تحل علينا اليوم ذكرى ميلاد الشاعر اللبناني الراحل أنسي الحاج، والذي رحل عن عالمنا من تسع سنوات مضت، تاركـًا وراءه إرثـًا كبيرًا للجماعة الصحفية، وللساحة الثقافية عامةً.
ولد إنسي لويس الحاج في مدينة جزين بلبنان، يوم 27 من شهر يوليو عام 1947، والده لويس الحاج كان يعمل بالصحافة والترجمة، وورث أنسي بعد هذا الشغف، ووالدته هي ماري عقل والتي توفيت وهو دون السابعة من عمره؛ مما أحدث في نفسه أثرًا بالغـًا.
ومنذ كان صغيرًا ظهرت بوادر حبه للقراءة والكتابة والاطلاع، فنشر قصصه القصيرة ومقالاته الصحفية وبعض قصائده في منتصف الخمسينيات، حينما كان بالمرحلة الثانوية.
وقُبيل تخرجه سنة 1956، عمل بصفته مسؤولًا ثقافيـًا في جريدة "الحياة"، ثم انتقل إلى جريدة "النهار" وعمل بها محررًا للمحتوى غير السياسي، وكان صاحب فضلًا في توسيع مجال الصفحة الأدبية بها، حتى أصبحت صفحةً كاملة تصدر ضمن محتوى الجريدة يوميـًا.
أسس "الحاج" مجلة "الملحق" الشعرية والتي اعتُبرت إضافة إلى جريدة "النهار"، وكانت المجلة توزع بشكلٍ أسبوعي، وقد تعاون مع الشاعر اللبناني شوقي أبو شقرا، في إصدارها خلال عامي 1964 و1974.
تسلّم "الحاج" منصب رئيس تحرير لصحيفتي "الحسناء" عام 1966 و"النهار العربي والدولي" بين عامي 1977 و1989، إلى جانب عمله في صحفية "النهار".
ساهم في تأسيس مجلة "شعر" مع يوسف الخال وأدونيس، وأطلق عام 1960 كتابه الشعري الأول "لن" والذي شكّل أول تجميعٍ للأعمال الشعرية النثرية.
بدأ عام 1963 بترجمة العديد من المسرحيات، لـ"شكسبير وأوجين يونسكو وألبير كامو وبوتولت بريخت" إلى العربية، وقامت فرق التمثيل في بعلبك بلُبنان بتمثيل هذه المسرحيات في مهرجان بعلبك تحت إشراف نبيل الأشقر وروجيه عساف وبرجي فازلين.
تولى "الحاج" منصب مدير تحرير جريدة "النهار" عام 1992، وهو ذات المنصب الذي تولاه والده لويس "الحاج"، حتى عام 2003، فقد صار مستشارًا لمجلس المحررين.
ساعد في تأسيس صحيفة "الخبر" عام 2006، وأصبح كاتب مقالات ومحررًا رئيسيًا، ومن المعروف أنّ مقالاته لم تكن تراجع من قبل أي أحد، بل كان يقوم بمراجعتها بنفسه.
تزوج أنسي الحاج من الكاتبة ليلى ضوى عام 1957، وأنجب منها: "ندى ولويس".
ومن أعماله الشعرية:
- ديوان "لن" صدر عام 1960
- ديوان "الرأس المقطوع" صدر عام 1961
- ديوان "ماضي الأيام الآتية" صدر عام 1965
- ديوان «ماذا صنعت بالذهب، ماذا فعلت بالوردة؟" صدر عام 1970
- ديوان "الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع" صدر عام 1975
- ديوان "الوليمة" صدر عام 1994
- كتاب "كلمات كلمات كلمات" صدر في ثلاثة أجزاء عام 1978
- كتاب "خواتم" صدر عام 1991
- أنطولوجيا "الأبد الطيّار" بالفرنسية في باريس عن دار "أكت سود" عام 1997
- أنطولوجيا "الحب والذئب الحب وغيري" بالألمانية مع الأصول العربية في برلين عام 1998.
في عام 2007 صدرت الأعمال الكاملة لأنسي الحاج في طبعة شعبية، في ثلاث مجلدات ضمن سلسلة “الأعمال الكاملة” عن “هيئة قصور الثقافة”، وضمّ المجلد الأوّل: "لن"، و"الرأس المقطوع”، و“ماضي الأيام الآتية”. والثاني: “ماذا صنعت بالذهب، ماذا فعلت بالوردة؟” و"الرسولة بشعرها الطويل حتى الــينابيع" و"الوليمة"، فيما حوى الثالث كتاب "خواتم" بجزأيه.
قالو عن أُنسي الحاج:
الشاعر أدونيس: "إنه الأنقى بيننا".
الشاعر عبد المنعم رمضان: "في شعر أنسي هاجس يصدم شعراء جددًا كثيرين بات شائعـًا لديهم هذه الأيام تمجيد البراءة، براءة المعرفة، أنسي يرفض تلك البراءة، كأنها أتربة علقت بجسد من الأفضل أن يغتسل لنراه عاريـًا، شعر أنسي سيرينا هذا العري، ولغة شعره ليست كساءً شفافـًا، ليست غيمةً، ليست وسيلةً ولا غايةً، إنّها الجسد العاري نفسه حيث عريه معرفة، وحيث معرفته عري".
الشاعر إبراهيم داوود: " أُنسي مع الماغوط وسعدي يوسف هم الآباء الشعريون للقصيدة الجديدة في مصر، وهم الأقرب إلى ذائقتنا".
توفي الشاعر اللبناني أنسي الحاج ظهر يوم الثلاث الموافق 18 فبراير 2014 في بيروت جراء إصابته بمرض السرطان عن عمر ناهز 77 عاما، وقد تدهورت حالته الصحية في أيامه الأخيرة بسبب إصابته بسرطان القولون.
وقد احتفت به منصة البحث جوجل، في عيد مولده التاسع والسبعين، سنة 2016.