التقى الموفد الرئاسي الفرنسي وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان مع عدد من رؤساء احزاب وكتل برلمانية لبنانية معنية بانتخاب رئيس للبلاد .

وقد اجتمع لودريان اليوم ، بحسب (الوكالة الوطنية للإعلام) اللبنانية الرسمية ، في لقاءات منفصلة مع كل من رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل ورئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية .

وقال جعجع في تصريح بعد الاجتماع مع لودريان :" إن لودريان قدم اقتراحا، سيدرس بالطبع في الأوساط الحزبية بالدرجة الأولى وفي المعارضة بالدرجة الثانية، وعلى ضوء هذه المشاورات سيتم التوصل إلى الجواب المناسب".

بدورها أفادت اللجنة المركزية للإعلام في "التيار الوطني الحر" في بيان بعد اجتماع رئيسه مع لودريان بأن الموفد الرئاسي الفرنسي "طرح فكرة جديدة مدعومة من الدول الخمس التي اجتمعت أخيرا في الدوحة".

وكانت اللجنة الخماسية حول لبنان، التي تضم فرنسا والسعودية وقطر والولايات المتحدة ومصر قد اجتمعت في الدوحة في 17 يوليو الجاري، حيث دعت القيادات اللبنانية للتعجيل في انتخاب رئيس للبلاد محذرة من اتخاذ إجراءات ضد الذين يعرقلون ذلك.

وأوضح بيان"التيار الحر" أن الفكرة مفادها أن يعود لودريان في سبتمبر المقبل لإجراء مشاورات في فترة زمنية سريعة ومحددة للاتفاق على البرنامج الذي يحتاجه لبنان وعلى اسم المرشح المؤهل لحمل هذا التصور على أن يلي ذلك عقد جلسات برلمانية متتالية لانتخاب رئيس الجمهورية.

وقد أبدى "رئيس التيار الوطني الحر تجاوبا مع هذا الطرح الذي يشكل منطلقا جديدا لمقاربة الاستحقاق الرئاسي".

وفي حين لم يصدر عن الموفد الفرنسي أي تأكيد حيال الطرح المنوه عنه في بيان "التيار الحر"، أوضح مكتب رئيس "تيار المرده" سليمان فرنجيه الإعلامي في بيان أن اللقاء مع لودريان كان "وديا وإيجابيا وتمت خلاله مناقشة كل الملفات الراهنة وتبادل الأفكار والحلول الممكنة للخروج من الأزمة الرئاسية.

وكان لودريان قد وصل إلى بيروت مساء الثلاثاء واجتمع مع رئيس البرلمان ورئيس"حركة أمل" نبيه بري الذي وصف اللقاء بالجيد في بيان صدر عن مكتب بري وأشار إلى أنه "يمكننا القول أن نافذة في جدار الملف الرئاسي قد فتحت.

وكذلك أجرى الموفد الفرنسي 3 لقاءات مع رئيس "حزب الكتائب" النائب سامي الجميل ورئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي"، النائب تيمور جنبلاط ورئيس "حركة الاستقلال" النائب ميشال معوض.

وتستمر زيارة لودريان إلى لبنان حتى 27 يوليو الجاري ، وهي الزيارة الثانية بعد زيارته إلى لبنان في 21 يونيو الماضي كموفد خاص للرئيس الفرنسي في محاولة لإنهاء الأزمة السياسية اللبنانية .

وكان لبنان قد دخل في أول نوفمبر الماضي في فراغ رئاسي بانتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون، في 31 أكتوبر الماضي من دون انتخاب خلف له في المهلة الدستورية.

وقد أدى الانقسام السياسي إلى شغور سدة الرئاسة بعد إخفاق البرلمان في انتخاب رئيس للبلاد في 12 جلسة انتخابية عقدت بين 29 سبتمبر و14 يونيو الماضيين.

ويأتي الفراغ الرئاسي في وقت تدير فيه البلاد حكومة تصريف أعمال ، ووسط معاناة لبنان منذ أواخر العام 2019 من أزمة اقتصادية ومالية حادة صنفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم.