الأحد 28 ابريل 2024

العشر الأول من ذي الحجة (2)

مقالات21-6-2023 | 16:30

((كل عمل أو حِرفة أو مِهنة أو صنعة أو جهدٍ يتعدى نفعه إلى الغير «الأفراد»، ويتجاوز خيره إلى الكل «المجتمع» فهو من العمل الصالح الذي يتضاعف ثوابه في هذه العشر)).

لقد شهد سيدنا رسول الل ه(صلى الله عليه وسلم) لهذه العشر بأنّها أحبُّ الأيام إلى الله تعالى، وأن العملَ الصالِحَ فيها أحبُّ إليه (عز وجل) من غيرها إذ قال (صلى الله عليه وسلم): «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ»، فهي إذن ميدانُ السبقِ إلى الخيرات، ونيل أعلى الدرجات؛ ذلك لأن الله سبحانه قد جعل ثوابَ العملِ الصالحِ فيها أكثرَ ثوابًا وأعظمَ أجرًا من العمل فيما سواها؛ حيث يقول (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): «مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ؟" قَالُوا: وَلاَ الجِهَادُ؟ قَالَ: "وَلاَ الجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ"؛ لذا ينبغي اغتنام هذاالفضل الكبير، والأجر العظيم بأن يكثرمن الأعمال الصالحة.

على أن نشير هنا إلى أن العمل الصالح هو كل عمل يعود بالخير عليك أو على غيرك ، وهو كل عمل تتسع فيه دوائر الخير والنفع، ومن هنا فالعمل الصالح غير منحصر في جانب دون آخر، بل كل ما يحقق القيم الإنسانية ويؤدي إلى صناعة مجتمع مترابط زكي النفس، تسوده الألفة والتعاون والبناء والتنمية، وتعلوه قيم التسامح والحب والرحمة، ويؤدي إلى صناعة حياة مطمئنة هادئة، فهذا يعد من العمل الصالح.

ومعنى ذلك أن كل من اجتهد وأحسن في علم أو زراعة أو تجارة أو صناعة أو مهنة أو حِرفة ، فهذا عمل صالح، يتعدى نفعه إلى الغير (الأفراد)، ويتجاوز خيره إلى الكل (المجتمع).

فاللهم وفقنا لإتقان أعمالنا.. اللهم آمين بجاه الأمين.

 

Dr.Randa
Dr.Radwa