الأحد 19 مايو 2024

6 مشاهد صادمة في كشف حساب أول أسبوع دراسي .. وخبراء يضعون حلولاً عاجلة

2-10-2017 | 17:10

كتبت- أماني محمد

 

 

انقضى الأسبوع الأول من الدراسة، التي انطلقت في جميع المدارس والجامعات مطلع الأسبوع الماضي، مفعما بأحداث اتسمت بالعنف والعشوائية ما بين سقوط طالب من شباك فصله ووفاة ولي أمر بعد شجار مع معلم، بجانب محاولة اختطاف تلميذًا.

 

هكذا كانت بداية العام الدراسي الجديد، وسط حالة من تأخر تسليم الكتب الدراسية وعدم الانتهاء من ترميم بعض المدارس واسترار العمل بمدارس آيلة للسقوط، وشكاوى أخرى أعلنت وزارة التربية والتعليم وتبحثها وتحاول حلها.

 

حالتان وفاة

حالتان وفاة كانت هي حصيلة الأسبوع الأول من الدراسة، أولهما سقوط ولي أمر إحدى طالبات في منطقة روض الفرج بشبرا أثناء توصيله لابنته في اليوم الأول وعقب دخوله للمدرسة لتوصيلها لفصلها الجديد، اعترضه مدرسًا وبدأ الشجار بينهما انتهى بسقوط الأب المريض بضغط الدم والسكر والذي توفى قبل وصوله إلى المستشفى.

وكانت حالة الوفاة الثانية الإسكندرية للطالب شهاب أشرف محمد، بالصف الثالث الإعدادي بعد سقوطه من نافذة فصله فوق أحد الباعة الجائلين خارج المدرسة والذي بعد نقله إلى المستشفى الجامعي وأثناء إجراء عملية جراحية له وافته المنية.

 

اختطاف تلميذ

وشهد الأسبوع الأول أيضا محاولة اختطاف تلميذ على يد مسن في العمرانية، إلا أنه ألقي القبض عليه وتحرر محضر ضده وأمرت النيابة بحبسه على ذمة التحقيقات، وكشفت التحقيقات أن المسن هو رجل اعتاد التسول وحاول خطف التلميذ في الصف الرابع ليعمل معه في التسول وأنه قد خرج لتوه من السجن بعد قضاء عقوبة 5 سنوات بتهمة اختطاف طفل آخر في العمرانية.

 

القفز من على السور

وجاء القفز من سور المدرسة مسيطرا على المشهد هذا الأسبوع في مختلف المحافظات، إلا أن مدير إحدى مدارس المرحلة الإعدادية بمركز البلينا بمحافظة سوهاج جلس فوق السور ممسكا عصا في يده وذلك في اليوم الثاني من الدراسة، بعد أن هرب منه ما يقرب من نصف التلاميذ.

 

التدخين

كما تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" صورا لعدد من التلاميذ صغار السن يشربون "شيشة" أمام مدرستهم، كما تم تدول صور لتلميذات أيضًا وهو يدخنون السجائر بجوار سور إحدى المدارس.

 

حب في حرم الجامعة

بينما شهدت جامعة طنطا قبل يومين واقعة غريبة، حيث أقدم أحد الطلاب على ابتكار فكرة مخالفة للقوانين الجامعية من أجل طلب خطبة زميلته وسط حضور عدد ًاكبيرًا من أصدقائهم، ففي كلية الحقوق بالجامعة أقاموا حفل الخطبة واحتضن الشاب زميلته وهي الواقعة التي وصفها القائم بأعمال رئيس الجامعة بأنها صدمة، وأحال الطلاب والمسئولين عنها إلى مجلس تأديب للتحقيق فيها وقد تصل العقوبة إلى فصل نهائي من الجامعة.

 

حوادث فردية

الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق، اعتبرت أن المشاهد السلبية التي تقع هي حوادث فردية وليست ظاهرة عامة في المدارس أو الجامعات المصرية ولا يمكن تعميم الوضع على سائر المجتمع، مضيفة "أنه يجب أن يكون هناك انضباط في سير العملية التعليمية بالاهتمام بالريف والأماكن النائية بشكل أكبر ومد يد الدولة إليها واحتوائها ضمن خطط التطوير".

وقالت لـ«الهلال اليوم» إن وزارة التربية والتعليم تحاول ضبط الأداء داخل المدارس وتضع برامج لتنمية وتطوير التعليم إلا أن الأمر لا يزال يحتاج جهد أكبر وعين وقلب الدولة وتفاعل جميع الوزارات وحتى وزارة الداخلية للمراقبة التي تضمن عدم وجود عشوائية في الأداء، موضحة أن منظومة التعليم تحتاج إلى تطوير كما وكيفا ومناهج جديدة وإستراتيجية كاملة للتغيير.

 

انهيار ثقافي   

وقال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، لـ«الهلال اليوم» إن ما تشهده مدارس وجامعات مصر من مظاهر سلبية وحوادث بين الحين والآخر هي جزء من حالة انحدار ثقافي يعاني منه المجتمع المصري له تبعاته الأخلاقية والدينية والاجتماعية في التعامل مع الآخر، مضيفا أن حالة العصبية والشجار الدائم لم تكن في نمط الشخصية المصرية قديما.

 

وأضاف أن الشخصية المصرية كانت هادئة بلا مشاكل ولها أخلاق عالية ويتسم كونه "ابن الحارة" بسمات الحب والرضا وقناعة وعدم إيذاء الآخرين إلا أن المشهد تغير تماما بعد السبعينيات من القرن الماضي ليصبح السائد حالة مسخ أخلاقي وديني وثقافي تتمثل في مشاهد يراها الجميع في وسائل المواصلات والعمل والمدارس والجامعات.

 

وأوضح "فروزير" أن الثقافة ليست فقط هي القرءاة في الأدب والتاريخ لكنها تشتمل كل جوانب الحياة، مضيفا "في ظل الوضع الراهن يصبح القادم أسوأ وبعض الدراسات العلمية تقول إن المجتمع بعد 20 عاما سيتحلل ذاتيا إلى جماعات متصارعة وعصبيات وفتن متعددة والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية تؤثر أيضا على الشخصية المصرية.

 

التربية والتعليم

وطالب بضرورة الوعي بأن ثقافة المجتمع أمن قومي وليست هي قراءة الكتب وأن التربية والتعليم مكملان لبعضهما البعض والفصل بينهما سواء في المدرسة أو الجامعة أو البيت يؤدي لكوارث، مضيفا "بعد أن أصبحت المدارس لا تهدف للتربية ظهر الفساد والسلبيات في عدم احترام الطلبة لأساتذتهم والعكس والمدرس لا يرى في التلاميذ أنهم أبناء له وفقدت العملية كلها هدفها".

 

وأشار إلى ضرورة إجراء ثورة ثقافية لغرس القيم الثقافية وتحقيق النهوض الأخلاقي لتعود الشخصية المصرية كما كانت من قبل.