الأحد 22 سبتمبر 2024

في الذكرى 47 لرحيله.. كيف صور الأدب وفاة جمال عبد الناصر؟

28-9-2017 | 18:27

تحل اليوم، الذكرى الـ37 لوفاة الزعيم  جمال عبد الناصر، التي وقعت بشكل مفاجئ، في مثل هذا اليوم من عام 1970.

وترك رحيل «ناصر» دهشة وحزنا عميقين، في قلوب المحبين، حتى أن «شواين لاي» رئيس الوزراء الصيني، قال لأول وفد مصري، يزور بكين بعد الوفاة: «لماذا تركتم عبد الناصر يموت؟».

وثار حول واقعة وفاة «ناصر»، وهو بعد في الـ52 من العمر، لغطا كبيرا، حول ما إذا كانت وفاته طبيعية، أم ناتجة عن اغتياله بالسم.

وكان هذا اللغط الدافع الأول للدكتور الصاوي حبيب، الطبيب الخاص لجمال عبد الناصر؛ لكي يصدر كتابا بعنوان: «مذكرات طبيب عبد الناصر»، يرد فيه على الشائعات الكثيرة التي انتشرت في العالم العربي، حول الوفاة، وخاصة شائعة دس السم له في المياه المعدنية لمنتجع تسخابولطو الروسي.

ووصف حبيب واصفا بدقة الحالة الصحية لناصر سنوات حكمه الأخيرة، وراسما في الوقت نفسه بعض أجواء الرئيس في تلك الفترة، وعلاقاته بالشخصيات المحيطة به، والطريقة الصعبة والمرهقة  التي كان يعمل بها.

ويتمتع الكتاب بقدر من الشفافية، والمحدودة الانتشار عربيا بسبب نقص المعلومات، وندرتها عادةً في مجتمعات الخوف، والتي يتكئ مؤلفوها في محتواها على المعلومات والقصص التي تتاح لهم بسبب قربهم من شخصيات شهيرة في وقت من الأوقات.

وينفي الكتاب وفاة عبد الناصر اغتيالا بالسم، قائلا: «ظل الرئيس عبد الناصر، يصغي لنشرة الأخبار من الراديو حتى انتهت، وطلبت منه ألا يتحرك، وأن يستريح فأغلق الراديو ورد قائلا أنا استريحت خلاص يا صاوي، وفوجئت برأسه يميل إلى الجانب الأيمن فجأة».

وأضاف: «تحسست النبض فوجدته متوقفا، فأجريت تنفسا صناعيا، وتدليكا خارجيا للقلب، في وجود الدكتور زكي الرملي، والدكتور منصور فايز، واستمرت هذه المحاولات لمدة ثلث ساعة دون جدوى».

ولعل أبرز من قالوا بموت عبد الناصر، مقتولا كان الكاتب، محمد حسنين هيكل، عندما صرح بأن السادات صرف السفرجي الخاص بالرئيس عبد الناصر، وأعد له فنجان قهوة مسموما أثناء إقامته بفندق الهيلتون، وقت انعقاد القمة العربية في سبتمبر عام ١٩٧٠، وهو ما استندت إليه الدكتورة هدى عبد الناصر في اتهامها للرئيس السادات بأنه كان عميلا للمخابرات الأمريكية، وأنه قتل والدها.

وفي رواية «أحاديث برقاش.. هيكل بلا حواجز»، تناول الكاتب عبد الله السناوي والمعروف بانتمائه للحقبة الناصرية، تناول  وأثير حول الشبهة الجنائية في وفاة عبد الناصر، ومن أجواء تلك الرواية، كانت الصدمة صاعقة، مات جمال عبد الناصر.

وكان محمد حسنين هيكل، هو الرجل الذي تولى الكشف عن هذه التسجيلات والتقارير، بعضها للمخابرات العامة المصرية، وبعضها الآخر وثائق أمريكية لم يكن الاطلاع عليها متاحا من قبل.

وأشار إلى أن تلك الوثائق في معرض حديثه التلفزيوني المسهب عن «الطريق إلى أكتوبر.. في صحبة جمال عبد الناصر».

وكشف كتاب «أسرار موت عبد الناصر» للكاتب محمد هلال النقاب عن الأسباب الحقيقية، التي أدت إلى وفاة عبد الناصر، كما يفند شهادات الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، الخمس حول رحيل عبد الناصر، والذي كانت آخرها تحمل شبه اتهام السادات بالتسبب في مقتل عبد الناصر بفنجان قهوة مسموم.

ولعل الجدل الذي ما زال مستمرا حول موت الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، هو ما دفع صناع السينما والدراما، بالابتعاد عن منطقة التساؤلات حول كيفية رحيله، فقدمت عددا من الأفلام المهمة لكنها ألقت الضوء على حياته وإنجازاته والقضايا المصيرية، والهم الوطني والقومية العربية، وبعضها لم يتطرق إلى وفاته والبعض الآخر ضمنها داخل سياق العمل دون الإشارة إلى جزئية هل مات مسموما أم لا؟

ومن هذه الأعمال فيلم «ناصر 56» الذي لعب بطولته الفنان الراحل أحمد زكي، وجمال عبد الناصر، من بطولة خالد الصاوي، والفنان مجدي كامل، جسد دوره في مسلسلي العندليب، وناصر.

وجسد الفنان السوري جمال سليمان، دوره في مسلسل «صديق العُمر»، والفنان ياسر المصري، جسد دوره في مسلسل «الجماعة 2»، وعُرض عام 2017.