تنتشر بهجة وروحانيات أداء مناسك الحج في شتى بقاع البلاد العربية، فرحين بقيام حجاج بيت الله الحرام بشعائر ومناسك الحج، وبانتهاء يوم التروية الأمس 8 من ذي الحجة 1444هـ، الموافق 26يوليو 2023، الذي يبدأ فيه الحجاج بلبس ملابس الإحرام لأداء مناسك الحج، ومن ثم يعلن الحاج إحرامه قائلاً ( لبيك حجًا).

ومن السنة أن يتوجه الحجاج إلى منى في اليوم الثامن قبل الظهر، وأداء صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصرًا فيها بدون جمع، ثم يبت فيها الحجاج إن استطاعوا حتى صلاة الصبح ومن ثم استكمال باقي مناسك الحج.

ويبدأ يوم عرفة بخروج الحاج مع شروق شمس يوم عرفة ( التاسع من ذي الحجة) إلى نمرة، ليبقى بها إلى صلاة الظهر، فيصليها الحاج هي العصر جمع تقديم، ثم يخرج إلى جبل الرحمة بعرفة أو إلى مكان بها فيقف بها حتى غروب الشمس.
 

أهمية الوقوف بعرفة

ويعد الوقوف بعرفة هو الركن الأعظم، وعليه فمن فاته ركن الوقوف بعرف فقد فاته الحج كاملًا، يظل الحاج في وقوفه على عرفة في حالة من الخشوع والتضرع داعيًا، رافعًا يديه مستقبلًا القبلة، سائلًا، ملحًا لله أن يقضي حاجاته.

ويذهب الحاج بعد مغيب الشمس متوجهًا من عرفة إلى المزدلفة، ويصلي المغرب والعشاء فيها، ثم يبيت بها إلى طلوع  فجر يوم النحر وهو أول أيام العيد الأضحى.

يوم الحج الأكبر

ويسمى يوم النحر بيوم الحج الأكبر لاجتماع  مجموعة من أعمال الحج فيه، ففيه رمي جمرة العقبة، وفيه الحلق أو التقصير، وفيه النحر للهدى، وفيه الطواف، طواف الحج، وترتيب القيام بهذه الأعمال حسب السّنة هي : الرمي ثم النحر، ثم الحلق، ثم الطواف، ولو قدم منها شيئاً على الآخر فلا حرج، وذلك تيسيراً وتخفيفاً على الحجاج.
 

التحلل الأول - الأصغر

يتحلل الحاج بعد الذبح، والحلق التحلل الأصغر، أو التحلل الأول، وفيه تحل له كل الأشياء ماعدا النساء، ثم يعود الحاج إلى مكة المكرمة، فيطوف طواف الإفاطة، وطواف الحاج عبادة عظيمة يثاب عليها الحاج، سواء كانت على سبيل الوجوب أو التطوع.

ويسعى الحاج بعد الطواف بين الصفا والمروة سبعة أشواط، تبدأ بجبل الصفا، وتختم بجمل المروة، ويأتي السعي بعد الطواف شرطًا، سواء كان واجبًا، أو نفلا.
 

التحلل الثاني - الأكبر

يتحلل الحاج بأداء طواف الإفاضة التحلل الأكبر، أو التحلل الثاني، ليحل له كل شيء كان محظورًا عليه بسبب الإحرام، ثم يعود الحاج من يوم ( يوم النحر) العاشر من ذي الحجة إلى منى ويبيت بها.
 

رمي الجمرات

يشتمل رمي الجمرات في يوم العيد عل سبع حصيات بعد ارتفاع الشمس إلى غروب الشمس، ويبدأ وقت الرمي في أيام التشريق بعد زوال الشمس، فيرمي الحاج كل جمرة بسمع حصاة، ويكبر مع كل حصاة،  فيرمي أولاً الجمرة الصغرى التي تلي مسجد الخيف، ثم يتجه ذات اليمين متقدماً للجمرة الوسطى ويستقبل القبلة ويرفع يديه ويدعو طويلاً.

ثم يذهب للجمرة الوسطى ويرميها بسبع حصيات كذلك، ثم يتجه ذات الشمال متقدماً لجمرة العقبة ويستقبل القبلة ويدعو طويلاً، وبعدها يتوجه لجمرة العقبة ويرميها بسبع كذلك، وينصرف ولا يقف للدعاء عندها.

ويفعل مثل ذلك في يوم التشريق الثاني، فإذا عزم على التعجل، فيجب عليه الخروج من منى قبل مغيب الشمس، وإن رغب التأخر فيبيت في منى ثم يرمي الجمار يوم الثالث عشر بعد الزوال.

لتنتهي مناسك الجاد ولا يتبقى إلا طواف الوداع، وهو آخر واجبات الحج، يفعله إذا أراد الخروج من مكة ليكون ذلك ختام الرحلة.