انطلقت اليوم فعاليات الجولة الثانية في مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في القمة الأفريقية الروسية، وقد شارك أمس الرئيس في غداء عمل مع فلاديمير بيوتين الرئيس الروسي، بالإضافة إلى رؤساء الدول والحكومات الأفريقية ورؤساء التجمعات الاقتصادية الأفريقية.
وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية والخبير في شئون الشرق الأوسط، في حوار خاص لبوابة دار الهلال، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي كانت حاوية وشاملة، مضيفًا أنها تركزت على تكرار الدعوة بضرورة إلزام الدول القادرة على تعويض الدول المتضررة من أزمة كورونا ثم أزمة أوكرانيا.
وأضاف طلاق فهمي أن دعوة مصر الدائمة للإنصاف في التعاملات، والسي لتحقيق المساعدات الدولية يضع مصر أمام الحديث عن ضرورة أن نكون أمام خيارات مسؤولة للدول؛ بمعنى أن الدولة الكبرى تكون مسؤولة عن إدارة الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتعلقة بنظام أكثر توافقا.
مؤكدا أن فكرة الأمن الإنساني والأمن السياسي ترتبط بالوضع الاقتصادي، وأشار إلى مقررات قمة القرن الخاصة بالثغرات المناخية وإجبار الدول الكبرى بدفع التعويضات، وفي إطار تحقيق الإنصاف بين الدول الكبرى والدول النامية، وما يترتب عليه من تبادل المساعدات وتعزيز العلاقات.
وأشار الخبير في شئون الشرق الأوسط، إلى أن مشاركة الرئيس السيسي أكسب مصر زحما كبيرا، كما أن المشاركة المصرية تمثل التبادل الدولي بين النظام المصري والنظام الروسي في إطار أكثر ندية وأكثر واقعية في سياق العلاقات الدولية، وهذا ما أعتبره الحدث الأهم في مجمل الأمر.
وأشاد الدكتور طارق فهمي، بدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي في وجود نظام دولي عالمي متعدد الأقطاب، لأننا أمام تصورات مفصلية في هيكل وصية النظام الدولي، تتطلب التعامل معه بجدية، وأكد أن هذا يعود المصلحة على مصر والدول العربية، بل والشرق الأوسط.
ووضح فهمي أن مصر حجزت دورا لها في الترتيبات الاستراتيجية والدولية القادمة؛ بمعنى أن الآلية المقترحة كانت من قبل الجانب المصري لذا كان التواجد المصري مؤكدا ومن غير الضروري الإشارة إلى غياب البعض أو مقارنة بين القمة الروسية الأفريقية الثانية والأولى.
واستكمل الدكتور طارق، إن الحضور المصري والتوسعة في النشاط الدولي الذي تشكله مصر الآن، والنظام الدولي الذي يتشكل، يعطي لمصر الأحقية الندية لتحددي مسار العلاقات بين الدول، والتحرك في جميع الجوانب سواء مع الصين أو روسيا أو الولايات المتحدة، بما يحقق المصالح الكبرى للدولة المصرية.