الجمعة 21 يونيو 2024

البحث عن الكلمة الغائبة

مقالات21-6-2023 | 11:36

تعود أن تكتمها تحمل أن تخفيها في أعماقك ولا تصرح بها، فكر جيدًا قبل أن تقرر الإلقاء بها في وجه من يختلف معك أو يخالفك الرأي، اعلم أنها جبارة تمتلك مهارات القتال بكل شراسته وضراوته، تخرج من فمك محدثة دويًا هائلًا ودمارًا عظيمًا يطيح بقدر كبير من محبتك التي سكنت في قلوب محبيك لتقضي في لحظات على سنوات الود الماضيات التي جمعت فيها المحبة بينك وبينهم. 

يراها البعض بسيطة ويسير خلف إلحاحها عليه مسلوب الإرادة، يراها حلبة مصارعة لابد أن يخرج منها منتصرًا محدثًا بشريكه أفدح الأضرار الجسدية والنفسية، احذر تلك اللحظة التي قد تؤثر على حاضرك ومستقبلك فهى ليست هينة، إنك ببساطة قد اعتدت عليها ولم تفكر لمن توجهها أو تقولها، ستخسر كثيرًا إن استسلمت لها فضررها الجسيم سيحطمك شيئًا فشيئًا لتكتشف أنك تركت نفسك للأمواج ترفعك ثم تخفضك ثم ترتطم بعدها بصخور بحرك القاسية فتتألم بسبب تعمدك إعلانها دون تفكير مسبق.

الكلمة التي ننطق بها تخضع لأحكام كثيرة يجب أن ندرسها وندقق في تفاصيلها قبل أن نجمع حروفها ونطيح بها، الكلمة كالنجم في السماء إن شئت أن تلقي بنوره فلتفعل ، وإن شئت أن تلقي بصخوره فلتفعل، ولكن فكر قليلًا أيهما أنفع، أيهما أفضل أو أجمل، التسرع داء العصر فالسرعة التي استطاعت أن تصبغ أيامنا بصبغتها كادت أن تحولنا إلى أجهزة تعمل عن بعد وقد يأتيها وقت تتبدل فيه وظائفها أو تتعطل لنجد بعد ذلك أداءً كارثيًا ينذر بإعصار ودمار بفيضان نار يحطم كل شيء يقف في طريقه وينتهي الأمر بك نادمًا على ما فعلت لا تملك أن تشعر بخطئك أو تتجمل.

هناك مواقف عديدة تضعنا في مواجهة بعضنا البعض، مواقف وقضايا خلافية تتعدد فيها الأحكام وتتغير بين الحين والآخر، نواجه بعضنا مواجهة المحاربين نتحرك بمبدأ الانتصار حتى على صاحب الحق في الحديث أو الحوار ، مناظرة بين أخوة في الإنسانية قبل الوطن، قبل الدين والمذهب، قبل الوجود في هذا العالم وتلك الدنيا الخادعة التي تزين للبعض أفكاره صائبة كانت أو خاطئة ، عالمنا ذو القلب الحديدي لم يكن معلمًا ليصوب لنا ما نقوم بكتابته ونطقه ولن يمسك بأيدينا ليعلمنا أن نخطه صحيحًا ، عالمنا يترك لنا مهمة قيادة أنفسنا بأنفسنا وينزع خارطة طريقنا من بين أيدينا ليشهد على ما نقوم به من اختيارات عشوائية للبحث عن الكلمة الغائبة .