الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

مقالات

وداعًا علاء عبد الخالق

  • 4-7-2023 | 23:06
طباعة

الفنان علاء عبد الخالق كان له في الماضي في جلساتنا حضور قوي فهو من قبل الغناء والطرب كان راقيًا متميزًا، أخلاقه تنبيء عنه وهدؤه ينطق باختلافه وسموه ورقيه، سكن الفنان علاء عبد الخالق قلوب معظم جيل الثمانينات وعبر عن مشاعر الحب والرقة والجمال، إنه أيقونة متكاملة ظلت معنا لتذكرنا بأجمل ذكريات الزمن الجميل. 

سأتحدث عنه بإحساسي ومشاعري ولن أنشغل بتعداد ما قدمه من أغنيات أو ألبومات فتلك المعلومات متاحة للجميع في هذا الفضاء الواسع ووسط هذه المواقع المختلفة، كانت بداية تعرفي عليه وعلى اسمه من هدية أتاني بها خطيبي في تلك الحقبة الزمنية وكان عنوان ألبومه "مرسال" استمعت إلى كل أغنيات هذا الألبوم بكل وجداني وعشت مع كلماته وألحانه التي ختمت بحسه العالي وما زلت أستحسن كلمة "حس" عن كلمة "صوت" لأن خروج الصوت دون إحساس بمعاني الكلمات يصبح أداءً فقط يستطيع أغلبنا أن يؤديه، ولكن الإحساس هو مرادف التفرد والإبداع ولهذا فالحس لديه كان عاليًا ومرهفًا للغاية. 

كانت له نظرة عين حانية وابتسامة هادئة تبعث على الشعور بالسكينة فحديثه كان همسًا ومحبتنا له كانت واقعًا ولم تكن عبثًا، كلنا نترحم عليه وننعيه وقد سيطر علينا شعور بالدهشة من وفاته المفاجئة، رحل خفيفًا دون ضجة وربما سيزداد الإحساس بفقدانه لمن كانوا على صلة مباشرة به يقيمون معه أو من يعرفونه عن قرب ومن عملوا  معه. 

إن جيل المطربين والفنانين الذين تصادف وجودهم مع الفنان علاء عبد الخالق كان جيلًا مميزًا أيضًا ولكنه بملكاته وقبوله استطاع أن يتربع على عروش القلوب وإن كان قد غاب عنا كل تلك السنوات إلا أنه كان مقيمًا بداخلنا لم يرحل ولم يغادرنا اكتشفنا هذا عندما رحل عن عالمنا، فلنطلب له الرحمة والمغفرة ولنواسي بعضنا بعضًا على فقدانه ورحيله. 

رحم الله الفنان الإنسان صاحب الخلق الرفيع والأدب الجم، رحم الله الفنان "علاء عبد الخالق".

الاكثر قراءة