سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على تصريحات وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو التي يتهم فيها الدول الغربية بالتورط الكامل في حرب أوكرانيا في حالة استخدام القوات الأوكرانية للأسلحة التي يقدمها لها الغرب في أي هجوم ضد شبه جزيرة القرم التي تقع تحت السيادة الروسية.
وأوضح كاتب المقال الصحفي أندرو روث أن وزير الدفاع الروسي أكد أن استخدام أوكرانيا لصواريخ هيمارس أمريكية الصنع أو دبابات ستورم شادو بريطانية الصنع ضد أهداف في شبه جزيرة القرم سوف يعد مشاركة صريحة من جانب الدول الغربية في حرب أوكرانيا وهو الأمر الذي سوف يستلزم ردا سريعا ومباشرا من جانب روسيا.
ويضيف المقال أن وزير الدفاع الروسي أكد في تصريحاته أن لديه معلومات تشير إلى اعتزام أوكرانيا شن هجوما صاروخيا واسع النطاق على شبه جزيرة القرم.
ويضيف المقال في هذا الصدد أن موسكو وجهت تهديدا صريحا أن استخدام تلك الأسلحة سوف يستدعي استهداف مراكز صنع القرار في العاصمة الأوكرانية كييف، بما فيها مقر الرئاسة ومقار المخابرات، موضحا أن الموقف الروسي يشكل محاولة أخيرة من جانب موسكو لمنع دول حلف شمال الأطلنطي (الناتو) من تزويد أوكرانيا بمساعدات عسكرية ولاسيما في ظل قيام القوات الأوكرانية بهجوم مضاد على القوات الروسية خلال الحرب الطاحنة التي تدور رحاها في الوقت الحالي بين الطرفين.
ويشير الكاتب إلى أن روسيا قامت في السابق بتوجيه تهديدات مماثلة للدول الغربية، إلا أن التهديد هذه المرة يكتسب أهمية خاصة حيث أنه يأتي في ظل قيام القوات الأوكرانية بشن هجوم مضاد على القوات الروسية في عدة قطاعات على خطوط المواجهة بين الطرفين ولاسيما في القطاعات الشرقية والجنوبية لاسترداد الأراضي التي تقع تحت سيطرة القوات الروسية منذ بداية العملية العسكرية الخاصة في أواخر فبراير من العام الماضي.
ويقول الكاتب أن التهديد الروسي يأتي بعد يوم واحد من تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن التي يقول فيها أن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالسماح بتوجيه ضربات نووية تكتيكية يجب أن يؤخذ على محمل الجدية، ولاسيما بعد أن قامت موسكو بالإعلان عن نشر أسلحة نووية على أراضي بيلاروسيا وهي المرة الأولى من نوعها منذ انهيار الاتحاد السوفيتي.
ويتناول المقال الموقف الأوكراني من تلك التطورات حيث يلقي الضوء على تصريحات مسؤلين أوكرانيين يشجبون فيها التهديد الروسي باستخدام أسلحة نووية تكتيكية ويصفونه بأنه "ابتزاز" من جانب موسكو من أجل إحكام سيطرتها على جميع الأراضي الواقعة تحت سيادتها بما فيها شبه جزيرة القرم.
ويشير المقال في هذا السياق إلى تقرير صادرعن الهيئة السويدية للأبحاث العسكرية أمس الثلاثاء يقول أنه بات من الواضح أن روسيا تسعى لإطالة فترة المواجهة مع الغرب وأنها لا تعمل لإنهاء الحرب في أوكرانيا أو التوصل لأي تسوية سلمية للصراع.
ويؤكد التقرير، كما يشير المقال في الختام، أن خطر التصعيد في هذا الخصوص أصبح متزايدا في ظل تصميم روسيا على استخدام السلاح النووي إذا لزم الأمر.