قال طارق البرديسي الخبير في العلاقات الدولية، إن زيارة رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس لمصر اليوم والقمة المصرية اليونانية تعكس مزيدا من التعميق والتنسيق بين البلدين وتوسيع أفق التعاون في العلاقات المصرية اليونانية، مضيفا أن مصر واليونان تشهدان مزيدا من دفع العلاقات بين البلدين منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، والتقارب بينهما وسط حالة من الاضطرابات وعدم الاستقرار التي كانت تضرب العالم.

وأوضح في تصريح لـ"دار الهلال"، أن هذه الرؤية المبكرة للقيادة السياسية في تعميق العلاقات ما بين مصر واليونان انعكست على مستوى العلاقات بين البلدين، والقائم على احترام الدولتين لمصالحهما المشتركة والقانون الدولي واتفاقية الأمم المتحدة للبحار 1982، والتي بناءا عليها تم ترسيم الحدود البحرية بينهما وفقا لمبادئ القانون الدولي للبحار، واحترام الشرعية الدولية.

وأكد البرديسي أن اليونان وجدت في مصر دولة الاستقرار السياسي واحترام القانون، ومصر أيضا ترى أن اليونان هي الظهير والسند المعبر عن صوتها في الاتحاد الأوروبي، فالمصالح متبادلة ما بين الدولتين، مشيرا إلى أن اليونان لها جالية كبيرة في الإسكندرية، وأهم الملفات المتوقع طرحها خلال المباحثات بين الرئيسين في القمة الثنائية اليوم، تشمل أطر التعاون الثنائي، وكذلك القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأضاف أن القمة تعقد في وقت يشهد العالم أزمات كبيرة، منها الأزمة الاقتصادية واضطراب سلاسل توريد الغذاء، بعد الحرب الروسية الأوكرانية وأزمة كورونا، وهو ما أدى للعديد من التداعيات على السلع الغذائية والحبوب والطاقة، مشيرا إلى أن مصر واليونان تجمعهم منتدى غاز الشرق المتوسط، وفرص استثمارية واعدة بمشروعات مصر.

وأشار إلى أن هناك حالة من التنامي في الميزان التجاري ما بين البلدين، والاستثمارات اليونانية في مصر، وهو ما يعد أحد الملفات المطروحة في القمة، موضحا أن تعميق الشراكة وخاصة الاقتصادية والاستثمارية ما بين أثينا والقاهرة أحد أهم الملفات في اللقاء.

وأكد أن هناك دلالة تحملها الزيارة وهي أنها أول زيارة لرئيس وزراء اليونان للمنطقة بعد الانتخابات التي أجريت في يونيو الماضي، وسبقها زيارات أخرى مستمرة بين مسئولي مصر واليونان، مضيفا أن هذا يؤكد عمق العلاقات بينهما حيث أن مصر هي البوابة لأفريقيا والدول العربية والدولة الرائدة في المنطقة وشرق المتوسط.