الخميس 2 مايو 2024

البابا شنودة الثالث يدين الاعتداء ضد الفلسطينيين في عهده.. وتنبؤاته لمصر في المسقبل (حوار نادر)

البابا شنودة الثالث

كنوزنا6-8-2023 | 10:59

بيمن خليل

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في هذا الشهر، ومنذ أيام، بمئوية البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، حيث ولد في 3 أغسطس عام 1923م، وهو البابا رقم 117 في تاريخ باباوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ويتزامن في شهر أغسطس أيضًا وبفارق يوم واحد عنه، ميلاد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، في يوم 4 أغسطس عام 1929م.

وبهذه المناسبة، سوف نعيد لقراء - بوابة دار الهلال- نشر حوارًا نادرًا للبابا شنودة الثالث، في مجلة المصور بداية عام 1988م، عن الأحداث الأليمة التي وقعت في فلسطين في عهده، وعن رأي قداسته جراء هذه الأحداث، وموقف الكنيسة المصرية  من اغتصاب اليهود لـدير السلطان، والتعرف على رأيه في بعض الموضوعات الأخرى كعادة الإدمان بين الشباب ورأي رجال الدين، وتمنياته لمصر في المستقبل الذي نعيشه نحن الآن، وهل تحققت أمنياته؟!

 

**والآن لابد من السؤال عن رأي قداستكم فيما يحدث الآن في فلسطين، أرض ميلاد المسيح؟ وما موقف الكنيسة المصرية من ذلك؟

*إنه أمر مؤلم حقًا، استطاع أن يهز الضمير العالمي، ولكنه مع ذلك متوقع حدوثه، مادام الفلسطينيون ليس لهم وطن يعيشون فيه، وهم يكافحون من أجل استرجاع أراضيهم، ولابد من حل لمشكتهم وإلا سيظل النزاع بينهم وبين اليهود قائمًا.

ونحن لا نقر إطلاقا الاعتداء على الأطفال وسحلهم في الشوارع، ولا نقر الاعتداء على النساء وعلى المستشفيات والجرحى، الأمور التي سمعنا عنها، فتألمنا جدًّا، وهذا الأمر قد أدانته الهيئات الدولية.

أما موقف الكنيسة القبطية فهو واضح جدًّا، منذ زمن طويل ونحن قد منعنا الزيارة إلى القدس حوالي 16 عاما، وقد نصحنا أخوتنا الغربيين بعدم زيارة بيت لحم في عيد الميلاد الحالي، وكنا نصلي من أجل فلسطين ومن أجل شهدائها وأتذكر أنني ألقيت محاضرة عن (إسرائيل في رأي المسيحية) في دار نقابة الصحفيين سنة 1965م، أي منذ 22 عامًا بدعوة من الأستاذ النقيب حافظ محمود وقد طبعت تلك المحاضرة في كتاب بمعرفة النقابة.

 

**ما موقف الكنيسة المصرية  من دير السلطان؟

**موقفنا هو هو لم يتغير، موقف كنيسة اغتصب اليهود ديرها وسلموه للأثيوبيين، ومازلنا نطالب به، وليس الأمر خلافًا بيننا وبين الكنيسة الأثيوبية، إنما هو خلاف بيننا وبين إسرائيل التي انتهزت فرصة وجود مطرانيا "نيافة الأنبا باسيليوس" في كنيسة القيامة يصلي صلاة عيد القيامة في 25 إبريل سنة 1970م، واعتدت على الدير وأخذته بقوة الشرطة، وغيرت أقفاله، وسلمته للرهبان الأحباش، وقد حكمت المحكمة اليهودية العليا بإدانة وزير الشرطة، ولم تنفذ الحكومة قرار المحكمة، واعتبرت أنه موضوع سياسي وليس موضوعًا قضائيًّا.

 

*هل هناك  تفكير لسفر قداستكم لقاء المهاجرين في أمريكا وكندا هذا العام؟

**التفكير موجود، وأبناؤنا في كل هذه البلاد.. وفي أوروبا أيضًا، طلبوا مني أن أزورهم ولكنني أجلت الزيارة، وأرجو من الرب أن يدبر الوقت الذي يراه مناسبًا.

 

*ماذا فعلت الكنيسة المصرية لاجتذاب أبنائها في الخارج لاستثمار مدخراتهم في مشروعات التنمية في مصر؟

**لقد دعونا لهذا الأمر واستجاب له الكثيرون، كما أن وزارة الهجرة أعدت منذ سنوات مشروعات استثمار نافعة جدًا، ويبقى أن تقام الدعاية اللازمة لهذه المشرعات عن طريق الأجهزة الحكومية المختصة، وبإتصال قنصليات مصر في الخارج وصلتها المباشرة بالمهاجرين، وأيضًا عن طريق وزارة السياحة، وعن طريق المؤتمرات التي تقام في مصر للمهاجرين.

 

*انتشرت عادة سيئة بين الشباب تهدد أمن المجتمع ألا وهي عادة الإدمان، فما دور رجل الدين للقضاء على هذه العادة؟

**من ناحيتنا، نحن نحض شبابنا باستمرار ألا يقعوا تحت نير أية عادة من العادات، حتى لا تكون حرية الإنسان مسلوبة منه، وأتذكر باستمرار أنني كنت أقول لكل إنسان له عادة التدخين: إن التدخين يضيع صحتك، ويضيع مالك، ويضيع إرادتك.. أما الذين يقعون في إدمان المخدرات، فإنهم بلا شك بعيدون عن التدين وعن رجال الدين، وغالبا ما يكونون وقعوا في ذلك عن طريق صحبة شريرة، أو عن طريق خدعة المروجين لتعاطي المخدرات.. والذي يدمن المخدرات لا سيما الهيروين وأمثاله، يحتاج إلى مصحة وطبيب أكثر مما يحتاج إلى رجل دين، مهمة رجل الدين الرئيسية في هذا المجال هي نصحه وتوصيله إلى مراكز علاج المدمنين، لأن مجرد النصح لا يجدي إطلاقا، لأن المدمن قد يكون مقتنعا تماما بمضار الإدمان، بل يعرف هذه الأضرار عمليا أكثر مما يعرفها رجل الدين، ويحتاج إلى المختصين في مراكز مكافحة الإدمان.

مهمة رجل الدين هي منع الناس من الإدمان بالنصح والإرشاد، فإن أدمنوا وسقطوا في هذه الهاوية حينئذ يكون عمله هو توصيله إلى الطبيب والمختصين في العلاج.

 

*ما أمنية قداستكم في العام الجديد؟

**أمنيتي بالنسبة إلى العالم، أن تزول منه الحروب والشقاقات، وأن يتخلص من التطرف ومن العنف أينما وجدا، وأن ترجع البلاد البعيدة عن الله إلى الله.

وأمنيتي بالنسبة لمصر، أن تتخلص من ديونها وأيضًا من التطرف، وأن تتحد كل أحزابها لصالح الوطن، وأن تسودها المحبة والأخوة والألفة.. كما أرجو أن تتحول صحاريها إلى مزارع ومدن وصناعات ويجد كل فرد وظيفة وسكنا ودخلا مناسبًا.. ويحيا حياة روحية سليمة في محبة الله والناس.

Dr.Randa
Dr.Radwa