تتعرض بعض الفتيات بعد التخرج الجامعي، لحالة من التشتت والتخبط والارتباك، لما سيحدث لها في المستقبل القريب، من عمل أو استقرار اسري، أو غيره، لتبقى تائهة دون إدراك عن أهم القرارات الصحيحة التي يجب أخذها في الاعتبار، من أجل التخلص من تلك الحالة التي قد تصل بها لبعض حالات الاكتئاب.

 ولذلك نوضح مع أخصائية نفسية أسباب تشتت الفتيات بعد التخرج الجامعي، وأهم النصائح والإرشادات التي تحول دون الوقوع في ذلك التخبط المصيري.

تقول الدكتورة نورا رؤوف أخصائية الصحة النفسية والإرشاد الأسري، تعاني بعض الفتيات عقب التخرج الجامعي، من التوتر الشديد والكثير من التخبطات، وأخريات لديهن الخطط والنظرة المستقبلية الثاقبة والأهداف الواضحة، وهناك الكثير من الأسباب تسبب التشتت والاكتئاب لسنوات ما بعد التخرج الجامعي، وأهمها:

• الروتين المعتاد عليه منذ سنوات في الدراسة، سواء في المرحلة الابتدائية أو الثانوية أو الجامعية، فهناك نظام قائم من استيقاظ مبكر لمواعيد منضبطة للامتحانات، مما يجعلهن غير مستوعبين لما سيحدث لهن بعد التخرج.
• التعرض للكثير من التساؤلات، ومن أهمها هل سأنجح في الالتحاق بوظيفة الأحلام، أم سأتجه لمصير آخر، وهل سأمتلك المهارات التي تؤهلني للعمل، أم الدراسة النظرية ستختلف عن النطاق المهني، وهل سأعمل في مجال تخصصي أم لا.
• عدم تحديد الأهداف والنظرة المستقبلية الواضحة، بالرغم من أن معظم من تعاني من تلك التخبطات، هن فتيات متفوقات جامعياً.
• الإيمان بمعتقد ثابت، أنه لابد من وجود واسطة للعمل، أو معرفة بعض الأقارب والأصدقاء لتأهيلنا في العمل،  مما يجعل الكثيرات تفقدن الأمل وتصبن بالاكتئاب والفشل، في الحصول على الوظيفة المرجوة.

وأشارت أخصائية الصحة النفسية والإرشاد الأسري، إلى بعض النصائح والإرشادات التي تحول دون الوقوع في ذلك التخبط المصيري، ومن أهمها ما يلي:

• محاولة تنظيم أفكارنا، والتحدث مع بعض المتخصصين في المجال المنشود، لفهم عمل الشركات والاستفادة منهم على أرض الواقع ومعرفة كيفية مواجهة العراقيل التي قد تواجهن.
• كتابة خطط مدونة، لأهداف قصيرة وطويلة المدى، وعمل جدول يومي وأسبوعي، يساعد في تحديد روتين جديد مخالف عن ذي سابق.
• تزويد عقولنا بالكثير من المهارات العملية التي تقوي السيرة الذاتية، وأخذ الدورات التدريبية وتعلم لغة أجنبية، لتطوير أنفسنا وتجهيزها لدخول سوق العمل.
• تزويد شبكة العلاقات الاجتماعية لدينا، لتطوير مهارة التعامل، كي تستطيع الفتاة فيما بعد أن تمارس تلك الاستراتيجيات مع مديري العمل وموظفيه.
• البحث عن عمل مناسب في المواقع الالكترونية المختلفة، وفي حالة عدم وجود الفرصة في الوقت الحالي، من الممكن الاتجاه لوظيفة مؤقتة مخالفة لتخصصك، كي تزيدي من وعيك وإدراك لحين الحصول على فرصة عمل في مجال تخصصك.
• الإصرار والعزيمة، وعدم الاستسلام، والتعامل بمرونة والاهتمام بالمظهر العام، والتركيز على نقاط القوة التي تمتلكها كل فتاة، والعمل على نقاط الضعف كي تطورها وتعدل منها.