الأربعاء 15 مايو 2024

"فاينانشيال تايمز": الخوف يسيطر على الإكوادور في أعقاب اغتيال مرشح للرئاسة

فرناندو فيلافيسينسيو

عرب وعالم12-8-2023 | 11:36

دار الهلال

سلطت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر صباح اليوم السبت، الضوء على تداعيات الأوضاع في الإكوادور في أعقاب اغتيال المرشح في الانتخابات الرئاسية فرناندو فيلافيسينسيو، وأكدت أن الخوف العام أضحى هو المسيطر على المشهد الراهن هناك وأن الحادث ربما يُسرع من انزلاق البلاد نحو مزيد من الفوضى وأعمال العنف.

وذكرت الصحيفة في مستهل تقرير، نشرته عبر موقعها الإلكتروني قبل ساعات قليلة: أن إطلاق النار على فرناندو فيلافيسينسيو خلال تجمع انتخابي حاشد أدى إلى الزج بالبلاد في أزمة سياسية وأمنية جديدة، مما يظهر أن الانتخابات التي ستجرى في وقت لاحق من هذا الشهر ستُلطخ بحادث دموي غير مسبوق في تاريخ الأمة الحديث.

وفي أعقاب مقتل فيلافيسينسيو، لفتت عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم الانتباه إلى نمط من العنف السياسي يذكرنا بكولومبيا المجاورة خلال حقبة الثمانينيات، مما يؤكد فقدان الإكوادور لسمعة طالما حاولت الاتصاف بها بأنها مثل الواحة السلمية وسط القارة العنيفة.. بحسب الصحيفة.

ويقول انجيل ميرشانو، حارس الأمن في العاصمة كيتو التي تقع شمال وسط الإكوادور (في تصريح خاص للصحيفة):" إننا نعيش ما عاشه الكولومبيون في ثمانينيات القرن الماضي وبالتحديد خلال فترة تاجر المخدرات الأشهر في العالم بابلو إسكوبار.. الشرطة والجيش بحاجة إلى تسليح أفضل.. لقد تفوق عليهم تجار المخدرات".

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن مقتل فيلافيسينسيو جاء بعد أن خاض حملة انتخابية واسعة النطاق لمكافحة الفساد وذلك بينما تكافح الدولة الواقعة في جبال الأنديز وسط تصاعد حاد في أعمال العنف التي تغذيها تجارة المخدرات وبدأت بمذابح داخل السجون المكتظة بالبلاد قبل أن تنتشر في الشوارع.

وفي المسيرة التي سبقت وفاته، تعهد فيلافيسينسيو بكتابة "تاريخ مكافحة الفساد والمافيا" وقال: "هنا لا شيء مجاني.. هذه الديمقراطية كلفتنا أرواحنا.. لقد كلفنا الدفاع عن الوطن أرواحنا".. في حين قالت الشرطة إن نحو 3500 شخص قتلوا حتى الآن خلال العام الجاري جراء أعمال العنف.. أما في العام الماضي، فقد تم الإبلاغ عن 4800 جريمة قتل في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 18 مليونًا، أي ما يقرب من ضعف معدل العام السابق وأربعة أضعاف ما كان عليه في عام 2018، وفقًا لتقديرات وزارة الداخلية.

وفي الشهر الماضي، قُتلت شخصية عامة أخرى هي عمدة مدينة مانتا الساحلية، في حدث عام.. أما في مدينة كيتو، التي تُلقب بعاصمة المرتفعات، أصبحت المتاجر التي طالما ظلت مفتوحة لوقت متأخر تغلق أبوابها عند حلول الظلام وفي يوم أمس الأول ظل العديد من السكان في منازلهم، تاركين الشوارع مهجورة بينما حضر البعض وقفات احتجاجية للتنديد بمقتل فيلافيسينسيو.

ونقلت "فاينانشيال تايمز" عن أندريس فيلامارين، وهو طالب من إحدى ضواحي شمال العاصمة، قوله:" إذا كان المرشحون للرئاسة في خطر، فماذا عن أي شخص آخر؟!.. الحقيقة تقول إننا تُركنا لندافع عن أنفسنا ولكن من دون أي سلاح".. وأضافت إيفا جوردون، ربة منزل تعيش في العاصمة: أن العنف يؤثر على الجميع، بشكل مباشر أو غير مباشر.. لكن العديد من الإكوادوريين ليس لديهم ثقة كبيرة في أن أي مرشح رئاسي يمكن أن يوقف الفوضى.

وألقت الشرطة القبض على ستة من المشتبه بهم في قضية مقتل فيلافيسينسيو، بينما قُتل آخر في تبادل لإطلاق النار.. وقالت الشرطة الكولومبية يوم أمس الأول إن جميع المعتقلين من الكولومبيين، وتعهدت بملاحقة من أسمتهم بـ "المؤلفين الفكريين" لعملية الاغتيال، في حين توجه عملاء من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي إلى الإكوادور للمساعدة في التحقيق.

ومن المقرر إجراء انتخابات لاختيار رئيس للبلاد والكونجرس في 20 أغسطس، حيث قالت السلطات الانتخابية إن الجدول الزمني "غير قابل للتغيير" بعد شائعات حول ضرورة تأجيل الانتخابات.. وإذا لم يفز أي مرشح لمنصب الرئيس بأكثر من 50 في المائة من الأصوات، فستجرى جولة الإعادة في 15 أكتوبر.

Dr.Radwa
Egypt Air