الثلاثاء 14 مايو 2024

قمة جدة.. استبدال الانسحاب الروسي بوحدة وسلامة الأرض الأوكرانية


د. نبيل رشوان

مقالات7-8-2023 | 21:02

د. نبيل رشوان

لأول مرة يجرى الحديث عن أراض أوكرانية

الإعلان عن قمة جديدة ستعقد الشهر القادم فى الهند


اختتمت قمة جدة على مستوى مستشاري الأمن القومى أعمالها أمس 6 أغسطس بحضور ممثلى أكثر من 42 دولة، لكن الحدث الأهم فى القمة أن الصين حضرت القمة بوفد رفيع المستوى برئاسة المسئول عن العلاقات مع أوروآسيا وهو ما اعتبرته أوكرانيا نقلة نوعية فى الموقف الصينى من الأزمة.

 أهم ما توصلت إليه القمة التى كانت جلساتها مغلقة فلم يصاغ فى بيان كما كان يتوقع المراقبون، وإن كانت السعودية قبيل القمة وعدت بإبلاغ روسيا بنتائج القمة، التى كما أعلن الجانب الأوكرانى هى تهدف بالدرجة الأولى لتعريف العالم بصيغة أوكرانيا لتسوية النزاع.


تحدثت بعض وسائل الإعلام الروسية عن فشل المؤتمر الذى وصفته بأن الهدف منه اجتذاب الدول المتعاطفة مع روسيا من دول جنوب الكرة الأرضية، وفرض حل لا يتناسب مع مصالح روسيا، فيما تحدث البعض الآخر عن أن القمة التى لم تدع لها روسيا، ليس بمبادرة من الدولة المستضيفة بل بتحريض أمريكى، واستهجن البعض عقد المؤتمر فى حد ذاته، وأشاد بمؤتمر كوبنهاجن رغم أن عدد الدول التى حضرته حوالى ثلث من حضر هذا المؤتمر.


صحيفة "وول ستريت جورنال" كشفت أن أوكرانيا تخلت عن فكرة ضرورة الانسحاب الكامل للقوات الروسية، بينما توافق على ما يعتبر جوهر أى تسوية وهو أنه يجب النص على "احترام وحدة وسلامة الأراضى الأوكرانية" وسيادة ميثاق الأمم المتحدة، على أى حال هذا تقدم مهم فى الموقف الأوكرانى الذى كان يصمم فى أى لقاء على ضرورة انسحاب القوات الروسية أولا قبل أى وقف لإطلاق النار أو التفاوض، وهذا منطقى من الجانب الأوكرانى، قبيل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر القادم.


ومن ناحية الهيمنة الغربية التى تسعى روسيا للتخلص منها فى العالم أشارت بعض وسائل الإعلام الروسية "موقع 360 تى فى. رو" ، فى تعليقها على نتائج القمة، إلى أن هيمنة الغرب انتهت، وأن هذه القمة هى بداية عالم جديد تتحدد ملامحه الآن.

أما تليفزيون "تسارجراد تى فى" الروسى الواسع الإنتشار والمؤيد للرئيس بوتين فقد أشار إلى أن القمة اعتبرها البعض "ضربة خيانة" لروسيا لكن هذه الضربة أصابت الغرب نفسه. 


 صحيفة "الإزفيستيا" الروسية الشهيرة تشاءمت من نتائج القمة واعتبرتها دليل على أن الغرب يسعى لإطالة أمد النزاع لأنه ناقشه دون حضور أحد أطرافه وهى روسيا، واعتبرت أن القمة كان مقدراً لها الفشل، واعتبرت أن محاولة جمع المشاركين بدون روسيا، جعل الكثير يحجم عن المشاركة باعتبار أن روسيا غير ممثلة فى القمة، واعتبرت الصحيفة أن المملكة العربية السعودية تدافع عن مصالحها فى هذه القمة.


لعل التصريح الأهم والأبرز جاء على لسان الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى عقب القمة عندما قال "إن أوكرانيا المستقلة يجب أن تبقى فى حدودها التى كانت موجودة فيها عام 1989، ونفس التصريح أطلقة ممثل الصين فى القمة السيد فيي تشجايون المسئول عن قسم أوروآسيا بالخارجية الصينية، بينما أعلن الجانب الأوكرانى أنه لم يؤخذ رأيهم عند إعلان نتائج المؤتمر، والبعض يتحدث عن أن هناك إجماع فى المؤتمر على أن أوكرانيا المستقلة فى حدود 1989 هذا هو مكانها الطبيعى على خريطة العالم.


على أى حال المؤتمر لا يمكنه أن يفرض حلولاً على طرف ومن ثم هو كما قلت من قبل لا يعدو أن يكون عملية لحشد مؤيدين للموقف الأوكرانى، وكل ما أرجوه أن يعقد مؤتمر دولى لمناقشة الأزمة الأوكرانية ـ الروسية فى نهاية العام وألا تدعى روسيا إليه، هذا سيكون نوع من العبث، وعموما المبادرة السعودية جيدة ودعمت دور المملكة الدبلوماسى على الساحة الدولية وفى اعتقادى أن الرياض مرشحة لدول أكبر فى تسوية الأزمة الأوكرانية كطرف محايد علاقاته ممتازة بطرفى النزاع. لكن الهند أعلنت عن مؤتمر آخر الشهر القادم على أراضيها وإن كانت لم تعلن عن مستوى التمثيل أو الدول المدعوة، وما إذا كانت الصين ستحضره أم لا.

 

Dr.Radwa
Egypt Air