أعلنت فرنسا اليوم الخميس الانتهاء من عمليات إجلاء الرعايا الفرنسيين والأجانب الراغبين في مغادرة النيجر، إثر الأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد عقب الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد بازوم.
وفي بيان مشترك، قالت وزارتا الخارجية والدفاع الفرنسيتان إنه في إطار أعمال العنف التي استهدفت سفارة فرنسا في نيامي وإغلاق المجال الجوي للنيجر، أطلقت وزارة أوروبا والشئون الخارجية ووزارة الدفاع عملية إجلاء للرعايا الفرنسيين والأجانب الراغبين في مغادرة البلاد، وذلك بناء على طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وجاء في البيان أنه في يومي الثلاثاء والأربعاء (أول و2 أغسطس)، قامت سفارة فرنسا في نيامي بالتعاون مع مركز الأزمات التابع لوزارة أوروبا والشئون الخارجية ومركز التخطيط وتسيير العمليات بوزارة الجيوش الفرنسية، بإجلاء 1079 شخصا، بينهم 577 مواطنا فرنسيا، وذلك من خلال طائرات عسكرية فرنسية.
وقامت فرنسا بإجلاء مواطنين من 50 جنسية مختلفة، ولا سيما الأوروبيين من ألمانيا والنمسا وبلجيكا وإيطاليا والبرتغال والسويد وهولندا وإسبانيا وفنلندا ورومانيا والدنمارك ولوكسمبورج وبولندا وسلوفاكيا وسويسرا وجورجيا وبريطانيا، هذا بالاضافة إلى مواطنين آخرين من دول إفريقية منها بنين والسنغال وغانا وغينيا ومالي ونيجيريا وتشاد والكونغو وإثيوبيا، وأيضا من دول أخرى من بينها الولايات المتحدة وكندا والبرازيل والهند واليابان ولبنان وتركيا.
كما ساهمت في هذه العملية وزارة الداخلية من خلال عمل أطباء الأمن المدني، وكذلك وزارة الصحة بفرق طبية لرعاية الحالات المرضية عند وصولها، وفقا للبيان المشترك.
وانطلاقا من روح التضامن الأوروبي والسماح لمواطني الدول الأوروبية الذين يرغبون في مغادرة النيجر على متن الرحلات الجوية الفرنسية، بادرت فرنسا بتفعيل آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي، ومنذ البداية أخذت في اعتبارها المواطنين الأوروبيين خلال تخطيطها لعمليات الإجلاء، حسبما أكدت وزارتا الخارجية والدفاع الفرنسيتان.
ووفقا للبيان، من أجل تنسيق هذه العملية، فإن مركز الأزمات والدعم التابع لوزارة الخارجية، والذي شكل خلية أزمة منذ يوم الأحد 30 يوليو، كان على اتصال دائم مع المواطنين الفرنسيين هناك ومع جميع شركاء فرنسا، كما ساهمت السبل العسكرية للجيش التي تم حشدها لضمان سلامة الرعايا في نجاح عمليات الإجلاء.
جاء قرار الإجلاء على خلفية آخر التطورات التي تشهدها النيجر، حيث أعلن قائد الحرس الرئاسي عبد الرحمن تشياني توليه السلطة في البلاد عقب الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد بازوم.
والليلة الماضية، طلبت فرنسا من "قوات الأمن في النيجر اتخاذ الإجراءات الضرورية لضمان أمن البعثات الدبلوماسية الأجنبية في نيامي، خاصة سفارتها في نيامي، بشكل كامل" وذلك إثر دعوات للتظاهر اليوم في البلاد.
وأفادت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان نشرته الليلة الماضية أنه " بينما تُنشر عدة دعوات إلى التظاهر في 3 أغسطس، تذكّر فرنسا بأن أمن البعثات الدبلوماسية والموظفين الدبلوماسيين يمثل التزاما من الالتزامات التي ينص عليها القانون الدولي، ولا سيما اتفاقيات فيينا".
حيث خرجت مظاهرة ضد السفارة الفرنسية في نيامي يوم الأحد الماضي اتسمت بالعنف، خلال مسيرة لدعم الجنود التابعين للجنرال تشياني الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد بازوم في النيجر، الأمر الذي دفع الحكومة الفرنسية يوم الثلاثاء الماضي لإطلاق عملية إجلاء رعاياها.