كيف يمكن للبشر أن يصبحوا كالخرفان يلهثون خلف كل شيء جديد و يُدارون من قبل مجموعات مسيطرة على العقول و كأن من المحرم عليهم التفكير المتفرد وكأن جميع الناس يجب أن توضع في قالب واحد ليتم تشكيلها وفقا لمعايير معينة وضعها المسؤولون عن السياسة وعن الإعلام وعن الموضة وعن طريقة الكلام بل واستخدام عبارات بذاتها وموضة الأكلات والمطاعم وموضة الساعات وكأنه أصبح من المحرم أن يكون لك مذاقا خاصا أو ذوقا معينا في أكلك وشربك و ملابسك وخروجاتك، بالكتاب الذي عليك أن تقرأه وكأن الكتب أيضا موضة و بريستيج! بل حتى في المكان الذي تقضي إجازتك به! ما هذا التعليب أشعر كأننا نسخ متشابهة موضوعه في علب و مبرمجة، حتى الشكل قصات الشعر عمليات الوجه و لون البشرة شكل الذقن شكل الحاجب كله لازم مثل بعضه (موضة).
بعد نجاح هؤلاء في إدارة البشر من قريب كالريموت الذي يعمل عن قرب، جربوا إدارتنا من بعيد تماما كالبرامج التي تنزلها على هاتفك وتستطيع من خلالها فتح الأبواب والنوافذ والمكيف في بيتك وأنت حتى في مدينة أخرى.
هكذا أدارونا و كلما شعروا بنجاحهم تمردوا علينا أكثر وشطح تفكيرهم بصنع الروبوتات التي بدأت كلعب أطفال أو كمعاون لك تستفيد منه في أعمال البيت أو لأغراض علمية وبحثية وطبية وغيرها إلى أن أصبح مشروعا لبديل عن الإنسان، أو ربما مستقبلا يتم تصنيع روبوتات على أشكال ونمط كل الحيوانات فيستبدلون الكائنات الحية بالأجهزة، وبما أن من صنعها بفكر شرير سيبرمجها بشكل ظريف ولكن أشم رائحة أڤاتار في الجو.
هل كانت كل أفلام الخيال العلمي وعالم السحر تهيئة لنا لما هو قادم؟
انتبهوا الآن لكل ما يعرض على الشاشات لتتنبأوا مستقبلكم البعيد، لا البعيد جدا لأن كل هذا ليس وليد اللحظة فكل شيء يتم التخطيط له بوقت طويل جدا .
فكل ما يحاول المجتمع أن يجرك إليه دون وعي منك يشعرني بالقلق عليك لأنه يبدو أنك بدأت بفقدان الاستقلالية والتفرد وذلك بسبب التأثير السلبي للمجموعات المسيطرة على العقول والثقافة الجماعية..
أتفهم أن التشابه والموضة السائدة في المجتمعات البشرية قد يكون جزءًا من التعايش، ولكن لا يعني أنه يجب على الناس أن يكونوا تابعين بشكل مطلق أو أن يفقدوا قدرتهم على التفكير الاستقلالي.
أشعر بأن ضغوطًا اجتماعية تحول دون تعبير الفرد عن شخصيته دون حتى أن يشعر هو بذلك فإن التعميم تسلل إلى بيتك وحياتك حتى أصبح هو أصلا شخصيتك ورغباتك دون أن تمتحن نفسك وتتعرف على رغباتك الحقيقية أصلا.
فمنذ الصغر يجب على الأهل وخاصة الأم تعليم صغارها تكوين شخصيتهم المستقلة مهما تعرضوا للتنمر أو الابتزاز للانجراف نحو القالب المجتمعي الموحد وأن تعلم أطفالها أن يحتفظوا بحقهم في التعبير عن ذواتهم وتحقيق أهدافهم الشخصية والعيش بالطريقة التي تريحهم وتحقق اهدافهم وتطلعاتهم .
ويجب أن يتعلموا كبح الضغوط الاجتماعية وردع المجموعات المسيطرة حين يتعرضوا لضغوط اجتماعية تدفعهم إلى التكيف مع الموضة السائدة والمعايير المتعارف عليها. عن طريق تأثر العقول بالإعلام والسياسة والثقافة الجماعية، مما يؤدي إلى تبني معايير ومعتقدات مشتركة وتجاهل التفكير المستقل والتفرد الشخصي.
وأن يحتفظوا بحقهم في التعبير عن ذواتهم والتفكير المستقل. والعمل على تطوير رؤيتهم الفردية واكتشاف ما يهمهم وما يميزهم عن الآخرين. والسعي للانفتاح على آراء وأفكار جديدة واختيار ما يناسبهم ويعكس قيمهم الشخصية.
وارشاد الاطفال والكبار إلى الطرق التي تؤدي إلى تكوين شخصية مستقلة ومتفردة ويكون بذلك تعزيز التفرد والتنوع بعد أن يستكشفوا مصادر معلومات متنوعة ومختلفة، مثل الكتب والمقالات والأفلام والمعارض الفنية؛ من خلال ذلك، يمكنهم توسيع آفاقهم وفهم العالم من وجهات نظر مختلفة، وهذا يساعدهم على التفكير المستقل والتمييز بين الأفكار والآراء المختلفة.
والتواصل مع أشخاص من اهتمامات وثقافات مختلفة وتبادل الأفكار والتجارب والتعلم وجهات النظر الجديدة واكتشاف أشياء جديدة تساهم في تطوير ذواتهم.
والتعبير عن أنفسهم وما يميزهم دون خوف من التنمر والحكم السلبي أو الاستنكار. يجب أن تحترم الثقافة والمجتمع الحقوق الفردية والتنوع، ويجب أن يكون هناك مساحة للتعبير الفردي والابتكار.
ويجب أن تنتشر هذه الثقافات في المجتمع حتى نخرج من القوالب المعتادة التي يتم التعديل عليها وتطويرها كل مدة تماما كما يحدث مع التكنولوجيا الحديثة ومن الممكن أيضا أن نخطو خطوات نحو الهروب من سجن التجنيد لخدمة أصحاب رؤوس الأموال العالمية التي تروج لمنتجاتها عبر تكيفنا وتكييسنا لما يناسب اقتصادها ومرابحها فاهرب إلى الصداقات والعلاقات الاجتماعية التي تحترم وتقدر تفردك وتشجعك على التعبير عن ذاتك ولا تفرض عليك أن تكون إلا أنت. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك البحث عن مصادر معلومات متنوعة ومختلفة وتوسيع آفاقك وفهم العالم من وجهات نظر مختلفة. يمكنك أيضًا المشاركة في الأنشطة التي تعزز اهتماماتك الشخصية وتسمح لك بالتعبير عن نفسك.
موضوع الاستقلالية الشخصية والتفرد في المجتمع هو قضية معقدة يجب أن نتعامل معها بحذر. فالمجتمعات تتأثر بالعديد من العوامل المختلفة مثل الثقافة والتقاليد والقيم الاجتماعية. ومن المهم أن نفهم أن التكيف مع مجتمعنا ومعاييره ليس بالأمر السيء بحد ذاته. فالتواصل والتفاعل مع الآخرين جزء أساسي من الحياة الاجتماعية.
ومع ذلك، يجب أن نسعى دائمًا للحفاظ على هويتنا الشخصية والتنوع في المجتمع. يتطلب ذلك منا أن نكون واعين لمعتقداتنا وقيمنا الشخصية وأن نعبر عنها بحرية. يجب أن نتجاوز الضغوط الاجتماعية وأن نجد الشجاعة للتعبير عن أنفسنا بطرق مبتكرة وفريدة.
المجتمعات الصحية والمتقدمة تقدم مساحة للإبداع والتفاوت والتنوع. علينا أن نشجع بعضنا البعض على التفكير المستقل والتجارب الشخصية، وأن نقدم الدعم والتشجيع للأفراد ليتمكنوا من العيش وفق قيمهم الشخصية وتطلعاتهم.
في النهاية، يجب أن نتذكر أننا أفراد فريدين بأفكارنا وشخصياتنا المتميزة. يمكننا خلق مجتمع يحترم ويقدر هذا التنوع ويمنحنا الحرية للتعبير عن أنفسنا بصراحة واحترام.
سارة طالب السهيل