الإثنين 29 ابريل 2024

أخصائية الصحة النفسية: الفتاة الثلاثينية أكثر وعيا لاختيار شريك الحياة

الدكتورة نورا رؤوف أخصائية الصحة النفسية

سيدتي29-7-2023 | 09:37

فاطمة الحسيني

مع تغير نمط الحياة العصرية، لم تعد الفتاة الثلاثينية هي رمز العنوسة وتأخر الزواج، ولكنها أصبحت الأكثر طموحاً وإثبات للذات، كي تستطيع أن ترتبط برجلاً ناضج تكمل معه مسيرة الحياة، ومواجهة مسئولية الأسرة، دون فشل أو ضعف، ولكن هل تواجه الفتاة بعد الثلاثين مشكلة في تقبل الطرف الأخر والتأقلم معه، بعد فترة اعتادت فيها على الحياة دون حب أو ارتباط، أم أن الأمر يمر بسلام وهدوء نفسي دون تأثر نفسية كلا الطرفيين...

تقول الدكتورة نورا رؤوف أخصائية الصحة النفسية والإرشاد الأسري، إنه مع تغييرات المجتمع وزيادة الوعي والادراك وخروج المرأة للعمل بشكل اوسع أصبح الزواج في سن الثلاثينات هو الظاهرة الأوضح، فقديما كانت الفتاة بمجرد أن تصل لمنتصف العشرينات ولم تتزوج، تدخل في مرحلة العنوسة ومسميات أخرى كفيلة بقتل ثقتها بنفسها وقيمتها، ولكن مع تطور الحياة تلاشى ذلك المنظور العقيم، فضلاً عن زيادة الوعي بأن زواج الفتاة في سن مبكر بعد الدراسه مباشرةً، يجعلها غير مؤهلة لتحمل مسؤلية بيت وزوج واطفال وتربية، خاصة ان قيام أسرة وجيل يتمتع بالصحة النفسية الجيدة يعد أمراً صعباً ومعقداً.

وأضافت أخصائية الصحة النفسية، أن الفتاة الثلاثينية أصبحت لديها وعي بالقدر الذي يجعلها ترى انها في حاجة للوقت، كي تعمل وتكتشف ذاتها ونقاط قوتها وضعفها وتسعى لتطوير مهاراتها وادارة حياتها ومشاعرها، كما أن عملها يجعلها أكثر تحملاً للمسئولية واحتكاكاً بالمجتمع بمختلف طبقاته سواء داخل محيط العمل او الأصدقاء، مما يؤهلها لكيفية التعامل السوي معهم، فضلاً عن دخولها في تجارب ناجحة وفاشلة وفهم الحياة، كي تصبح قادرة علي الاعتماد علي نفسها، وأكثر إدراكاً لاختيار شريك للحياة كامل الوعي ليكملا مسيرة نجاحهما سوياً، دون أن يعتمد احدأ منهم على الآخر، بل يكون لكلاً منهم شخصية مستقلة.

وأكملت أخصائية الإرشاد الأسري، ان زواج الفتاة بعد بلوغها عمر الثلاثينات، أمراً إيجابياً ويزيد من قدر وكرامة وضع المرأة ولا يقلله، حيث انها تمكنت من الحصول على كم هائل من المهارات الاجتماعية والنفسية والحياتية، التي تساعدها في اختيار زوج يشاركها رحلتها المستقبلية، وتربية طفل سوي واعي قادر علي العمل والحياة، بشكل أكثر استقرارا ووعيا وسعادة، كما انها تقوم على اختيار شريك الحياة في تلك المرحلة وفقاً لعقلها الي جانب عاطفتها الناضجة، التي تجعل التفاهم هو أساس بناء الحياة الجديدة، لأنها فتاة امضت تلك السنوات من اجل التأهب والتأهل لتصبح شريكه وحبيبه وزوجة، بعكس الفتاة في مرحلة المراهقة التي تعيش على مبدأ التمرد والحرية ورفض السيطرة، كما أن زواج الفتاة في عمر صغير يخلق منها شخصاً مشوشاً ومهتز نفسياً، بسبب اصطدامها بمسؤليات الزوج والاطفال، التي تجدهم أكبر من وعيها واستعابها، ويكون سبباً رئيسياً في ارتفاع نسب الطلاق المبالغ فيها حالياً.

 

Dr.Randa
Dr.Radwa