دخلت أحد المطاعم لأتناول وجبة خفيفة أحبها كثيرًا فطلبت قائمة الطعام (المينيو) وتصفحتها جيدًا ثم طلبت الصنف الذي أحبه، ولكن المضيف أخبرني أن هذا الصنف غير موجود في قائمة الطعام وأشار عليَّ أن أختار مما هو مكتوب في القائمة فقط ... فطلبت صنف آخر من الطعام أحبه أيضًا بدلًا من الآخر .. ثم جلست أنتظر الطعام وأخذتني أفكاري.

وخُيل إليَّ أن قائمة الطعام هذه تشبه النصيب وما تمليه علينا الأيام ومجرياتها في بعض الأحيان، فأنت حين تختار شيء ما، تختاره ولكن في حدود ما هو مكتوب لك، أنت حر فعلًا تختار بإرادتك ورغبتك ولكن يحددك ما كُتب عليك أو لك.. فإذا قدر لك أن تكون إنسانًا ناجحًا في الحياة فعليك السعي والتعب والمجهود لتصل إلى ما كُتب لك فلك دور من بذل الجهد والتعب والتفكير... وإذا قدر الله عليك أنك سوف تنجب بنات فقط فعليك أن تحسن تربيتهن وتختار ما يناسبهن في الحياة فنحن جميعًا نختار ولكن في حدود ما كُتب لنا .. ودورنا هو العمل على اختيار طرق استثمار النعمة التي أنعم الله علينا بها .. وأن نستعين بالله دائمًا في كل خطوة نخطوها في هذه الحياة.

فإن قائمة الطعام في الدنيا مليئة بالحلو الذي نحبه ويسعدنا، وكذلك فيها الحادق والمر الذي يتعسنا ويشقينا.. فكن أيها الإنسان كالضرس الذي يمضغ كل الطعام وأنواعه ولا يعنيه أحلو هو أم مر.. وكن أيها الإنسان على قدر المسئولية وانظر بعين الحكمة وأنت تختار أنواع الطعام التي تأكلها حتى تعيش سعيدًا هنيئًا متمتعًا بما اخترته بنفسك.