أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم أن ألمانيا أجلت اتخاذ قرار بشأن تمديد تمركز أنظمة صواريخ باتريوت في بولندا وسط توترات جديدة مع وارسو حول كيفية إصلاح دبابات "ليوبارد" المشتركة في العمليات العسكرية الجارية في أوكرانيا.
وسلطت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني - الضوء على زيارة وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إلى بولندا يوم أمس الإثنين، حيث لم يتطرق صراحة إلى طلب بولندي لإبقاء صواريخ باتريوت في مكانها لمدة ستة أشهر أخرى على الأقل، حتى عندما أكد أن برلين تعتبر أن بولندا تقدم "مساهمة أساسية" في الأمن الإقليمي.
وبدلاً من ذلك، دعا بيستوريوس وارسو إلى حل نزاع في غضون 10 أيام حول استئناف العمل في مركز إصلاح مشترك أُنشئ مؤخرًا لصيانة دبابات ليوبارد الألمانية في بولندا، والذي تم الإعلان عنه في أبريل الماضي بتكلفة تقديرية تبلغ 150 مليون يورو.
وفي المؤتمر الصحفي المشترك مع بيستوريوس، قال وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشتشاك إن صواريخ باتريوت يجب أن تبقى حتى نهاية العام على الأقل .. وأضاف:" نحن نقدر وجود هذه البطاريات على الأراضي البولندية".. بينما وصف بيستوريوس مفاوضات الدبابات بأنها "معقدة"، لكنه شدد على ضرورة إيجاد حل سريعًا.
وأوضحت الصحيفة أن مشروع مركز الإصلاح تعرض لخلافات مالية وتشغيلية بين شركة الصناعات الدفاعية الألمانية "راينميتال" وشركة إنتاج الأسلحة البولندية التي تسيطر عليها الدولة Polska Grupa Zbrojeniowa (PGZ).. وتعليقا على ذلك، قال بيستوريوس:" إن ألمانيا مستعدة لتحمل المسئولية، بطريقة أو بأخرى، ولهذا السبب نعتقد أن المحادثات يجب أن تنتهي في غضون الأيام العشرة المقبلة، إذا أمكن، حتى نعرف الاتجاه الذي يجب أن نسلكه. ولنكن واضحين، الإصلاح جزء أساسي من الدعم المستدام لأوكرانيا".
مع ذلك، أضافت الصحيفة أنه على الرغم من أن الجارتين /ألمانيا وبولندا/ تسعيان إلى تهدئة التوترات التي أججتها الحرب في أوكرانيا، إلا أن نزاعهما بشأن إصلاح الدبابات يضيف إلى قائمة طويلة من الخلافات الأخيرة .. ويأتي ذلك في وقت تريد فيه القوى الغربية إظهار الوحدة لإحباط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أجبرت عملياته العسكرية في أوكرانيا حلف شمال الأطلسي "الناتو" على تعزيز جناحه الشرقي.
والتزمت ألمانيا مؤخرًا بنشر 4000 جندي بشكل دائم في ليتوانيا، فيما يُتوقع أن تُستهل مناقشة حول التعزيزات الشرقية القادمة للحلف خلال قمة الناتو المقرر عقدها في فيلنيوس في وقت لاحق من هذا الشهر.
أما في العام الماضي، كانت بولندا واحدة من الدول التي زادت الضغط على ألمانيا لتسليم دباباتها من طراز ليوبارد، وكذلك للمساعدة في استبدال الدبابات سوفيتية الصنع المرسلة إلى أوكرانيا.
وأثارت الحملة البولندية غضب المسئولين في برلين الذين جادلوا بأنهم بحاجة إلى التصرف بحذر بشأن قرار قد يؤدي إلى تصعيد الصراع أو استفزاز موسكو.
كذلك، طغى الخلاف السياسي الأوسع نطاقا على التعاون العسكري الألماني البولندي، والذي تفاقم بعد أن رفعت الحكومة اليمينية في وارسو في أكتوبر الماضي دعوى ضد ألمانيا مقابل 1.3 تريليون يورو كتعويضات عن الأضرار والخسائر التي لحقت بالنازيين خلال الحرب العالمية الثانية. وكان نشر صواريخ باتريوت بحد ذاته موضع توترات //بحسب الصحيفة البريطانية//.