الإثنين 1 يوليو 2024

النساء قادمات

25-9-2017 | 13:35

بلا مبالغة أغلبية المتفوقين الآن فى كلية التجارة من الفتيات، وعندما نقول أكثر من ٩٠فى المائة فهذا الرقم هو أقل من الواقع أى تجاوزه وفى خلال سنوات قليلة سوف تكون الأغلبية القادمة لكل المناصب هى للأساتذة الجامعيين.

لذلك كان من الطبيعى أن نلتقى ونتحاور مع هذه الأجيال الجديدة نسمع رؤيتها للتعليم وتطويره ولعملهن وللطلاب، فى حوار تعليمى إنسانى فكانت منهن زينب الرشيدى ودعاء فتحى وقبل كل ذلك كان الحوار الأول الذى تنفتح به هذا التحقيق مع د. عبير محروس أستاذ مساعد بقسم إدارة الأعمال وتخصصها تسويق ورغم أنها خريجة أوائل التسعينيات أى يمكن أن نقول عنها من شابات الكلية أيضاً فهى عضو المكتب الفنى لقطاع الدراسات العليا بالجامعة .

دعاء فتحى هى الأقدم تعييناً حيث إنها خريجة دفعة ٢٠٠٨ وهى حاصلة على الماجستير فى إدارة الأعمال وتعد الآن رسالة الدكتوراه، أما زينب الرشيدى فهى الأحدث حيث إنها خريجة ٢٠١٣ حصلت على الماجستير مؤخراً فى شعبة اللغة الإنجليزية - جورجياً، دعاء بدأت المحادثة قائلة: نعم هناك فرق فى الحوار مع الطلاب حينما دخلت الكلية قبل عقد من الزمان وبين الآن، طلاب اليوم أكثر حركة ووعياً والأسئلة كلها حول سوق العمل والجانب العملى الذى سيواجه واقع الطلاب بعد التخرج وهذا هو المعيار الحاكم لهم، ولا يهتمون كثيراً بالجانب النظرى أو المواد النظرية.

أما زينب فهى أكثر قرباً للطلاب بحكم تخرجها القريب جداً فتقول طالب اليوم يريد التخصص منذ البداية ويريد التدريب من اللحظة الأولي، وتلك هى القضية الرئيسية التى تحاول الآن الكلية تعميقها عن طريق اللائحة الجديدة وتدعيم العلاقة مع الشركات وهنا تتدخل دعاء فتقول أنها عملت لمدة عام كامل فى أكبر شركة فور تخرجها وحتى انتظار قرار التعيين، وهذه المدة أعطت لها خبرة كبيرة أيضاً بما يحتاجه سوق العمل من الطالب المتخرج، لذلك تقترح دعاء نقطة هامة ألا وهى توفير فرصة عمل وتدريب لمدة عام لأوائل الكلية قبل تعيينهم كمعيدين وأساتذة، لأن خبرة العمل قبل العمل الأكاديمى قضية هامة للغاية للتواصل مع الطلاب وحتى لاختيار موضوعات الدراسة، لأن فى ذلك الوقت يكون الطالب الذى هو معيد ثم مدرس قد كون خبرة ويستطيع اختيار نقاط هامة وجديدة لدراسته الجامعية فمثلا من خلال عملى فى الشركة أولاً سجلت رسالتين للماجستير عن خداع الإعلانات وهو موضوع هام جداً وتم تكريمى بعد حصولى على الدرجة العلمية.

وعن الفروق فى الدراسة بين القسم العربى وهو الذى يضم العدد الأكبر من الطلاب وأقسام اللغات تقول زينب الرشيدي، لا يوجد أى فروق كبيرة بين القسمين خاصة فى مستوى أعضاء هيئات التدريس، لأن الكلية تعين الأوائل فى كل الأحوال طبقاً لدرجاتهم ومجموعهم التراكمي، إذن الفروق طفيفة لا تكاد تذكر وبالتالى المستوى واحد تقريباً.

ولكن العقبة الرئيسية التى تقابل شباب أعضاء هيئات التدريس كما يقولون إنهم خمسة x واحد (٥ x ١) أى يلعبن أدوار خمس وظائف فى شأن واحد فعليهم مهام أولاً التدريب وثانياً المهام الإدارية وثالثاً التحضير للمؤتمرات بالكلية لأنها شبه أسبوعية، ورابعاً الاهتمام بالتحضير للرسالة العلمية الخاصة بهم لأن هناك ضرورة علمية وحداً أقصى للوقت لابد فيه للمعيدين والمدرسين المساعدين من الانتهاء من رسالتهم العلمية.

أما الوظيفة الخامسة فهى المشاركة فى أعمال الامتحانات من مراقبة وشئون إدراية خاصة بها لأنه لا يحق لمن لم يحصل على الدكتوراه المشاركة فى أعمال الكنترول والتصحيح.

الطريف هنا كما عرفت منهن أن الأغلبية حياتهن الاجتماعية أى الزواج وغيره غالباً مؤجل لما بعد الماجستير وأحياناً الدكتوراه.

أما الراتب فهو ما بين ٣ آلاف جنيه و٣.٥٠٠ جنيه شاملاً كل شىء، زينب الرشيدى التى فضلت دراسة التجارة عن معهد السينما لأنها كما قالت كانت تهوى منذ الطفولة مهنة التدريس وثقل المعلومة والشرح لزملائها فى المدرسة وأقاربها، لذلك ركزت جهدها فى اختيار كلية التجارة لتتفوق فيها وتصبح من الأوائل وتعين بها لتمارس حبها الأول منذ الطفولة فى التدريس وثقل المعلومة مما جعلها قريبة جداً من العلاقة مع الطلاب والطالبات ولا يشعرون بالفروق كأستاذة .

وتشير دعاء فتحى لقضية هامة هى توافر الاحتكاك الخارجى للأجيال الجديدة من المعيدين أو المدرسين المساعدين لحضور المؤتمرات الدولية لأن هذه نقطة هامة تطورت فيها الكلية جداً فى السنوات الأخيرة حيث توفر الاحتكاك لشباب أعضاء هيئات التدريس بجانب توفير البعثات الرسمية وكذلك المنح الخاصة.

شباب أعضاء هيئات التدريس من النساء أجمعن أن العالم كله يتغير الآن، ولذلك يزيد الإقبال على دراسة البيزنس سواء أثناء الدراسة أو بعد التخرج... وللحقيقة هذا التطور العالمى انعكس على مستوى الطلاب فى الكلية.

تمثل د. ابتسام العتر «المطبخ» أى العنصر الأساسى فى الكلية، فعندها تتجمع كل الخيوط والملفات والأوراق، فهى تشغل منصب أمين عام الكلية، وبيديها كل شىء متعلق بملفات الطلاب والأساتذة والعاملين وكل صغيرة وكبيرة بالكلية هى على دراية بها، لذلك يطلق عليها فى الكلية «الأمينة» أو حجرة المطبخ، والغريب أن هذه التسمية لا تقلل منها، بل العكس تماماً، لأنها كما تقول هل يمكن أن يعيش المرء بدون طعام، إذن نحن الطعام، الذى يقدم للجميع فنسهل للطلاب أوراقهم وقيدهم وتحفظ السجلات وغيرها أيضًاكل ما يخص الأساتذة فى تعامل ورقى فهو أيضًايرجع إلى أمينة الكلية. وكذلك ملفات الإداريين وتاريخ الكلية، إنها سجل حافل بالمعلومات تعرف كل كبيرة وصغيرة فيه، والجميع يعرفها ويشهد لها أيضًابالذاكرة الحديدية التى تحفظ مكان وتاريخ كل ورقة مرت عليها وتاريخ الأساتذة والمبانى.

أما د. إيمان عبد الله مديرة العلاقات العامة بكلية التجارة، فهى حاصلة على درجة الدكتوراه من الكلية ولكنها فضلت أن تعمل بالعمل الفنى المساعد كمديرة للعلاقات العامة بدلاً من التدريس.

وتقول لأن الأسرة كلها كان تخصصها العلوم الإدارية والمحاسبة لذلك اخترت عن قناعة الالتحاق بالكلية وحينما تخرجت وكان طموحى أن أكمل فى سلك الدراسة فى التخصص، تقدمت للحصول على درجة الماجستير والتى حصلت عليها بتفوق ثم درجة الدكتوراه وكانت عن العلاقات الدولية مع الاتحاد الأوربى هذه الدراسة المتخصصة أفادتنى شخصياً وأثقلت معارفى ليحدث الربط بين العمل الأكاديمى والإدارى والعلاقات العامة لذلك توليت مسئولية العلاقات العامة لأنها تربط بين مجال التخصص وبين الوظيفة من خلالها أستطيع الربط فى العلاقة بين العمل مع الأساتذة والطلاب وأيضاً مع الجهات الخارجية د.إيمان عبد الله تقول إنها رفضت ترك عملها بالكلية لصالح العمل الأكاديمى والتدريس بالجامعات الخاصة، لأنها كما تقول تعشق الكلية والعمل بها مهما كانت المغريات.