السبت 18 مايو 2024

المفتي يحذر من ظاهرة «Single Mother».. ويقدم روشتة الحفاظ على الأسرة

18-2-2017 | 11:56

حذر فضيلة الدكتور شوقى علام - مفتى الجمهورية- من المفاهيم الوافدة إلى المجتمع، والتى تتصادم مع الدين والأعراف المستقرة فى مجتمعاتنا العربية، واعتبرها مصدر خطر على المجتمع والمفهوم المستقر عليه للأسرة فى الشريعة الإسلامية وكافة الأديان السماوية، ومنها ظاهرة “Single Mother” أو "الأم العزباء" التى تنجب أبناء خارج إطار الزواج.

 

وقال مفتى الجمهورية في تصريحات تليفزيوينة اليوم السبت: إن الشرائع والأديان السماوية جاءت لتحقق وتحفظ وتضبط المقاصد العليا والكلية التى لا يستقيم أى مجتمع إلا بها، ومنها حفظ النسل والنفس والدين والعقل والمال، وكل ذلك لن يتم إلا من خلال الأسرة فى الإطار الصحيح الذى ينحصر فى نمط محدد وهو الزواج الشرعى بعقد، وهو الأمر المستقر عليه فى كافة الشرائع.

 

وشدد على أن التشريع الإسلامى يجرم ويحرم أى علاقة خارج نطاق الزواج الشرعى بشروطه، مهما كان اسمها مشيرًا إلى أن ملك اليمين انتهى تمامًا الآن فى عصرنا الحديث، فأصبحت العلاقة الصحيحة محصورة فى الزواج.

 

وطالب مفتى الجمهورية، بعدم القبول بأى أفكار وافدة من بعض الثقافات، والتى أصبحت تهدد المجتمع مثل ظاهرة "الأم العزباء" الخطيرة لأنها تزعزع الأمن المجتمعى، بل يجب أن يكون ذلك فى ظل عقد شرعى يولد المسئولية التى تحافظ على تماسك الأسرة وقوة المجتمع وبقاء النوع الإنسانى.

 

وطالب باتباع منظومة القيم الأسرية التى رسمها الشرع الشريف والقرآن والسنة النبوية المطهرة بكل أبعادها، وطبقها النبى "صل الله عليه وآله وسلم" تطبيقًا عمليًا خاصة وأن النموذج النبوى وما تعلمه منه الصحابة الكرام فيما يتعلق بالأسرة والتربية وتعامل الأزواج مع بعضهم هو النموذج الأمثل فقد كان صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله يعيش زوجًا مثاليًا فيشارك فى أعمال البيت مشاركة كاملة، وكان كثير الرفق بأمهات المؤمنين ولم يكن فظًا، وكان يكرم المرأة ولم يرد عنه أبدًا أنه ضرب يومًا زوجة من زوجاته أو أهانها.

 

وأوضح أن الزواج عقد جليل له مقومات تحدد العلاقة بين الزوجين، حتى إن الله سبحانه وتعالى وصفه فى القرآن الكريم بأنه "ميثاقًا غليظًا" لذا أحاطه الشرع الشريف بضوابط كثيرة من شهود وولى وإشهار وغيرها، وهذا دليل على عظم قدره، وإظهار وتعظيم هذا العقد وإكرام للمرأة وصون لحقوقها.

 

وأشار فضيلة المفتى إلى أن تلك الأنماط الوافدة إلينا والتى تخالف الدين والعرف لها آثارها السلبية الخطيرة على المجتمعات فضلًا عن عمرها الزمنى القصير كما أنها تؤثر على النسل وبالتالى تؤدى إلى شيخوخة المجتمعات.

 

وعن مواجهة هذه الثقافات الوافدة وكيفية التعامل معها، أوضح المفتى أن المجتمع من شأنه التعاون وتحمل المسئولية المشتركة للحفاظ على المفهوم الحقيقى للأسرة لأنه المفهوم الذى اختارته الشرائع السماوية وارتضته الأعراف لأنه يمثل الأمن المجتمعي.

 

وقال: إن مثل هذه الظواهر لابد وأن تعالج بمزيد من الوعى ودفعها بالدراسات المتأنية التى تبين فسادها وآثارها المدمرة للمجتمعات، داعيا إلى الانتقاء والتنقية عند التعامل مع الثقافات الوافدة فلا نغرق فيها بشكل كامل، ولا نرفضها بشكل قاطع، بل يجب أن نختار منها ما يتوافق مع شريعتنا وثقافتنا.

 

وأضاف أن هناك محاولات عديدة يراد بها تدمير المعنى الحقيقى للأسرة، ولكنها بحمد الله عصية على مجتمعنا المصرى والعربى نظرًا لارتباطنا بالدين والأعراف، فالشعب المصرى قادر على طرد مثل هذه الظواهر ونبذها لأن وجود الوعى الدينى على كافة المستويات الإسلامية والمسيحية وارتباطهم بتعاليم دينهم وإدراكهم لخطورة تلك الظواهر يمثل ضمانة لعدم ترسيخ تلك المفاهيم الوافدة فى المجتمع فتصبح عبارة عن فقاعات سريعًا ما تزول.

 

وعن كيفية الحفاظ على الأسرية المصرية، أكد فضيلة المفتى أن الثورة التكنولوجية جعلت الحوار الأسرى صامتًا فأصبح حوار كل فرد من أفراد الأسرة حوارًا مع جهاز الكمبيوتر أو هاتفه الذكى، لذا نحن فى حاجة لإيجاد روابط أسرية والعودة إلى الدفء والحميمية فى الأسرة حتى نحقق مزيدًا من الترابط والأمن المجتمعى.

 

وأضاف أن الاستخدام السيئ للتكنولوجيا الحديثة والإنترنت أصبح سببًا فى فساد الكثير من العلاقات الزوجية والأسرية، لأنه أصبح يقدم بدائل عديدة ومتنوعة عنهم.

 

وأشار إلى أن المؤسسة الدينية لديها مسئولية كبيرة تجاه الأسرة، لأن هناك العديد من الأحكام الفقهية التى تتعلق بها، وأكثر من 60% من الأسئلة التى ترد إلى الدار تتعلق بالعلاقات الأسرية، وهو ما يضعنا أمام مهمة تبصير الناس بحقوق الزوجين والأبناء وغيرها مثلما كان النبى "صل الله عليه وآله وسلم" فى بيته، مضيفًا ومن هذا المنطلق انطلقنا فى دار الإفتاء وبدأنا فى التوعية الشاملة وبرامج المقبلين على الزواج.

 

وطالب المفتى بدراسة نظريات فروض الكفاية فى الفقه الإسلامى دراسة حضارية وعمرانية يقوى بها المجتمع، فنحن ملتزمون شرعًا بأن نقوى فى كافة المجالات، فإن تم ذلك فإننا بلا شك سنقوى فى كل شيء وسنقود الأمم، والأسرة هى المنطلق الحقيقى لهذه القوة.

    الاكثر قراءة