رسالة من جيل الرواد بكلية التجارة جامعة القاهرة، إلى الأجيال الجديدة لخصتها مبادرة «لم الشمل»، والتى نظمتها الكلية منذ شهر مايو الماضي، وتنتهى فاعلياتها فى يناير من العام المقبل، وتستهدف الربط بين المجتمع الأكاديمى فى الكلية وبين مجتمع سوق العمل خارجها، بما يترتب عليه من تدريب للطلاب، وتوفير فرص عمل ومنح للخريجين.
تقول الدكتورة غادة على، المسئولة عن تنظيم مبادرة «لم الشمل»، إنه تم تخصيص عدة تجمعات للدفعات القديمة بالكلية، تم الأول فى ٥ مايو الماضي، وبدأنا من دفعة ١٩٨٠ وما قبلها، ونجح بشهادة الجميع أكثر مما تخيلنا، وبدت روح الانتماء والمحبة سمة غالبة على التجمع؛ حيث بادر بعض الحضور بتوفير فرص تدريب للطلاب فى شركاتهم، وبعضهم طالب بتعيين أوائل الخريجين، فضلًا عن المساهمة فى أنشطة الكلية، فهناك الكثير من الفنانين تخرجوا من كلية التجارة مثل صلاح عبدالله وفتوح أحمد، وطالبوا بعودة الاحتكاك بالنشاط الطلابى مثل الفترات الماضية.
وأضافت: «فى نفس الوقت هناك باحثون بحاجة إلى بيانات من الشركات وحالات بحثية، وهناك أكثر من رمز عرضوا مساعدة الباحثين فى تجميع البيانات، بالإضافة إلى ذلك سمعنا النقد من رموز الكلية، وقمنا عقب ذلك بعقد اجتماع لممثلين عن هذا التجمع وسمعنا منهم ملامح التطوير وطرحوا عدة مقترحات قابلة للتطبيق ووعدنا بتطبيقها بالفعل، والفكرة أن نستفيد من قدامى الخريجين ويفيدوا الكلية والطلاب».
وتابعت: «هناك تفاعل كبير من الرواد والحماس والانتماء أبهرنا، وكنا متخيلين أن هذه أصعب فئة فى التعامل؛ لأن معظمهم معاش، لكن على العكس فالتواصل معهم سهل على السوشيال ميديا، وروحهم الاجتماعية مرتفعة جدا وساعدونا فى الوصول إلى جميع أبناء الدفعة، كما عرضوا المساعدة فى تنظيم الفعالية، ولم يكونوا يتخيلو أن يقابلوا بعضهم قبل الوفاة حسبما قالوا، وكانت هناك مشاعر حب كبيرة أن نرى حب الكلية فى أعينهم ونقارنه بالوضع حالياً».
الرسالة من وراء مبادرة «لم الشمل» فاقت توقعات إدارة الكلية، حسبما ذكرت الدكتورة غادة على رغم أنها فكرة وليدة من كلية التجارة لم تنفذ بالشكل المخطط له على مدار السنوات الماضية، والهدف منها هو الربط بين المجتمع الأكاديمى فى كلية التجارة وبين مجتمع سوق العمل خارج الكلية، فنحن نخرج من كلية التجارة قادة سوق العمل فى الاقتصاد وقطاع الأعمال ويتهافتون لخدمة الكلية؛ لأنهم تلك الفئة التى تخرجت فى الثمانينيات والتسعينيات، وهم من يتولون الآن إدارة قطاع الأعمال، ولم نعطِهم الفرصة لكى نستفيد منهم، ولا يوجد الجسر الرابط بين المجتمعين، وبالتالى نرغب فى عودة الترابط بين قطاع الأعمال والكلية بما يترتب عليه من تدريب للطلاب، وفرص عمل ومنح للخريجين ونغير من ثقافة العمل بالكلية.
وقد تم تنظيم الفعالية الثانية يوم ١٥ سبتمبر ٢٠١٧ الماضى لدفعات من عام «١٩٨١ - ١٩٨٥»، ثم فعالية أخرى فى شهر نوفمبر، حتى تصل إلى فعالية فى شهر يناير من العام الجديد وتتوقف عند جيل ١٩٩٠.
الحفل الأخير لـ”لم الشمل” كان عامراً بالنجوم والشخصيات العامة، على رأسهم الدكتور أشرف الشرقاوي وزير قطاع الأعمال، والذي استعاد ذكريات رحلته التعليمية بالكلية حتى تخرجه عام ١٩٨٢، قائلًا: “مكنتش بحضر المحاضرات وأكتفي بالمذاكرة من الكلية، ورغم أنني لم اعتبر نفسي مجتهداً إلا أنني كنت من بين أوائل الدفعة”. وأشاد بالتطوير الذي أجرته الكلية على مدار السنوات الماضية: “المنظر بالكلية حالياً يفرح، وأنا استاذ بالكلية وأؤكد أنها تغيّرت للأفضل”.
نجوم الفن كان لهم نصيب أيضاً بين الحضور، منهم الفنان أشرف ذكي نقيب الممثلين، والذي أكد أن مسرح كلية تجارة سبب عشقه للفن، وحينها لم العميد حلمي نمر بأي أموال أو خدمات أو تطوير أو دعم.. هذه الكلمات أكد عليها الفنان سليمان عيد، مشددا على أنه تعلم الفن وعشقه من مسرح تجارة.
الفنان فتوح أحمد الذي حضر الفعالية، قال إنه “يفتخر بانتمائه لكلية التجارة جامعة القاهرة، وانه ما زال على تواصل بدفعته، وانضم بعد تخرجه إلى معهد الفنون المسرحية، واستمر بالتمثيل على خشبة مسرح تجارة”.. الأجواء المثالية التي سادت التجمع الثاني لمبادرة لم الشمل شجعت القائمين عليها على الاستمرار في تنظيم فعاليات أخرى.