولا رميُ الجمارِ إلّا لإقامةِ ذكرِ اللهِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَه:ُ ﴿لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ﴾، ويقولُ سبحانَه: ُ ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ ۚ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (199) فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ۗ﴾، فيأنسُ الحاجِّ بالذكرِ، وتطمئنُ نفسُهُ به، يقولُ سبحانَه ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾، ويتذكرُ الحجاجُ في حجهِم يومَ القيامةِ، حيث تجتمعُ الأعدادُ العظيمةُ في صعيدٍ واحدٍ، فيتذكرُ الناسُ زحامَ يومِ القيامةِ، يومَ يجمعُ اللهُ الأولينَ والآخرين ليومٍ عظيم، يومَ يقومُ الناسُ لربِّ العالمين.