كم السخرية التي لاحقت الأسانسير ومواعيد تشغيله بعد أزمة الكهرباء التى تعانى منها مصر حاليا؛ جعلنا نتصور أفلاما عنوانها "احنا بتوع الأسانسير" بعد تخيل نسيان مجموعة من البشر داخله وهتافهم الذى يسعى لتجاوز الظلام أو "غرام فى الأسانسير" فور تواجد اثنين معا وذلك الهدوء الذى يسمح بالحوار لحين عودة الكهرباء أو "جريمة فى الاسانسير الهادى" عندما تحدث جرائم متنوعة فى أسانسير مهجور لا يتم اكتشافها أو "سرقة الأسانسير" وغيرها من الأفكار التى تبتكر كوميديا لم نكن لنتخيلها؛ والمفارقة أن الدراما سبقت كل ذلك وقدمته قبل انقطاع الكهرباء وتحديد المواعيد ، وفيلم "بين السما والأرض" ليس الوحيد الذى جاء بالأسانسير وجعله موقع الأحداث ولقاء خمسة عشر شخصا فى أسانسير واحد!!!!
فقد خلقت السينما عوالم مختلفة حوله وصنعت الكثير من التفاصيل، فمرة تجعل "البواب" حاكما عليه يتحكم فى مصير السكان ويحدد من يستخدمه!! أو تجعله خاصا فقط بصاحب العمارة وكأنه ملكية خاصة، وقد تتم صفقات فى الاسانسير ، فلم لا وعامل الأسانسير يمكنه أن يعقد اتفاقات زواج وسرقات وتخطيط لعمليات نصب، فمن يمكنه أن يعرف التفاصيل والأسانسير هو الشاهد الوحيد؟؟؟ لذلك كان مكانا للغرام وشهد إعلان قصص الحب ومواعيد غرامية واتفاقات وخناقات ومؤشرا للسلطة؛ فمن يمتلك تعطيل الأسانسير لديه الكثير منها؟؟؟
وها هو علامة على تجاوز حجم الجسد البشرى ال "اكس لارج"!!! بل غنت له فايزة احمد "ع الدور التالت طلعنى" محذرة إياه من وقوعها!!
ولا يمكن أن نتجاهل كم "جرائم القتل" التى ارتكبت فيه، فهو مسرح مثالى للجريمة!!
ومن ينسى مشاركته المؤثرة فى الافلام التى جاءت بالمصالح الحكومية؛ حيث الطابور الطويل الذى لم يختلف عبر السنوات بين فيلمى "الإرهاب والكباب" و"عسل اسود"!!!
كل تلك المصاعد جاءت لتقول كلمتها وتمضى، أما السينما العالمية فقد تجاوزت أدواره الثانوية المصرية، ومنحته البطولة ليأتى فيلما باسمه بصورة مباشرة، وآخر يمنحه طفلا وثالثا يجعله طريقا نحو المشنقة؛ بل نجد من يوثق لحظة سقوطه الأكيد!!!
أما تصدره المشهد من جديد؛ فيجعله منبعا للمزيد من الأفكار التى لابد وأن تكون أكثر ابتكارا مما كان فلا يمكن أن ندور فى ذات الفلك، ويمكن استبدال كلمة الاسانسير ب "مصعد" لصنع مزيد من الغموض والإثارة، ولم لا تتوالى الأحداث فى عدة مصاعد معا؟
تُرى هل يعيد كتاب الدراما رؤية الأاسانسير ويضعونه فى المكانة الدرامية التى يستحقها؟