دعا زعيم حزب سياسي باكستاني نافذ، اليوم الثلاثاء، الدولة إلى تعزيز التدابير الأمنية بعدما قتل انتحاري من تنظيم داعش 54 شخصا، نحو نصفهم من الأطفال، خلال تجمّع انتخابي نظّمه الأحد.
وفجّر انتحاري سترته الناسفة خلال اجتماع الأحد لحوالى 400 عضو في حزب جمعية علماء الإسلام، الشريك الأساسي في الائتلاف الحكومي.
وطرح زعيم حزب جمعية علماء الإسلام فضل الرحمن تساؤلات بشأن "الإخفاق الاستخباراتي الكبير" الذي سمح بتنفيذ التفجير.
وقال فضل الرحمن - في بيان على تويتر الذي تغيّرت تسميته إلى إكس - "تلتفت أمتنا بأكملها إلى مؤسسات الدولة المسؤولة عن أمنها... أين هم؟ متى سينصتون إلينا؟ هل سيضمدون جراحنا؟ متى سيؤسسون نظاما يحمي أجيالنا المستقبلية؟".
وأكد الرحمن بأن جمعية علماء الإسلام حزب مسالم، "لكن هناك حدا للصبر والتحمّل". وأضاف "مع ذلك، أحض أنصاري على عدم التخلي عن الصبر والتحمّل".
وبدأ الرحمن نشاطه السياسي كرجل دين متشدد لكنه عمل على تلطيف صورته العامة خلال السنوات التالية؛ سعيا لإبرام تحالفات مع أحزاب علمانية من سائر الأطياف، رغم أن حزبه ما زال يدافع عن سياسات محافظة اجتماعيا.
ولعب في الماضي دور وسيط في المحادثات بين الحكومة وحركة طالبان باكستان، المنافسة لتنظيم داعش والتي شنّت منذ 2007 تفجيرات وهجمات أخرى في أنحاء البلاد.
وقع هجوم الأحد في بلدة خار، الواقعة على بعد 45 كلم من الحدود الأفغانية، في منطقة تشهد تزايدا في النشاط المسلّح منذ سيطرت طالبان الأفغانية (المتحالفة مع طالبان باكستان رغم عدم ارتباطهما) على كابول في 2021.
وأثار التفجير مخاوف من أن تكون باكستان أمام فترة انتخابات دامية بعد شهور من الفوضى السياسية التي أثارتها الإطاحة بعمران خان من منصب رئيس الوزراء في أبريل العام الماضي.
يرجّح بأن يتم حل البرلمان بعد استكمال ولايته المقبلة في الأسبوعين المقبلين بينما يتوقع إجراء انتخابات وطنية بحلول منتصف نوفمبر .
والعام الماضي، أعلن تنظيم داعش أنه يقف وراء الهجمات التي استهدفت علماء دين على صلة بحزب جمعية علماء الإسلام التي تدير شبكة مساجد ومدارس في شمال وغرب باكستان.
وبينما لم يحصل حزب جمعية علماء الإسلام على أكثر من عشرة مقاعد في البرلمان، إلّا أنّه يمكن أن يؤدي دورا حاسما في أي ائتلاف، في ظلّ قدرته على حشد عشرات الآلاف من طلاب المدارس الدينية، ما يمنحه ثقلا كبيرا.
وفي يناير، فجر انتحاري من حركة طالبان باكستان نفسه في مسجد داخل مجمع للشرطة في مدينة بيشاور الواقعة بشمال غرب باكستان، ما أدى إلى مقتل أكثر من 80 عنصرا من الشرطة.
وتركزت هجمات المسلحين في مناطق متاخمة لأفغانستان. وتقول إسلام أباد إن بعضها يتم التخطيط له على أراض أفغانية، وهو ما تنفيه كابول.