الإثنين 6 مايو 2024

مناسك الحج.. تعرف على الواجبات والمحظورات حتى لا يفسد أداء الفريضة

المسجد النبوي الشريف

تحقيقات16-6-2023 | 15:04

محمد هاني

تتجه قلوب وأنظار الملايين في تلك الأيام من كل عام تجاه البيت الحرام  مع بداية موسم الحج، وذلك لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام وهناك بعض الواجبات والمحظورات التي يجب علي الحاج اتباعها قبيل أيام الحج حتى لا يفسد الحاج حجه، فقد ورد فى صحيح البخارى عن أبى هريرة أنه قال: سمعت رسول الله يقول: من حج، فلم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه.

فالحج له واجبات يجب على الحاج أن يعنى بها وأن يستوفيها، وأن يحرص في ذلك وعلى المسلم أن يتعلم ما أوجب الله عليه ولاسيما حجاج بيت الله الحرام، عليهم أن يتعلموا مناسكهم حتى يؤدوها على بصيرة.

 

واجبات الحج

 

الحج له سبعة واجبات وهي :

1-         الإحرام

 الإحرام من الميقات، يحرم من الميقات الذي يمر عليه، فإذا لم يحرم منه تجاوزه وأحرم دونه وجب عليه دم يذبحه في مكة جبرا لحجه، لأن الله أوجب على العباد أن يحرموا من الميقات وبينه لهم رسوله عليه الصلاة والسلام، فأوضح المواقيت للحجاج والعمار، وأمرهم أن يحرموا منها، فإذا جاوزها الحاج أو المعتمر ولم يحرم منها فقد ترك واجبا ويجبره بدم لقول ابن عباس رضي الله عنهما: من ترك نسكا أو نسيه فليرق دما.

 

2-         المبيت بمزدلفة

المبيت بمزدلفة ليلة النحر، إذا انصرف من عرفات يبيت في مزدلفة غالب الليل، هذا واجب وليس له أن يدع المبيت في مزدلفة لأن الرسول أمر بذلك عليه الصلاة والسلام وفعله، وقال: خذوا عني مناسككم.

 

3-         الوقوف بعرفة

الوقوف بعرفة إلى الغروب، لا ينصرف قبل الغروب، فلو انصرف الحاج قبل الغروب ولم يرجع في الليل يكون عليه دم لأنه ترك ما وجب عليه، فإن رجع حتى غابت الشمس أو رجع بعد الغروب سقط عنه ذلك الدم.

 

4-         المبيت في منى

المبيت في منى ليلة إحدى عشرة وليلة ثنتي عشرة، إذا استطاع ووجد مكانا وجب عليه يبيت في منى لأن الرسول بات بها عليه الصلاة والسلام، وقال: خذوا عني مناسككم فعليه أن يلتمس مكانا ويجتهد، فإذا وجده وجب عليه المبيت في منى إلا أن يكون ذا عذر كالمريض الذي لا يستطيع البقاء في منى، قد يحتاج للذهاب إلى مستشفيات خارج منى، وكالسقاة سقاة الحجيج، فإن الرسول ﷺ رخص لهم عليه الصلاة والسلام، فإن لم يجد مكانا في منى بعد الاجتهاد والحرص والسؤال ... فلا حرج عليه يسقط عنه لقول الله سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، ولقول النبي ﷺ: إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم.

 

5-         رمي الجمار

لا بدّ للحاج أن يرمي الجمار يوم العيد جمرة واحدة، جمرة العقبة يرميها الضعفة في نصف الليل ليلة النحر في النصف الأخير من ليلة النحر، وأما الأقوياء فالسنة لهم أن يرموها نهارا ضحى كما رماها النبي ﷺ، فإنه رماها ضحى عليه الصلاة والسلام، وقال: خذوا عني مناسككم. فإذا انصرف الناس من مزدلفة وأتوا منى شرع لهم رمي الجمرة، ولا بأس أن يزدلف الضعفاء مع الشيوخ والعجائز والنساء والصبيان في آخر الليل ليلة النحر لأن المصطفى ﷺ رخص لهم لضعفهم ... خشية المزاحمة فلا بأس أن ينصرفوا في آخر الليل من مزدلفة، ولا بأس أن يرموا الجمرة آخر الليل كما رمت أم سلمة رضي الله عنها في آخر الليل، وكما جاء ذلك عن أسماء بنت أبي بكر أخت عائشة رضي الله عن الجميع.

 

6-         الحلق أو التقصير

 السنة للحاج إذا رمى جمرة العقبة أن ينحر هديه إن كان عنده هدي، هذا هو الأفضل لأن النبي ﷺ رمى ثم نحر عليه الصلاة والسلام ثم حلق، هذا هو الأفضل أن يرمي ثم ينحر ثم يحلق ثم يطوف على هذا الترتيب، يرمي أولا ثم ينحر الهدي ثم الحلق أو التقصير ثم الطواف والسعي،هذا ما جاء في السنة.

 

7-         طواف الوداع

إذا فرغ من أعمال الحج كلها فإنه يطوف للوداع قبل أن يسافر لقول النبي ﷺ: لا ينفر أحد منكم حتى يكون آخر عهده بالبيت رواه مسلم في الصحيح، ولما ثبت في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أُمِر الناسُ أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن المرأة الحائض فالحاج إذا فرغ من الرمي ومن كل شيء فإنه يطوف سبعة أشواط بالبيت، ما في سعي طواف فقط.

 

محظورات الإحرام

 

هي الأعمال التي لا يجوز للمحرم أن يقوم بها، فإن قام بها وجبت عليه فدية من دم أو صيام أو إطعام، وتلك الأعمال هي:

 

1- لبس الذكر المخيط أو المحيط ببدنه أو بأي عضو منه. وإذا لم يجد المحرم نعلا ووجد خفا، فإنه يلبسه بعد أن يقطعه أسفل من الكعبين.

2- لبس الأنثى المحيط بكفها أو أصابعها، ويغتفر لها الخاتم دون الرجل.

3- تغطية الرجل رأسه، وستره وجهه بأي شيء، لما رواه نافع عن ابن عمر (رضي الله عنه) من أنه كان يقول "ما فوق الذقن من الرأس، فلا يخمره المحرم".

4- ستر المرأة وجهها أو بعضه، ولو بخمار أو منديل، لأن إحرام المرأة في وجهها وكفيها –كما يقال- ويستثنى من ذلك ستر الوجه خوف الفتنة، لكن بلا غرز ولا ربط، وفيه الفدية إن كان مغروزا، أو كان لحر أو برد.

5- دهن الرجل أو المرأة الجسد أو الشعر بدهن مطيب أو غير مطيب لغير علة، فإن فعلا ذلك لزمتهما الفدية. وإذا كان الإدهان لعلة جاز ولا فدية فيه ما لم يكن بدهن مطيب.

6- إزالة الظفر أو الشعر أو الوسخ لحديث كعب بن عجزة (رضي الله عنه) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "لعلك آذاك هوامك؟ قال له: نعم، فقال: احلق رأسك وصم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين، أو انسك بشاة".

ويجوز إزالة ما تحت الأظفار من الأوساخ، وغسل اليدين بصابون ونحوه إذا كان بغير طيب، ولا شيء في الشعر إذا تساقط بسبب الوضوء أو الغسل.

7- مس الطيب، ولبس الثياب المصبوغة بزعفران أو ورس، لقوله صلى الله عليه وسلم:»ولا تلبسوا من الثياب شيئا مسه الزعفران أو الورس".

8- استعمال الحناء والكحل، إلا للضرورة.

9-الجماع، ومقدماته، والإنزال، لقوله تعالى: (فلا رفث ولا فسوق في الحج) ، والرفث شامل للجماع ومقدماته.

10- الزواج والتزويج، لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا ينكح المحرم ولا ينكح ولا يخطب".

11- التعرض لشجر الحرم الذي من شأنه أن ينبت بنفسه، بقطع أو قلع أو إتلاف إلا الإدخر، لحديث ابن عباس (رضي الله عنه) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله حرم مكة فلم تحل لأحد قبلي، ولا تحل لأحد بعدي، وإنما أحلت لي ساعة من نهار، لا يختلى خلاها ولا يعضد شجرها، ولا ينفر صيدها، ولا يلتقط لقطتها إلا لمعرف، قال العباس: إلا الإذخر يا رسول الله لصاغتنا وقبورنا، فقال: "إلا الإذخر"، ويستثنى كذلك السنا والسواك والعصا، وما قصد السكنى بموضعه، وما قطع لإصلاح البساتين، ولا جزاء فيما حرم قطعه.

12- التعرض للحيوان البري ولبيضه، وإن تأنس كالغزال والطيور، أو كان لا يؤكل كالخنزير، لقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم) ، وخصصت السنة من عموم الآية الفأرة والحية والعقرب والحدأة والغراب والسباع العادية لقوله صلى الله عليه وسلم: "خمس من الدواب ليس على المحرم في قتلهن جناح: الغراب والحدأة والعقرب والفأرة والكلب العقور"  وقوله صلى الله عليه وسلم: "خمس قتلهن حلال في الحرم: الحية والعقرب والحدأة والفأرة والكلب العقور.

Dr.Randa
Egypt Air