الأربعاء 1 مايو 2024

لغز حريق القاهرة.. هل بدأ بكنيسة السويس؟

حريق القاهرة

كنوزنا16-8-2023 | 11:37

بيمن خليل

في مثل هذا اليوم، عقدت المحكمة الدستورية العليا في مصر أولى جلساتها بالقاهرة منذ قيام ثورة يوليو 1952، لمواصلة النظر في قضية حريق القاهرة، هذا الحريق الكبير الذي اشتعل بمصر في 26 يناير من نفس العام، والتهمت فيه النيران عددًا ضخمًا من المنشآت الحيوية بالقاهرة.

بدأ الحريق بإشعال النيران في كازينو أوبرا في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرًا، وبعدها بقليل أحرقت سينما ريفولي، ثم امتد الحريق إلى مناطق أخرى، وظلت النيران تشتعل في عدة أماكن في القاهرة، حتى الساعة الحادية عشرة مساءً، مما أدى إحراق حوالي 700 محل وسينما كازينو وفندق ومكتب ونادٍ، وقُتل نحو 26 شخصًا، وأصيب 525، وقدرت الخسائر وقتها بحوالي 100 مليون جنيه.

ظل لغز حريق القاهرة قائمًا حتى الآن، ولم يستدل على الفاعل؟ فإلى مَن تشير أصابع الاتهام؟ وهل كان حريق القاهرة هو الأول في هذه الفترة؟

شهدت مصر في هذه الفترة أحداثًا صعبة وأليمة، من أصعبها ألمًا وتوترًا حريق كنيسة السويس، في الأول من يناير 1952م، ما أثار ردود فعل قوية في الدوائر القبطية:

فعقد المجلس المحلي اجتماعا طويلا برئاسة البطريرك وقتها البابا يوساب الثاني، لدراسة منع الاحتفال المعتاد بميلاد السيد المسيح في 7 يناير وأرسلت برقيات من مختلف المحافظات تستنكر الحادث وتطالب باتخاذ خطوات حاسمة ضد من تسببوا فيه، بل وبخروج الوزير القبطي إبراهيم فرج من الوزارة، على أن الوزارة أمكنها معالجة الوقف بسرعة مما أدى إلى انشقاق الصف الوطني، خاصة وأن صحيفة «النيل» الناطقة بلسان الأقباط اتهمت الإنجليز بتدبير الحادث وهو ما كانت تردده الصحف الوطنية الأخرى.

 

أصابع الاتهام تشير إلى الإنجليز والسراي في حريق القاهرة؟

نشرت مجلة الهلال، تحقيقًا صحفيًا، بشأن هذا الحدث الكبير الذي هز مصر (حريق القاهرة) في عددها الصادر بتاريخ 1 يناير 1989م، بقلم المؤرخ الكبير أحمد عبد الرحيم مصطفى والذي قال فيه:

إن بريطانيا أعربت فجر يوم 27 يناير 1952م، عن استعدادها للتدخل في حالة فشل الجيش المصري في إعادة القانون والنظام وطلب المساعدة البريطانية وبذلك يتوفر حل للموقف المتوتر.. خاصة وأن القيادة البريطانية في منطقة قناة السويس كانت قد أعدت خطة لاحتلال القاهرة بحجة حماية أرواح البريطانيين والأجانب.

وأكد «عبد الرحيم مصطفى» فإذا كان ثمة تدبير للحريق فإن أصابع الإتهام تشير إلى الإنجليز والسراي.

 

مخابرات أمريكا في القاهرة.. هل الشيوعيين السبب؟

وأكمل أحمد عبد الرحيم مصطفى، أن الدوائر الأمريكية قد جزعت لأحداث الحريق، وأرسلت بعض كبار رجال مخابراتها إلى القاهرة لتحري الموقف والبحث عن حلول مناسبة لوجهات النظر الغربية خاصة وإن الدوائر قد شكت في أن يكون للشيوعيين دور فيما حدث.

ومن رجال المخابرات هذه كيرمت روزفلت الذي لعب دورًا هامًا في إسقاط هذه حكومة الدكتور محمد مصدق في إيران والتمهيد للنفوذ الأمريكي وللمشاركة الأمريكية في استغلال نفط إيران، ومنهم مايلز كوبلاند الذي لم يلبث أن نشر كتابه المشهور «لعبة الأمم» الذي شرح فيه بعض الخطط الأمريكية في الشرق الأسط التي كانت تستند أساسا إلى الانقلابات العسكرية التي جرت تجربتها للمرة الأولى في سوريا في عام 1949م، فهل كان حريق القاهرة مقدمة للقضاء على النظام القائم في مصر الذي أصبح عبئًا على المصالح الغربية؟

أيا ما كانت الحقيقة بالنسبة إلى حريق القاهرة فلا شك أنه كان بداية نهاية العهد القديم الذي فشل في حل مشاكل مصر الداخلية والخارجية وبالتالي أسهم في التمهيد للفترة التالية التي سجلت منعطفًا حاسمًا في تاريخ مصر المعاصر.

 

Dr.Randa
Dr.Radwa