موجة حارة تؤثر على مصر وأنحاء المنطقة العربية، بل وتشهدها مناطق مختلفة من جنوب أوروبا وأنحاء مختلفة من العالم، ففي مصر تشهد درجات الحرارة ارتفاعا منذ نهاية الأسبوع الماضي في موجة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل وفقا لما أوضحته الأرصاد الجوية.

وفي الوقت نفسه تشهد دول جنوب أوروبا، موجة شديدة الحرارة حيث كسرت درجات الحرارة في إيطاليا وإسبانيا وتركيا أمس حاجز 40 درجة مئوية ، ومن المتوقع المزيد من الحرارة الحارقة في الأيام المقبلة.

ارتفاع درجات الحرارة

وأوضحت الأرصاد الجوية أن الموجة شديدة الحرارة في أوروبا تتزامن مع الموجة الطويلة من الحر الشديد التى تتأثر بها أجزاء كبيرة من البلاد القاهرة الكبرى والوجه البحرى وجنوب البلاد وجنوب سيناء وأيضا بلاد المغرب العربى.

وأكدت أن الدول المطلة على البحر المتوسط تحت وطأة الموجة شديدة الحرارة .

 

موجة الحر في أوروبا

فيما تشهد أوروبا موجة حر قاتلة حيث حطمت درجات الحرارة الأرقام القياسية، ومن المتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة 40 درجة مئوية في بعض مناطق إسبانيا وفرنسا واليونان وكرواتيا وتركيا في الأيام القليلة المقبلة.

أما إيطاليا، فشهدت ارتفاعا قياسيا في درجات الحرارة والتي توقعت وكالة الأرصاد الجوية في البلاد أن تستمر في الارتفاع لتصل 48.8 درجة مئوية، بعد أن وصلت خلال الأيام الماضية لأكثر من 40 درجة مئوية مرة أخرى، وهو ما دعى السلطات في بعض المدن لإصدار تحذير أحمر، لوضع 10 10 مدن في حال تأهب قصوى، منها العاصمة روما.

 

سبب ارتفاع درجات الحرارة

وقال الدكتور مجدي علام، الخبير البيئي، إن موجة الحر الحالية التي تشهدها مصر والدول العربية ومناطق أوروبيا غير طبيعية، وتعتبر موجة استثنائية، لأن معدلات درجات الحرارة فيها مرتفعة بشكل كبير ولم تكن متوقعة بهذا الحد من قبل، فهي ليست قاصرة على مصر ولكن تؤثر على عدة دول في العالم.

وأوضح في تصريح لـ"دار الهلال"، أن قارة أفريقيا أكثر دفئا من أوروبا، لكن كل دول العالم بما فيها قارة أوروبا وأمريكا الشمالية وجنوب شرق آسيا العالم يتعرض إلى موجة حارة وشديدة في الحرارة، ووصلت إلى أعلى درجاتها، ففي بعض الأماكن مثل الكويت والعراق تخطت درجات الحرارة حاجز الـ50 درجة مئوية، فهي موجة شديدة الحرارة ومعدلاتها عالية كما أن مدتها طويلة.

وأكد أن موجات الحر السابقة كانت تستمر يومين أو ثلاثة لكنها مستمرة لنحو أسبوع ومستمرة للأيام المقبلة لتصل لـ10 أيام، مضيفا أن هذه الموجة لها ثلاثة أبعاد، الأول مدتها الزمنية فهي من أعلى المدد الزمنية في موجات الحرارة، والثاني هو تأثيرها على الإنسان والكائنات الحية ككل فهي من أعنف موجات الحرارة، والبعد الثالث هو الآثار السلبية لها فهي تسببت في آثار سلبية شديدة فأدت لاحتراق مساحات كبيرة من الغابات وحتى موجات من الفيضانات.

وأشار إلى أن تأثير تلك الموجة سيكون كبيرا على العالم على الغطاء النباتي والجفاف وموجات الرياح والأعاصير ورفع درجات حرارة البحار والمحيطات وجعل مياهها حامضية مما يؤثر على الكائنات الحية، مضيفا أن هناك بعض الكائنات البحرية من الأسماك والدلافين خرجت من البحر مقطعة بسبب موجات الحر السابقة.

وأضاف أن هذه الموجة مرتبطة ارتباط وثيق بالتغيرات المناخية لأن المناخ يقاس بالمائة عام، فخلال المائة عام من 1900 حتى 2000 ارتفعت درجات حرارة الأرض بشكل كبير، ومنذ عام 2000 وحتى العام الحالي 2023 زادت درجات الحرارة، والتوقعات أن ترتفع درجات الحرارة حتى 2050 بأكثر من 2.5 درجة، رغم التوقعات والجهود لمنع ارتفاع درجات الحرارة بأكثر من درجة ونصف.

وأشار علام إلى أن تأثير ارتفاع درجات حرارة الأرض بهذا المعدل سيكون له تأثيرا شديد على كل مناحي الحياة من البشر والنباتات والحيوانات والغذاء والمياه والتربة، مؤكدا أن المسألة ليست سهلة.

 

نصائح خلال الموجة الحارة

ونصح المواطنين خلال تلك الفترة من الموجة الحارة بتجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة خلال الفترة من 12 ظهرا وحتى الخامسة عصرا، لأن تلك الفترة تشهد أعلى درجات حرارة، وكذلك على المزارعين تجنب مباشرة أعمال الزراعة في الفترة من الظهر وحتى العصر واستبدالها بالعمل من الصباح حتى الظهر أو بعد العصر وحتى المغرب، وكذلك عمال البناء وعمال خدمات النقل أو الحصاد والجمع أو العمل في أجواء مكشوفة.