أجرى المبعوث الأميركي للمناخ جون كيري الاثنين في بكين مع نظيره الصيني شيه تشن هوا محادثات استمرت أربع ساعات، على ما ذكر التلفزيون الرسمي "سي سي تي في".
ويشكل هذا الاجتماع استئنافا للحوار حول ملف المناخ البالغ الأهمية بالنسبة للبلدين اللذين يعتبران أكبر مسببين للتلوث في العالم، بعدما علّقته بكين في أغسطس احتجاجا على زيارة لتايوان قامت بها رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك نانسي بيلوسي .
ولم ترشح تفاصيل حول فحوى المحادثات على الفور. وكان مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان قال لمحطة سي إن إن الأحد إن كيري سيدعو الصين إلى "عدم التذرع بأنها دولة نامية"، لتقليص التزامها حيال التغير المناخي. وأكد ساليفان على أنه "تقع على عاتق كل دولة، بما في ذلك الصين، مسؤولية تقليل الانبعاثات" مضيفاً "أرى أن على العالم أن يشجع أكثر الصين، بل حتى الضغط عليها، لاتخاذ المزيد من الإجراءات الصارمة للحد من انبعاثاتها". واشار إلى أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم "لا يزال يتعين عليه بذل المزيد في هذا المجال" و "سيؤكد كيري هذه النقطة عندما يسافر إلى بكين".
ووعدت الصين أكبر مسبب لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم المسؤولة عن تغير المناخ، ببلوغ ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول 2030 ثم تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2060. وأكد الرئيس شي جينبينج أن بلاده ستقلل من استخدامها للفحم اعتبارًا من 2026. لكن في أبريل، أعطت السلطات الضوء الأخضر لزيادة قدرات توليد الكهرباء بالفحم، مما يثير شكوكاً حيال تحقيق أهدافها المناخية.
وتأتي زيارة المسؤول الأميركي وهي الثالثة له إلى الصين منذ توليه منصبه، في وقت بات تأثير تغير المناخ واضحا مع موجات حر في عدد كبير من مناطق العالم. وتشمل هذه الظواهر القصوى الصين أيضا إذ تشهد عاصمتها حرارة تقارب 40 درجة مئوية منذ أسابيع. وعلى مستوى العالم سجلت في يونيو أعلى درجات حرارة حسب وكالتي كوبرنيكوس الأوروبية وناسا الأميركية. بعد ذلك، كان الأسبوع الأول بأكمله من يوليو الأكثر حرا على الإطلاق، حسب البيانات الأولية للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وكان كيري وصل إلى العاصمة الصينية الأحد، بعدما توالت زيارات مسؤولين أميركيين للصين في الأشهر الأخيرة لتحسين العلاقات الدبلوماسية، مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في يونيو ووزيرة الخزانة جانيت يلين أوائل يوليو. وتستمر زيارة كيري إلى الصين حتى الأربعاء. وستكون رحلة كيري موضع متابعة حثيثة في واشنطن بعد انتقادات وجهها برلمانيون جمهوريون اتهموه فيها باستخدام طائرة خاصة وهي وسيلة مسببة لتلوث كبير، للتوجه إلى الجانب الآخر من العالم من أجل التباحث مع خصم سياسي.