توصل بحث جديد إلى أن أكبر بركان في المجموعة الشمسية يمكن أن يكون جزيرة في بحر شاسع.

عندما كان المريخ صغيرًا ورطبًا، منذ مليارات السنين، ربما كان أوليمبوس مونس الضخم يشبه /سترومبولي/ أو /سافاي/، ولكن على نطاق أوسع بكثير.

ويُظهر تحليل جديد أوجه التشابه مع الجزر البركانية النشطة هنا على الأرض، ما يضيف إلى مجموعة متزايدة من الأدلة حول الماضي المائي للمريخ.

وكتب فريق بقيادة عالم الجيولوجيا، أنتوني هيلدنبراند، من جامعة /باريس ساكلاي/ في فرنسا: "نوضح هنا أن بركان أوليمبوس مونس العملاق يشترك في أوجه التشابه المورفولوجية (الشكلية) مع الجزر البركانية النشطة على الأرض، حيث تحدث فواصل المنحدرات الإنشائية الرئيسية بشكل منهجي عند الانتقال بين البحر والجو، استجابة لتناقضات لزوجة الحمم البركانية الحادة".

وأضاف: "نقترح أن الحافة العلوية للجرف الرئيسي متحدة المركز، الذي يبلغ ارتفاعه 6 كيلومترات، والمحيطة بأولمبوس مونس، تشكلت على الأرجح من تدفق الحمم البركانية إلى المياه السائلة عندما كان الصرح عبارة عن جزيرة بركانية نشطة، خلال أواخر نوشيان (نظام جيولوجي وفترة زمنية مبكرة على كوكب المريخ تتميز بمعدلات عالية من النيازك والكويكبات وآثار واحتمال وجود المياه السطحية) وأوائل هيسبيريان (هي فترة وسيطة وانتقالية من تاريخ المريخ)".

أوليمبوس مونس، مهما كنت تقيسه، وحش. يبلغ ارتفاع بركان الدرع نحو 25 كيلومترًا (16 ميلًا)، ويمتد عبر منطقة بحجم بولندا تقريبًا (أو أريزونا كنقطة مرجعية أخرى).

إنه ليس فقط أكبر بركان، ولكنه أطول جبل كوكبي معروف في النظام الشمسي.

لكن هناك شيء غريب حول قدمه، أنه لا يلتقي بالأرض كمنحدر نظيف، بدلاً من ذلك، على ارتفاع نحو ستة كيلومترات، بالنسبة لأجزاء كبيرة من محيطه، يتحول إلى جرف واضح، أو جرف، ينخفض بشكل حاد إلى المناظر الطبيعية المحيطة أدناه. أصل هذه الميزة غامض.

المريخ جاف جدا ومغبر في الوقت الحاضر. أي مياه سطحية تكون على شكل جليد، لا تتدفق الأنهار ولا المحيطات تملأ أحواضها الشاسعة وحفرها. لكن يستمر ظهور الأدلة على أن المريخ كان في يوم من الأيام غنيًا بالمياه السائلة.

واستخدم هيلدنبراند وزملاؤه هذه المعلومات لإعادة صياغة سياق أوليمبوس مونس لقد نظروا إلى براكين درع مماثلة هنا على الأرض. ودرسوا على وجه الخصوص ثلاث جزر بركانية نشطة : جزيرة /بيكو/ في البرتغال، جزيرة /فوجو/ في كندا، وجزيرة /هاواي/ في الولايات المتحدة.

ووجدوا أن شواطئ هذه الجزر فيها منحدرات شديدة الانحدار، شبيهة بمنحدرات /أوليمبوس مونس/ الرنانة على الأرض، هذه المنحدرات هي نتيجة التناقضات الحادة في لزوجة الحمم البركانية بسبب التبريد التفاضلي أثناء انتقالها من الهواء إلى الماء.

كتب الباحثون في ورقتهم: "يقودنا هذا إلى اقتراح أن أوليمبوس مونس كانت جزيرة بركانية سابقة محاطة بالمياه السائلة".

وقد يعطينا هذا بعض الأدلة حول تاريخ المياه على كوكب المريخ. على سبيل المثال، سيكون ارتفاع الجرف هو مستوى سطح البحر للمحيط المفقود منذ فترة طويلة. ويخبرنا عمر تدفقات الحمم البركانية، الذي يعود تاريخه إلى نحو 3.7 إلى ثلاثة مليارات سنة، ومتى كان هذا المحيط موجودًا.

وحدد الفريق أيضًا ميزات مماثلة على جبل بركاني آخر في المريخ، وهو /ألبا مونس/، الذي يقع على بعد أكثر من 1500 كيلومتر(932 ميل) من أوليمبوس مونس، عبر مساحة شاسعة من الأراضي المنخفضة.

وبحسب مجلة /sciencealert/ العلمية، قد يعني هذا أن مياه هذا المحيط الشبح ملأت أجزاء كبيرة من سطح المريخ.

ويقول الفريق إن النتائج تعطي مهام استكشاف المريخ المستقبلية وسيلة جديدة للتحقيق فيما يتعلق بتاريخ المريخ وتطوره.