قال وزير السياحة التونسي محمد المعز بلحسين، أن تونس تولي أهمية قصوى للعمل العربي المشترك في المجال الاقتصادي عامة والسياحي خاصة من أجل تحقيق اندماج اقتصادي عربي، مؤكدا الالتزام الدائم بالخيارات الاستراتيجية للنهوض بالسياحة العربية.

جاء ذلك خلال كلمة الوزير، اليوم الإثنين، في افتتاح فعاليات المنتدي العربي للإعلام السياحي في دورته الأولى والذي يقام بالتعاون مع المنظمة العربية للسياحة واتحاد إذاعات الدول العربية وذلك بالتوازي مع فعاليات الدورة 23 للمهرجان العربي للإذاعة العربية والذي سينطلق اليوم بمدينة الثقافة التونسية.

وأكد بلحسين الحرص المشترك على تنمية وتطوير السياحة بمفهومها الشامل على امتداد الوطن العربي، من خلال العمل على الإسراع في تنفيذ استراتيجية السياحة العربية وتشجيع الاستثمار المشترك في المشروعات السياحية المجددة وذات القيمة المضافة العالية ودعم الحركة السياحية العربية البينية ورفع كل العوائق التي تحد من تدفق السياح بين الدول العربية مع ملائمة الخدمات السياحية مع متطلبات السائح العربي خاصة من ناحية الجودة.

وأضاف أن تونس تعتبر من ضمن البلدان الباعثة للسياحة الى الدول العربية وخاصة سياحة الجوار حيث تجاوز عدد التونسيين الذين سافروا إلى الدول العربية عام 2019 ، 2.1 مليون تونسي خاصة إلى الجزائر وليبيا والسعودية والمغرب، والإمارات، ومصر، وقطر.

وأشار إلى أنه بعد فترة الركود جراء الأزمة الصحية العالمية، فإن تنمية السياحة العربية البينية تعد مطلبا ملحا وضروريا فهي بدون شك رافدا حضاريا وتنمويا البناء الوطن العربي والمراهنة عليها حاليا وفي المستقبل يمكن أن يزيد من تقارب الشعوب العربية وتوحيد مواقفها إزاء القضايا والتحديات التي تواجهها.

وأكد وزير السياحة أن السائح العربي وبخالف السائح الأجنبي يبدي تضامنا وتكاملا خلال الأحداث الطارئة والأزمات وبالتالي فان تسهيل السياحة العربية البينية من شأنه أن يسهم في تحسين المؤشرات السياحية ودفع الاستثمار خلق فرص عمل اضافية في العالم العربي خاصة في ظل توفر العديد من العوامل والمزايا والتي من أبرزها قرب المسافة بين الدول العربية والتقارب في العادات والتقاليد واللغة وثراء المنطقة العربية بتراثها الثقافي والتاريخي والديني.

و أضاف أننا سنسعى خلال الفترة القادمة وبالتنسيق مع مختلف الهياكل العربية المتدخلة في القطاع السياحي إلى المضي قدما في دعم السياحة البينية بين الدول العربية ورفع مختلف المعوقات أمام السائح العربي لغرض تركيز سياحة عربية متكاملة من خلال العمل على تطوير خطط سياحية مشتركة وتبني مخرجات الخطة استراتيجية للسياحة العربية والتي ترتكز رؤيتها على تحقيق تنمية سياحية من خلال صياغة وتنفيذ برامج ومبادرات تهدف الى تحقيق التكامل السياحي العربي.

وأوضح أن علاقة السياحة بالإعلام علاقة عضوية لا انفصام فيها، فلا يمكن تصور نجاح وجهة سياحية في استقطاب الملايين من السياح من مختلف بقاع العالم، دون جهد إعلامي يروج لصورتها، ويعرف بمنتوجاتها السياحية، ويساعد في معرفة النقائص، مؤكدا أن الإعلام والسياحة هما مجالان من مجالات الخدمات التي تتكامل مع بعضها البعض لتقديم خدمة راقية للإنسانية ترتبط فيها أمانة نقل الصورة التي يقوم بها الإعلام.

من جانبه،أكد الدكتور بندر بن فهد ال فهيد رئيس المنظمة العربية للسياحة أن جائحة كورونا أثرت تأثيرا كبيرا على صناعة السياحة ليست فقط على المنطقة العربية ولكن على المستوي العالمي وتعدت الخسائر العالمية أكثر من تريليون دولار، والمنطقة العربية أكثر من 300 مليار دولار، مشيرا إلى  أن حجم السياحة العالمية بلغ مع نهاية 2022 أي بعد الجائحة 900 مليون سائح أي حوالي 63 % مقارنة بعام 2019.

وقال إن المنطقة العربية حققت نسبة تعافي بنسبة 100 % بعد الجائحة وهذه الأرقام تجعلنا متفائلين، مؤكدا ضرورة العمل على تنمية تطوير التعاون المثمر بين بلدان المنطقة.

وأوضح أن الإعلام شريك أساسي لإبراز المقومات والثروات السياحية التي تتميز بها المنطقة العربية ، مشيرا إلى أن الإعلامي يعتبر سائحا بامتياز فهو الشخص الذي يستطيع أن ينقل الصورة الحقيقية على المقومات السياحية التي تتمتع بها المنطقة العربية. 

وأكد أن الشراكة المتميزة مع اتحاد الإذاعات العربية سيكون لها مردودا إيجابيا لتنمية العمل العربي المشترك في المجال السياحي وذلك من خلال تنظيم دورات تدريبية في الإعلام السياحي.