أبرزت صحيفة (الأهرام)، عملية إتمام أكبر اكتتاب في تاريخ البورصة المصرية، وذلك من خلال شركة بلتون التي أصدرت خمسة مليارات سهم جديد، قيمتها الإجمالية عشرة مليارات جنيه، معتبرة أن تطورات البورصة؛ تعكس بدء تحقيق هدف تولي القطاع الخاص قيادة قاطرة التنمية، وقالت "آن الأوان للقطاع الخاص لأن يتولي هو قيادة عجلة الاقتصاد".

وقالت الصحيفة - في افتتاحية عددها الصادر اليوم /الخميس/ تحت عنوان (الأداء الاقتصادي) - أن خبراء المال يعرفون أن البورصة هي مرآة الأداء الاقتصادي لأي مجتمع، وكلما ازدهرت البورصة كان في ذلك دليل على ازدياد ثقة المستثمرين وأصحاب الشركات الكبري، سواء الأجنبية أو المصرية، في كفاءة ونجاح الاقتصاد المصري.

وأكدت الصحيفة أنه كلما اكتتبت شركة عملاقة في البورصة؛ فإن ذلك سوف يشجع شركات أخري عملاقة للإقبال على الاستثمار في السوق المصرية.

وأضافت أن مسئولي الشركات العالمية - التي اشترت أسهم بلتون - درسوا السوق المصرية جيدا قبل أن يوجهوا أموالهم إليها، ولولا ما تقدمه هذه السوق من فرص واعدة ما أتى إليها المستثمرون.

واعتبرت أن أحد أسباب هذا الإقبال العالمي على الاقتصاد المصري هو الاستراتيجية الجديدة التي بدأت الحكومة المصرية تطبقها، والتي تقوم على تقديم تسهيلات غير مسبوقة للقطاع الخاص وشركاته، وتتضمن هذه الاستراتيجية برنامجا طموحا لتخارج الدولة من بعض الأنشطة الاقتصادية التي كانت تحتكرها، وذلك لإفساح المجال لمزيد من مشاركة القطاع الخاص في عملية التنمية الشاملة التي تجري في مصر، على قدم وساق حاليا.

وأشارت الصحيفة إلى وثيقة سياسة ملكية الدولة - التي صدرت قبل عدة أشهر - وكان هدفها الأساسي تعظيم العائد الذي تدره أصول الدولة على الاقتصاد الوطني، لافتة إلى أن هذا التخارج المحسوب - بمنتهى الدقة والدراسة المتعمقة - سوف يجتذب الكثير من المستثمرين الأجانب الراغبين في الاستفادة من فرص السوق المصرية الاستثمارية الهائلة. 

وذكرت الصحيفة أنه كلما ازدادت الأنشطة الاقتصادية وارتفعت سعة الاقتصاد الوطني؛ أدي ذلك إلى إيجاد ملايين فرص العمل للمواطنين، ومن ثم تحسين مستوى الدخل ومستوى المعيشة، وأيضا زيادة القوة الشرائية، وتشجيع إقامة المشروعات وهكذا.

وتابعت: إن الاقتصاد حلقات متداخلة ومترابطة، وكل نجاح يتحقق في مجال لابد أنه سيؤدي إلى نجاح في مجال آخر، والذي يعبر عن هذه النجاحات هو نشاط البورصة؛ حيث إن الشركات كلما نجحت وازدهرت زاد إقبالها على الاكتتاب وإصدار أسهم جديدة.

واختتمت بالقول "من القواعد الراسخة في علم الاقتصاد أن الشركات تنجح من خلال المنافسة فيما بينها لتقديم الأفضل، وقد انتهي ذلك الزمن الذي كانت فيه الشركات الحكومية تسيطر على الإنتاج والأداء الاقتصادي، وآن الأوان للقطاع الخاص لأن يتولي هو قيادة عجلة الاقتصاد؛ وهاهي تطورات البورصة تعكس بدء تحقيق هدف تولي القطاع الخاص قيادة قاطرة التنمية".