خبر بسيط تقوم بنشره على صفحتك التي تشارك بها على منصات التواصل الاجتماعي تكون بمثابة بالون اختبار سوف تتلقى بعده مجموعة من الاحتمالات والرسائل الضمنية التي لا حصر لها، وستكتشف من خلالها من يدعون محبتك ويتمنون الخير لك، ومن يزيفون الصورة أمامك ويختبئوا خلفها ليظهروا عكس ما يبطنوا، بصيرتك الثاقبة سترشدك وستفتح لك أبواب الحقيقة على مصراعيها ستدخل إلى كهفهم المهجور في ثوان لتتفقد ما تحمله لك أنفسهم عن قرب.
إن كان قدرك خيرًا أو كان شرًا فكلاهما من عند الله وأنت راض بهما، ولكنك ستفاجأ بالعديد من الترجمات الدقيقة لمشاعر الآخرين، ستأتيك تباعًا ما بين سعادة من يحبك ويسعد بنجاحك، تكاد فرحته وسعادته تحلق به في السماء وهو يقوم بكتابة كلمة محفزة، أو عبارة داعمة بكل رضًا، وعلى النقيض سيكون رد فعل أبناء العم قابيل الذي تصدر اسمه قائمة القتلة والمعتدين.
عندما تزداد وتيرة العمل وتتثاقل علينا تفاصيل الحياة تأخذنا أنفسنا في جولة لنترحم فيها على ماضينا الجميل، نشعر بأن الصبر الذي كنا نمتلك منه مساحات شاسعة من الأراضي الخضراء قد بدأ يتعرض للتصحر شيئا فشيئا حتى اقترب من الفناء، لم تعد رحابة الصدر تمتحنا نصيبنا منها كما كان في السابق، لم تعد قوى التحمل بداخلنا بنفس سطوتها وإنما هى ضعفت واستجارت مما نعانيه من صنوف القتل المعنوي القتل دون دماء.
أبناء عمومتنا رفقًا بنا فما زلنا نفترض أن فيكم بصيصًا من الإنسانية، فكفوا أياديكم وقلوبكم عنا، مللنا طرقكم الوعرة، غادرنا دروبكم فإذا بكم تتبعوننا لترصدوا حركاتنا وسكناتنا كأنكم خلقتم من غباء، تعلموا ففي العمر بعض فرص من العيش للأسوياء، اغتنموها وعودوا مسرعين أنيبوا إلى الله قبل أن يطرق بابكم الضيف الأخير ليصعد بأرواحكم إلى السماء، وحينها قد لا تجدوا هناك لكم من شفعاء.