((مِنَ الحكمة في تنوع العبادات والأعمال الصالحة... تزكية النفوس بما هو محمود، والوصول إلى القلب السليم))
ونحن في هذه الأوقات المنيرة والأيام الجليلة من شهر ذي الحجة ؛ حيث الحثّ على كثرة الأعمال الصالحة، لأنها أفضل أيام الدنيا وأعظمها أجرًا وثوابًا.
نقول: إن الإنسان بطبيعته يحب أن تكون أعماله كثيرة كبيرة ، والله (عز وجل) حثّنا على كثرة الأعمال الصالحة وفعل الخيرات.
ومن هنا كانت العبادات في الإسلام متنوعة، والأعمال الصالحة كثيرة، والمؤمن الذكي هو الذي ينبغي أن ينبثق عن إيمانه مجموعة عظيمة من الطاعات والعبادات والأعمال.
فهناك عبادات لسانية ، كذكر الله (عز وجل) ، والدعاء، وتلاوة القرآن الكريم، وإصلاحٍ بين متخاصمين بكلمة ، والكلمة الطيبة، والقول المعروف.....الخ
وهناك عبادات بدنية ، كتوجيه كل حركات الجوارح إلى صناعة الخير والجمال وكل ما يرضي الله تعالى، وكالابتسامة ، وكالسعي لقضاء الحوائج ، وكإغاثة الملهوف......الخ.
وهناك عبادات مالية ، كالصدقة والتوسعة على الفقراء ، وإطعام الجائع ، وسداد الديون ، ومساعدة اليتامى والأرامل ، ومساعدة صاحب المهنة أو الصنعة المؤقتة التي توقف عن العمل لسبب من الأسباب ..... الخ
وهناك عبادات قلبية ، كحسن التوكل على الله (عز وجل) ، والثقة فيه سبحانه، وحسن الظن به تعالى ، واليقين بالله جلّ وعلا....... الخ
وهناك عبادات شعائرية، كالصلاة، والصيام، والحج ، والزكاة ...... الخ.
فالعبادات متنوعة ، والأعمال الصالحة كذلك.
والسؤال هنا : ما الحكمة في هذا التنوع؟
والإجابة : أنّ لكل نوع من أنواع العبادات تأثيرًا خاصًّا على القلب يختلف عن تأثير الآخر ، وقلبك بحاجة إلى مجموع التأثيرات.
لأنها تسمو بالقلب إلى درجة القرب من الله (عز وجل).
فعلى قدْر قُرب قلبك من الله ، على قدْر قُرب الله من قلبك.
فعندما يتصدق الإنسان بمالٍ فتأثير ذلك يختلف عن تأثير الصلاة في النفس ، وللصوم تأثير في القلب يختلف عن تأثير التصدق بالمال، وهكذا...
ومن خلال مجموع هذه التأثيرات على النفس والقلب ، تتزكى النفس عن كل ما هو مذموم إلى كل ما هو محمود ، ويصل الإنسان إلى القلب السليم، والذي هو الحكمة من تنوع الأعمال الصالحة.
فما من نوع من أنواع الأعمال الصالحة والعبادات بتنوعها إلا وله تأثير خاص على القلب.
فاللهم وفقنا لأن نكون من أهل تزكية النفوس وصفو القلوب
اللهم آمين بجاه الأمين