الخميس 21 نوفمبر 2024

تحقيقات

إكرام بدر الدين : زيارة الرئيس لـ كينيا تستهدف تحقيق المصالح الأفريقية

  • 16-7-2023 | 13:02

الدكتور إكرام بدر الدين

طباعة
  • نيرة سعيد

ترتبط مصر وكينيا بتاريخ طويل من التعاون والبناء، ويتماثلا في ذات التطلعات والتجهات، والجدير بالذكر العامل المادي الأكبر الذي يربطهما ببعض بشريان حياة واحد وهو نهر النيل، فكلاهما يسعيان لتحقيق التنمية والرخاء في كافة المجالات وخاصة المجال الاقتصادي، اعتمادا على إمكانيات واسعة للبلدين وموقعهما الإستراتيجي المتميز.

مصر وكينيا يتمتعان بموقع استراتيجي عالٍ

تتمتع مصر بموقع جغرافي متميز، بتوسطها لقارات العالم القديم الثلاث وتتطل على بحرين هامين وهما البحر الأبيض المتوسط، وابحر الأحمر، ويمر بها قناة السويس والذي يعتبر أهم ممر ملاحي على مستوى العالم، والذي يميزها دون دول أخرى أنها على وصل متنوع ومستقر مع دول القارة الإفرقية.

وتتميز كينيا بحدودها الشرقية المطلة على المحيط الهندي، مما جعلها أهم حلقة وصل تجاري بينها وبين الدول العربية ودول القارة الأفريقية من أزمان بعيدة، فضلا عن أنها تمتاز بموقع جغرافي متميز رشحها للقيام بدور قيادي في منطقة شرق أفريقيا وخارجها.

وتتبنى مصر بعدا هاما نحو زيادة التعاون مع دول القارة الأفريقية، في إطار استراتيجية العلاقات العسكرية والسياسية والثقافية وخاصة الاقتصادية والتجارية، حيث شهدت تلك العلاقت تطورا إيجابيا نتيجة عضوية الدولتين في تجمع الكوميسا، بالإضافة إلى توجه مصر الأفريقي لتغطية احتياجتها من خدمات عدة، من الدول الأفريقية وخاصة كينيا، إيمانا منها بدور هذا التعاون بين دول القارة ويعود ذلك بالنفع على الشعوب.

زيارة الرئيس السيسي إلى كينيا في القمة التنسيقية للاتحاد الأفريقي

 توجه الرئيس عبد الفتاح السيس، في زيارة رسمية إلى العاصمة الكينينة نيروبي، للمشاركة في الدورة الخامسة من قمة منتصف العام التنسيقية التابعة للاتحاد الأفريقي، في رحلة تستغرق يوما واحدا.

وتأتي القمة التنسيقية الأفريقية التي تم استحداثها عام ٢٠١٩ تحت الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي، اتصالاً بجهود الإصلاح المؤسسي للاتحاد، وفي إطار محور تقسيم العمل والمهام بين مفوضية الاتحاد الأفريقي والتجمعات الاقتصادية الإقليمية، فضلاً عن تعزيز مسار التكامل الإقليمي بين دول القارة، خاصةً ما يتعلق بالتكامل الاقتصادي، والذي تعد أبرز خطواته إطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية تحت الرئاسة المصرية عام ٢٠١٩ .

ومن جانبه أكد الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية لـ"دار الهلال" أهمية زيارة الرئيس إلى كينيا والمشاركة في هذه القمة الأفريقية، في إطار اهتمام مصر بالقارة الأفريقية، مضيفا أهم المحاور في السياسة الخرجية المصرية وهو محور التوجه نحو الجنوب في القارة الأفريقية.

وأوضح أن مصر تولت في السنوات الأخيرة رئاسة الاتحاد الأفريقي، ورئاسة النيباد، ورئاسة مؤتمر الأمم المتحده للتغيرات المناخية، وسيتناول الرئيس هذا المحور في النقاش علاوة على تأثير التداعيات المناخية على القارة الأفريقية وكيفية مواجهتها ، فضلا عن اهتمامات مصر الأخرى التي ستتناول في تلك الزيارة مثل التعاون الاقتصادي على مستوى القارة الإفريقية.

وذكر أنه سيتناول المنطقة الحرة الأفريقية، بالإضافة إلى ما يتعلق بفكرة إنشاء سوق أفريقية مشتركة، وهذا له مردود واسع على الزراعة والتجارة والصناعة، علاوة على إمكانية تنسيق الجهود بين الاتحاد الأفريقي من جانب، والتجمعات الاقتصادية الرئيسية في التجمعات الأفريقية من جانب آخر.

وأشاد بمجريات بحث هذة الزيارة في الوضع الأفريقي الحالي، وتنمية التعاون بين دول القارة الأفريقية، و وضع رؤية مستقبلية للقارة الأفريقية، مضيفيا أنه التعاون جاء في مجالات مختلفة الزراعة والصناعة ومجال البنية التحتية و مجال مواكبة التغيرات المناخية وغيرها من المجالات.

واختتم أن هدف هذه الزيارة في النهاية، هو تحقيق المصلحة الأفريقية، ومواجهة التحديات التي تتعرض لها دول القارة، والتعاون مع منظمات إقليمية ودولية في هذا الإطار.

الاكثر قراءة