دعت النائبة الدكتورة درية شرف الدين أهمية إلى توحيد الجهود والتنسيق بين الإعلام والثقافة والتعليم في ملف التوعية بمخاطر الإنترنت والألعاب الإلكترونية، للخروج باستراتيجية قابلة للتنفيذ لحماية الطفل المصري، مشيرة إلى أن الإعلام يلعب دورًا أساسيا وكبيرًا في تنفيذ هذه الاستراتيجية حيث أنه هو المسئول عن مخاطبة الرأي العام.
جاء ذلك خلال رئاستها لجلسة لجنة الإعلام والثقافة والآثار بمجلس النواب، اليوم /الاثنين/، لاستكمال مناقشة طلب الإحاطة المقدم من النائبة أميرة العادلي بشأن الدور التوعوي لمؤسسات الدولة الإعلامية والثقافية بمخاطر الإنترنت والألعاب الإلكترونية.
وأكدت ضرورة تشكيل لجنة فرعية من بعض أعضاء اللجنة ومشاركة ممثلي عدد من الجهات المعنية للنظر ومراجعة وضع استراتيجية لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت في ظل وجود بيانات وأحصائيات رقمية واقعية، على أن يتم مراعاة وضع ضوابط قانونية لبعض القيم التي تبثها المنصات الإلكترونية، ودراسة اقتراح تدريس مادة الذكاء الاصطناعي بالمدارس، وأن تتضمنها برامج التليفزيون التعليمية.
ولفتت إلى ضرورة توزيع تكليفات محددة لكل جهة معنية حسب اختصاصها وتقديم مقترحاتها بشأن مخاطر الإنترنت والألعاب الالكترونية وأوجه معالجتها للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لاتخاذ ما يلزم من إجراءات.
ومن جهتها، استعرضت النائبة أميرة العادلي عضو لجنة التعليم بمجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين طلبها، موضحة أنها عندما طرحت هذا الطلب لم يكن هدفها عقلية موظف، بل أن يشعر الجميع بخطورة المشكلة ومن ثم الاتجاه لحلها، لافتة إلى أن لدينا مشكلة في تفعيل الأدوار.
وأشارت إلى أنه يتم ترديد شائعات ومعلومات مغلوطة عن أحوال المدارس، قائلة إنه "مازال لدينا جهل بالمعلومات، وفي حالة بناء اسراتيجيات وخطط دون وجود معلومات، فإن الخطط والاستراتيجيات سوف تفشل".
وأضافت: أن "هناك استراتيجية للطفل يقوم بها الجهاز القومي للاتصالات، وأرى أن ذلك دور المجلس القومي للأمومة والطفولة، لأنه عند عمل استراتيجية خاصة للطفل يكون ذلك دور المجلس القومي للأمومة والطفولة وليس الجهاز القومي للاتصالات.. وهنا، أوصى بأن يتم مراجعة هذه الاستراتيجية وفقا للبيانات والإحصائيات، التي مازالت مفقودة".
وشددت العادلى، في ختام كلمتها، على ضرورة تطوير أنفسنا وعقلياتنا، حيث أن مخاطر الإنترنت والألعاب الإلكترونية موجودة وحلها ليس المنع أو الحجب، وإنما حلها في العقلية التي نفكر بها، والتي يجب أن تكون مختلفة.
وبدوره، أكد النائب نادر مصطفى الدور المهم الذي يلعبه المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وفقًا للقانون، في تنمية الوعي لدى المجتمع وتشكيل الرأي العام، منوها بما يشهده الإعلام من تطور كبير.
وقال "إن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تقدم الكثير من التطور على مستوى الإعلام الوطنى، كما تلعب دورًا رئيسيًا في رفع الوعي المجتمعي وتعزيز الانتماء من خلال المسلسلات والأفلام، وكذلك عبر القنوات الإخبارية التابعة لها"، لافتا إلى أن المنظومة التشريعة المصرية من دستور وقانون تكفل الحماية للأطفال.
ومن جانبه، قال النائب تامر عبد القادر "إن مجلس النواب أصدر في عام 2018 قانون تنظيم عمل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وموضوع طلب الإحاطة يندرج تحت صلاحيات المجلس المخولة له قانونًا"، موضحا أن الأمر ليس في مخاطر الإنترنت والألعاب الإلكترونية فقط، وإنما في الذكاء الاصطناعي، والذي حتى الآن لم تضع الدولة يدها على المخاطر التي يمكن أن تأتي من خلاله.
وأضاف: أن "عاجلًا أو أجلًا سيكون هناك تعديل تشريعي لقانون المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام عندما نضع يدنا على مخاطر الذكاء الاصطناعي، خصوصًا وأن الإنترنت والألعاب الإلكترونية وما يأتي من تحديث تكنولوجي يندرج تحت صلاحيات المجلس"، مقترحا تشكيل لجنة من أعضاء لجنة الإعلام والثقافة والآثار بمجلس النواب والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام تكون هي المسئولة عن إدارة هذا الحوار، وتدخل تحت اللجنة كل الجهات المعنية الأخرى باعتبارها جهات معاونة، وتخرج عن اللجنة توصيات يقوم المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بتنفيذها في النهاية".
وأكدت النائبة دينا عبدالكريم كذلك أهمية العمل على حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت والألعاب الإلكترونية، مضيفة أن الإعلام عليه دورًا كبيرًا في ذلك الأمر لأنه هو من يوجه الرأي العام.. فيما تسألت النائبة ضحى عاصي عن الضوابط التي يعمل عليها المجلس في قضية "الإلحاد"، وكيف سيتم العمل على مناقشة القضية في وسائل الإعلام المختلفة.
وفي ذات السياق، أشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان الدكتور حسام عبد الغفار إلى ضرورة العمل على الاتفاق على مجموعة من المشروعات والتوصيات القابلة للتنفيذ على أرض الواقع، مؤكدا أن الإعلام عليه دور كبير في ذلك الأمر، حيث أنه هو من يؤثر في الرأي العام، مستشهدا بمبادرة "100 يوم صحة" في محافظة الأسكندرية، وأن 80% من المشاركين فيها كانوا يعرفون بها من خلال الإعلام.
وقال رئيس اتحاد الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والرياضة شريف عبد الباقي "إن الألعاب والرياضات الإلكترونية صناعة عالمية بلغت استثماراتها 23 مليار دولار، منوها في هذا الصدد بمبادرة رئيس الجمهورية في عام 2019 لتدريب 10 آلاف مبرمج ومطور للألعاب".
وأضاف أن مصر لديها اتحاد للألعاب الإلكترونية منذ 2003، و38% من اللاعبين المحترفين، كما أن مصر هي الدولة الوحيدة في العالم التي تشارك في كأس العالم الذى ينظمه الاتحاد الدولي للرياضات الإلكترونية في سبع ألعاب، وهي إجمالي مسابقات البطولة بعد فوزها إفريقياً على جميع دول الاتحاد الدولي الذي يضم 112 دولة، منوها بأن مصر هي مقر الاتحاد الإفريقي للرياضات الإلكترونية ونائب رئيس الاتحاد العربي.
ومن جانبه، قال مدير إدارة تبادل نقاط الإنترنت بالجهاز القومي لتنظيم الاتصالات المهندس شريف عادل محمود "إن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات يقدم الدعم الفني اللازم للأمور التوعوية بالتنسيق مع الجهات المعنية"، موضحا أن هناك تنسيقا مع المجلس القومي للأمومة والطفولة لإعداد استراتيجية لحماية الأطفال على الإنترنت، وكذا مع وزارة التعليم لمراجعة محتوى المناهج الدراسية من الناحية الفنية، بالإضافة إلى تعاون الجهاز مع المجلس الأعلى للإعلام في مراجعة الأكواد وتنفيذ قرارات المجلس طبقا للاختصاصات القانونية.
ومن جهته، نوه مدير عام الإدارة العامة للأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور عمرو الدسوقي بإطلاق مبادرة "المسرح التفاعلي"، والتي تهدف إلى التعاون والحوار عبر 282 إدارة تعليمية على مستوى الجمهورية، موضحا أنه تم تدريب جميع المدربين والأخصائين الاجتماعيين للعمل في المبادرة.