كان نجاح ثورة 30 يونيو في تحقيق أهدافها بداية مرحلة جديدة في تاريخ الدولة المصرية التي أولت اهتماما بمبادرات الحماية الاجتماعية، وتوفير مظلة جديدة لرعاية المصريين وخاصة الفئات الأكثر احتياجا منهم، بمبادرات وقرارات استهدفت تسحين أوضاعهم المعيشية.
لم تكن الحماية الاجتماعية للشعب المصري قبل ثورة 30 يونيو محل اهتمام، ولكن بعدها تغير الأمر كثيرا وبالفعل تم إطلاق عدة مبادرات توفر لهم الحماية الاجتماعية وتمهد لهم حياة كريمة، وتلك المبادرات خلال العشر سنوات الماضية أثمرت عن نجاح أهدافها، واسترد فيها الفئات المستهدفة حقوقهم.
صندوق تحيا مصر
البداية كانت في 1 يوليو 2014 عندما أعلنت رئاسة الجمهورية عن تدشين صندوق تحيا مصر تفعيلًا للمبادرة التي سبق وأن أعلنها الرئيس بإنشاء صندوق لدعم الاقتصاد.
حيث عمل صندوق تحيا مصر، على صعيد محور الحماية الاجتماعية، كثَّف جهوده، في تنفيذ العديد من مبادرات الحماية الاجتماعية التي من شأنها توفير الكساء والغذاء والأغطية، فضلًا عن تجهيز الفتيات الأولى بالرعاية، لا سيما اليتيمات وكذا من ذوي الهمم، للزواج، مُؤكدًا أن عدد المُستفيدين من مبادرات الحماية الاجتماعية بلغ حوالي مليون و633 ألف مواطن.
مبادرة حياة كريمة
وكانت مبادرة حياة كريمة، أهم خطى توفير حزمة من الخدمات الكبرى، التي تشملُ جوانبَ مختلفة صحية واجتماعية ومعيشية، حيث اجتمعت أكثر من ٢٠ وزارة وهيئة و٢٣ منظمة مجتمع مدني لتنفيذ هذا المشروع الأهم على الإطلاق وبسواعد الشباب المصري المتطوع للعمل الخيري والتنموي من خلال مؤسسة حياة كريمة ليكونوا نبراسًا يحتذى به في مجال العمل التطوعي.
دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى في مستهل عام 2019 مؤسسات وأجهزة الدولة بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني؛ لتوحيد الجهود بينهما والتنسيق المُشترك لإطلاق مبادرة وطنية على مستوى الدولة لتوفير حياة كريمة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجا.
وفور إطلاق الرئيس لمبادرة حياة كريمة تحركت كل أجهزة الدولة فى اتجاه تنفيذ تلك المبادرة لتحقيق أهدافها والوقوف بجانب الفئات الأكثر احتياجا فى كل المجالات كالصحة والتعليم والسكن، وخصصت الحكومة 103 مليار جنيه لمبادرة حياة كريمة؛ لغير القادرين وتطوير القرى الأكثر احتياجا وتوفير كافة المرافق والخدمات الصحية والتعليمية والأنشطة الرياضية والثقافية.
وعملت المبادرة على تنفيذ مشروعات من مجمعات الخدمات الحكومية والزراعية والمدارس، ووحدات طبية ومراكز الشباب ويتم توصيل المرافق لها، ويتم العمل علي المرحلة الثانية من مبادرة حياة كريمة، بعد انتهاء المرحلة الأولى منها.
وبلغ إجمالي عدد المستفيدين من الخدمات الاجتماعية والصحية والاقتصادية في المرحلة الأولى من برنامج "حياة كريمة" لتنمية الريف المصري بإجمالي 186,525 أسرة بما يشمل مليون مواطن تقريبًا، وشملت الخدمات المقدمة إلى الأسر 8,4 ألف وصلة مياه شرب، 58,685 وصلة صرف صحي، و11,519 تركيب سقف، و10,357 منزل تم رفع كفاءته، حسبما أوضحت وزارة التضامن في آخر بيانات لها.
مبادرة كتف في كتف
وهى تعد أكبر مبادرة في تاريخ مصر، أطلقها التحالف الوطنى للعمل الأهلي التنموي لدعم العمل الخيرية، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، تهدف إلى الوصول للفئات الأكثر احتياجًا من محدودي الدخل والبسطاء، لتأمين الغذاء.
استهدفت المبادرة استدامة إنجازات مبادرات الحماية الاجتماعية ودورها فى تخفيف الأعباء عن محدودى الدخل والفئات الأولى بالرعاية، حيث اعتمدت على تقديم مساعدات حقيقية تتماشى مع قاعدة بيانات واضحة تضمن وصول المساعدات لمستحقيها، مع عدم تكرار المساعدات لنفس المناطق والأشخاص مرة أخرى وتوزيعها بصورة عادلة فتم إنشاء قاعدة بيانات دقيقة للمستفيدين وتطوير الخدمات بشكل يتواكب مع تلك القاعدة الجديدة، والتى تم بناؤها اعتمادًا على معلومات توفرت فى أكثر من 25 ألف جمعية قاعدية، وأكثر من 30 كيانا ومؤسسة كبيرة فى مصر إلى جانب التعاون الوثيق مع قواعد بيانات الجهاز التنفيذى للدولة بما يضمن النجاح الكامل للمبادرة.
دعم تكافل وكرامة
تنفيذا لتوجيهات الرئيس السيسى بالاهتمام بالأسر الأولى بالرعاية أطلقت وزارة التضامن، برنامج "تكافل وكرامة" بهدف تقديم المساعدات النقدية للأسر الفقيرة والأكثر احتياجًا، وذلك عن طريق الاستهداف الموضوعى للأسر التى لديها مؤشرات اقتصادية واجتماعية منخفضة تحول دون إشباع احتياجاتها الأساسية وكفالة حقوق أطفالها الصحية والتعليمية، بالإضافة إلى مد شبكة الحماية لتشمل الفئات التى ليس لديها القدرة على العمل والإنتاج مثل كبار السن 65 سنة فأكثر أو من هم لديهم عجز كلى أو إعاقة.
ويقدم دعم تكافل وكرامة حاليا لإجمالي 5 ملايين و200 ألف أسرة من الأسر الأشد احتياجًا، بإجمالي 20 مليون مواطن تقريبا، بتكلفة تقدر بنحو 31 مليار جنيه سنويا، مقارنة بـ 2.5 مليون أسرة عام 2015، حيث ينقسم المستفيدون من برنامج الدعم النقدي المشروط ما بين 60 % مستفيدين من "تكافل" و40 % مستفيدين من "كرامة".
وارتفعت مخصصات دعم تكافل وكرامة منذ عام 2014، وحتى العام المالى الحالي، من 3.6 مليار جنيه إلى 31 مليار جنيه.
دعم أصحاب المعاشات
وخلال العشر سنوات الماضية نجحت الدولة في توفير مظلة الحماية لدعم أصحاب المعاشات، وخلالها تم رفع الحد الأدنى للأجر التأميني من 400 جنيه فى 1/1/2014 ليصبح 1,700 جنيه في 1/1/2023 ، كما تم رفع الحد الأقصى للأجر التأميني من 1,590 جنيه ليصبح 10,900 جنيه عن ذات الفترة.
كما تمت زيادة قيمة المعاشات المنصرفة سنوياً من 86,5 مليار جنيه في 30/6/2014 ليصبح 294,3 مليار جنيه في 30/6/2022 ، كما تم زيادة عدد أصحاب المعاشات والمستحقين من 8,7 مليون ليصبح 10,7 مليون عن ذات الفترة، وبلغت نسبة الزيادة السنوية في المعاشات من 10 % في 1/7/2014 لتصبح 15 % في 1/4/2023 ، كما بلغت تكلفة زيادة المعاشات السنوية من 8 مليار جنيه في لتصبح 55 مليار جنيه عن ذات الفترة.