الأحد 12 مايو 2024

حبر جاف

مقالات13-6-2023 | 22:14

عادل إمام ومارلين مونرو وشارلى شابلن فى فيلم جديد 


فى أحد أيام صيف 2004 كنت على موعد مع العرض الأول لفيلم "كلفتى" ثانى بطولة لباسم سمرة مع الفنانتان الراحلتين رولا محمود وسناء يونس داخل المسرح الصغير بدار الأوبرا وكان يتصدر الإعلان الدعائي للعمل "أول فيلم ديجيتال فى مصر" للمخرج محمد خان الذي أقام ندوة عقب انتهاء الفيلم أدارها الناقد الراحل د رفيق الصبان ليعلنوا أمام الجميع انتهاء سطوة الفيلم الخام أو 35 ميللى ويبدأ عصر جديد من سينما الديجيتال وتتغير خريطة الإنتاج فى مصر بعد ان تغيرت بالعالم، ربما يصبح الفيلم الديجيتال نفسه نسيا منسيا كما حدث مع الفيلم ال35 ميللى بسبب تقنيات الذكاء الاصطناعي الذى دخل عالم الفن و بقوة معلنا عن عصر جديد من الفنون الرقمية التى قد تنهى سطوة البشر على المحتوى الإبداعى و هذا ليس دربا من دروب الخيال اذا علمت أن شركة ابحاث الذكاء الاصطناعى " اوين ايه آى " أعلنت عن تحديث روبوت الدردشة " تشات جى بي تى فور" ليصبح قادراعلى إنشاء وتحرير النصوص فى مهام الكتابة الإبداعية من تأليف الأغانى وكتابة سيناريوهات، أى أن الذكاء الاصطناعي سيقوم بمهام ابداعية ذهنية بجانب قدرتة على الإخراج والتصوير والقيام بباقى مهام العمل الفنى سواء فيلما او أغنية او حتى رسم تشكيلى.
الخطورة هنا أن يصبح الذكاء الاصطناعى هو المتحكم فى كل عناصر السينما و يتولى كل التفاصيل و المهام من تمثيل و صولا الى الخدمات الفنية المصاحبة من خلال الخوارزمات  فهو قادر على ابتكار شخصيات من العدم أو تقديم شخصيات معروفة رحلت او ما زلت على قيد الحياة و يقدمها فى أعمال جديدة ذات محتوى مختلف ، ببساطة ممكن السيد الاصطناعى عمل فيلم بطولة عادل امام ومالين مونرو وشالى شابلن من تأليفه وإخراجه وتصوير الاماكن والأزمنة و الملابس كما يترأى له و يعرض لدى الجمهور كعمل جديد و هو ما قاله النجم الأمريكى الشهير "توم هانكس" عندما اكد انه قد يظهر فى افلام جديدة حتى بعد وفاته باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لإعادة إنتاج الصور 
كلام هنكس لم يعد خيالا اذا ما خرجنا من حال السينما لندخل فى الغناء خاصة بعد المشاحنات التى حدثت بين الملحن عمرو مصطفى والمنتج محسن جابر عندما اعلن الأول عن نيته لعمل لحن تقوم بغناءه كوكب الشرق أم كلثوم من خلال تقنية الذكاء الاصطناعي وهو ما استهجنه الأخير وشغلت القضية الرأي العام لفترة حتى تراجع عمرو مصطفى عن فكرته.
الغريب جدا وربما تكون من المفارقات التى لا تحدث كثيرًا أن عام 2004 الذي شهد عرض فيلم كلفتى بمصر كان يعرض فى الولايات المتحدة الأمريكية فيلم "روبوت" للنجم العالمي ويل سميث والذي تنبأ بما سيقوم به الذكاء الاصطناعي فى تغيير العالم و محاولته السيطرة على البشر ففى الوقت الذى بدأت فيه السينما المصرية عصر الديجيتال كانت السينما العالمية تنبه من خطورة السيد الاصطناعي ليس فى هذا العمل وحده بل قدمت السينما الأمريكية مجموعة كبيرة من الأفلام التى تدق ناقوس الخطر للبشرية من السيد الاصطناعى منها "ماتركس" وترمنيتور" بأجزاءهم المختلفة.
وما لا يعرفه الجميع ان الولايات المتحده تستخدم افلام الخيال العلمى لتمرير مستحدثات تكنولوجية تمهد بها الطريق امام اختراعاتها فهناك وحده تسمي " دارادا " اذا وجدت على تتر الفيلم فعليك أن تعرف أن هذا الفيلم ليس خيالا ولكنه نتاج أبحاث تحدث بالفعل.

Dr.Radwa
Egypt Air