الإثنين 29 ابريل 2024

أفعي بوجه ملاك

مقالات26-6-2023 | 14:15

إلي يوم الدين ستظل الدنيا حرباً بين الخير والشر في جدلية مستمرة وصراعٍ أزلي من صنع البشر ليس لحدوده نهاية، ولكن علي مر العقود طور الإنسان تفكيره وأساليبه بل وأحياناً يسخر كامل طاقته لاستخدامها في الشر تدبير وتكتيك وتنفيذ وسائل مختلفة لإيذاء شخص آخر.

في هذا المقال، أتحدث عن جدلية الخير والشر في العلاقات الإنسانية، أن الخير هو نقيض الشر ولكي نحكم علي أي عمل بأنه خير ينبغي أن يكون هذا العمل خيراً في ذاته وفي وسيلته وهدفه وبقدر الإمكان يكون خيراً في نتيجته يقول دكتور مصطفي محمود "إن ما يحدد أفعال الإنسان في الخير ليس الإيمان في المقام الأول إنما تراكم الخبرات البشرية علي مر التاريخ ثم تتولد الرغبات نتيجة لتلك الخيرات" وقد انشغل الفلاسفة على مدى قرون بمسألة ثنائية الخير والشر في الطبيعة البشرية؛ ففريق رأي الإنسان مجبول علي الخير في حين رأي الفريق الآخر أنه ميال إلي الشر.

 أعود هنا إلي ما اتطلع لأري عليه مجتمعي الآن صراعات حروب عدائية بين الإنسان والآخر بلا أسباب واضحة مجرد عدم تقبل فردً لأخر أو عدم حبه له يجعله يسمح لنفسه في تدبير المكايد تدمير مستقبل وأحياناً حياة كاملة، ابدأ من الداخل أنظر لأري أبناء العائلة الواحدة يدبرون يخططون يفتلعون مشكلات لشخصاً ما لمجرد غيره أو حقد من شكلً أو طبعاً أو صفه جمالية أو تفوق علمي منحه الله له تجد مين يشوه صورته من يفتعل له مشكلات داخل أسرته من يستنكر عليه نعمه الله مين يدبر له المكايد ليقلب حياته رأساً علي عقب من خلفه ومن أمامه ممثلاً بارع يتقن له دور المحب، أتوسع قليلاً لدائرة رفقة المشوار التعليمي ووجود المنافسات التي هي أمراً بديهي لكن الغير مقبول أن تتحول تلك المنافسات إلي ساحات إيذاء قد تصل في بعض الأحيان في زمننا هذا أن ينهي الطالب حياة صديقه الطالب الأخر بمشاجرة أو حتي بتدبير، ثم تتوسع أكثر لنتطلع إلي سوق العمل وما أدراك ما سوق العمل ووجوه الملائكة التي تختبئ وراءها تدابير الأفاعي مكر  وكيد وخططً يبتكرها الإنسان ويتفنن في اتقان سيناريوهاتها بحبكة درامية لانتصار الشر وقلب حياة شخصًا أخر رأساً علي عقب لمجرد تنافس في العمل أو غيره شخصية أو حباً لإثبات ذات وأظهار مهارة وأنه الاكفاء والأمهر والأشطر فبدلاً من أن يسخر فكره وطاقته لتطوير ذاته وتحسين عمله والنظر إلي مميزاته والعمل علي إصلاح عيوبه يشغل فكره بالقضاء علي زملاء عمله ويكأن من سيترك العمل ويرحل سيأول إليه راتبه فيدبر مصائب ويدمر أفرادً في اقتناع تام أنه حقاً يتقن دور الضحية يظهر ودوداً محباً يحمل لطف العالم في تعاملاته وهو بداخله مكر شيطاني قد يأخده احياناً ليس لإنهاء مستقبل عمل زملائه وفقط بل لانهاء حياتهم ككل مثلم فعل صديق طبيب الساحل.

 أن التنافس في بيئة العمل أمر طبيعي ورارد الغير وارد ولا مقبول أن يتحول التنافس لصراع والصراع لخططً وإيذاء وارتداء الأقنعة في الوجه حبيب وفي الخلف أكبر عدو، ولو نظرنا إلي كل كوارث الدنيا لوجدتها تأتي من تعذيب بعضناً البعض بنيه فعل الخير أو نية فعل الشر، ولو تركت خيالك يبحر في التفكير إلي ماذا سأصل بكل تدبيري لإيذاء شخصاً آخر لوجدت أننا كلنا راحلون ولن يبقي الا ما قدمت من أثر.

Dr.Randa
Dr.Radwa