الثلاثاء 21 مايو 2024

الجامع الأقمر مفاخر العمارة الفاطمية.. وواجهة شارع المعز

الجامع الأقمر

تحقيقات15-8-2023 | 21:42

نيرة سعيد

تتنوع المساجد بحى القاهرة القديمة وتتفرد بتاريخها، لكننا نتحدث الآن عن أشهر مساجدها الذي استغرق ترميمه حوالي 10 أشهر ليطل علينا بعظمة كبرى لازال يمتلكها إلى الآن رغم معاناته من الإهمال لسنوات، وهو مسجد الأقمر الذي يعتبر أحد مساجد القاهرة الفاطمية الذي صممت واجهته بطريقة هندسية مختلفة وغريبة جعلته أول جامع بُني في القاهرة بهذا الطراز الفريد عن بقية المساجد المحيطة.

يوجد جامع الأقمر بشارع المعز لدين الله الفاطمي، والذي يعود إنشاؤه لسنة 519هـ 1125م، وقد بناه الوزير المأمون البطائحي الذي خدم في هذا المنصب من 1121 إلى 1125 بأمر من الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله  أبو عبد الله محمد بن فاتك، وسُمي المسجد بهذا الاسم نظرا للون حجارته البيضاء التي تشبه لون القمر.

مسجد الأقمر يتفرد بواجهته الخاصة

تحظى واجهة مسجد الأقمر بميزة خاصة، حيث أنها تعتبر أقدم الوجهات الحجرية المختلفة عن باقي المساجد بالمنطقة، وفي أوائل القرن العشرين الميلادي تم تصميم واجهة المتحف القبطي على نسق واجهة جامع الأقمر مع وضع العبارات المسيحية والصلبان بدلًا من الإسلامية كدليل على الوحدة الوطنية، فضلا عن الجامع ذاته أقدم ما تبقى من نماذج المساجد الصغيرة، ويصنفه المؤرخون كواحد من أجمل المساجد الفاطمية في القاهرة.

 وقد قال الدكتور أحمد فكري أستاذ الحضارة الإسلامية في كتابه" مساجد القاهرة وآثارها"  عن الزخارف الشمسية على واجهة الجامع إنها الظاهرة الأولى للزخرفة فى واجهة مسجد الأقمر هى الإشعاعات الصادرة عن مركز يمثل الشمس فى أغلب الأحيان، وإذا ما اتجهت الأنظار إلى الطاقة الكبرى التى تعلو الباب سنلاحظ أنه يتوسطها فى دائرة صغيرة نقش لاسم سيدنا محمد، صلى الله وعليه وسلم، وعلى بن أبى طالب، رضى الله عنه، تحيط بها ثلاث حلقات، نقش على الحلقة الوسطى منها بالخط الكوفى ما نصه من القرآن الكريم "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرا" (الآية 33- سورة الأحزاب).

فترات ترميم جامع الأقمر مرورا بآخر تجديداته في 2023

مر المسجد الأقمر بعدة تجديدات على مراحل مختلفة منها ما جعله على صورته الأولى ومنها من جعل به ترميمات إضافية، حيث قام الأميرالمملوكي يلبغا السالمي بترميم الجامع في عام 1393، لكن انهارت تلك المأزنة في عام 1412، كما قام السالمي باستبدالي المنبر والمحراب ومنطقة الوضوء.

ويروى الجبرتي أن سليمان آغا السلحدار، قد أمر بتجديد الجامع في عام 1821 بعد فترة من الإهمال بأركان الجامع في عهد محمد علي باشا، مرورا بعام 1993 الذي شهد المسجد تجديد كبير من قبل البهرة الداودية، وتم عمل محراب جديد من الرخام وإعادة النصف الجنوبي من الواجهة الخارجية وجعلها مشابها للنصف الشمالي الباقي.

وتم تسليط الضوء على جامع الأقمر في أكتوبر 2022 وبدأت به أعمال الترميم واستغرقت حوالي 10 أشهر حتى تم افتتاح المسجد مرة أخرى بأغسطس الجاري من قبل الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والذي أشار إلى أن تكلفة الترميم الأخير بلغت 14 مليون جنيه، تم إنفاقها من جماعة البهرة، موضحا أنه تم عمل ترميم معماري دقيق، فضلا عن عمليات تقوية الأخشاب وحقن شروخ المسجد، وذكر أن ترميم المحراب الجديد بالمسجد قد  نُصب على وضعه القديم، بعد مراعاة جميع مقاسات المحراب القديم، فضلا عن تقدير واجهة شارع المعز.