الجمعة 19 ابريل 2024

آسف حبيبتي


أمل زيادة

مقالات10-6-2023 | 14:08

أمل زيادة

تابعت مثلي مثل العالم انتقال اللاعب الأرجنتيني ميسي من فريقه إلى أمريكا.. حالة من الإحباط أصابت محبيه ومشجعي ناديه  خاصة الأجيال الجديدة  من عشاق الكرة. صدمة أصابتهم عندما وجدوا أن سطوة رأس المال أقوى من المبادئ، من الموهبة، من صناعة التاريخ.

حالة من خيبة الأمل أصابتهم حد قولهم أننا سنتوقف عن متابعة مباريات كرة القدم. سبقه كريستاينو رونالدو وسار على خطاه باقي نجوم الكرة شركاء أبناءنا في طفولتهم ومراهقتهم..

 أكثر ما أثار ضيقهم- كون لاعبهم المفضل النجم- فضل المادة التي قد لا تفيده -ربما لأنه ليس بحاجة ماسة إليها .

 خاصة وأن العرض الذي قدم له والحافز المادي قادر أن يحيي نصف القارة السمراء لفترة لا يستهان بها.

احتاروا وتساءلوا لماذا فعل، خاصة وأنه انضم لفرقة لا تعتبر كرة القدم لعبة رئيسية بها، بل لا تقدرها.

 لقد اشتروا أسما وهو اشترى المادة التي تؤمن مستقبل عائلته لعقود وأجيال، لذا جاءت الصدمة لذا وجب الاعتراف وقول آسف حبيبتي.. حبيبتى.

تابعت هجمة القرش على السائح سيء الحظ. و لحظات تمزيقه وتخيلت ماذا لو كنت مكانه.

هل كنت سأصاب بالشلل وأتجمد مكاني اترك نفسي وليمة له. أم استعيد كل ما  اختزنه من معلومات عن البحار وما بها.

 تذكرت أننا معشر البشر نوعان نوع يجيد التصرف وقت الأزمات والضغوط يتصرف بجراءة وبطريقة قد تدهشه هو ذاته.

ونوع يرتبك لا يستطيع التفكير ويصاب بحالة من الشلل التام.

ربما كنت من النوع الأول- ربما جراءة اكتسبتها مع الوقت -وربما هبات مدفونة استدعيها وقت الحاجة- وربما كوني تربيت على القراءة فتغذت روحي وتشبعت بالحرف. !

قرأت مغامرات رجل المستحيل  فازدادت ثقتي بنفسي فتخليت عن هشاشة نفسي  النفسية.

التهمت أعداد ملف المستقبل وترسخت في ذهني المعلومة التي في الهامش.

ربما انتقلت إلى عدوى شجاعة رجل المستحيل وعقلية بطل سلسلة ملف المستقبل.

حقيقة لا أعلم ما سر تذكري كل هذا فور مشاهدة هذه المقاطع المحزنة.

حادثة تدعو للأسف.

 فلم نكد نشعر بالسعادة بعد تداول أنباء عن تخطي عدد السائحين لحاجز المليون الأسبوع الماضي في سابقة هي الأولى من نوعها.

 حتى فوجئنا بهجمة القرش التي قطعا ستؤثر بالسلب على تلك المناطق لفترة قد تطول.

أتمنى أن يتم تدارك الأمر والتعامل معه بحرفية. بما لا يؤثر على سوق السياحة بمصر.

اعلم أنها حادثة فردية واعلم أنها تحدث في شتى بقاع العالم لكنها مصر.

 الشاطر الذي يعد خطأه بفوره مثلما يقال.!!

 لذا أقولها ملء فمي لصرنا الحبيبة ..آسف حبيبتي !

آسف حبيبتي قالها المطرب لحبيبته عندما طاردته بنظرات الشوق واللوم أخبرها بحزم أن الوقت فات وانه لم يعد هناك مجال لأي رجعة.

أتساءل دوما لماذا لا نترك مجال للرجعة في أي علاقة. جاءتني الإجابة

لأنه استنفذت كل الفرص!!

استنفذ كل الحب، كل الرصيد من الود والحب.

 حتماً لم يكن حبًا فالحب لا ينتهي.

كان شيئا آخر مغلفًا بالحب. ربما هدية أسعدتني لحظة ومللت منها.

الفتاة تحب بقلبها والفتي يحب بعينيه وشتان من بينهما.

هي تجزل العطاء سخية المشاعر وهو لا يكترث سوي لعينيه وما تستطيع أن ترى فقط.. لذا كان الفراق لا رجعة فيه. أيقنت حقيقته وأدرك قيمة ما كان لديه لكن بعد فوات الأوان.

لذا كان عليه أن يقر بخطأه - بأنه آسف لحبيبته.