السبت 8 يونيو 2024

مصر تفتح أبوابها لـ 2 مليار حاج مسيحي.. واقتصاديون: نقلة نوعية للسياحة المصرية

4-10-2017 | 14:28

كتبت- أماني محمد

 

علق اقتصاديون آمالا كبيرة على اعتماد البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، مسار العائلة المقدسة لرحلات حج المسيحيين لمصر، مؤكدين أن السياحة الدينية ستحدث نقلة نوعية في السياحة المصرية وستشهد القاهرة رواجًا سياحيًا كبيرًا، يجب الاهتمام به وتقديم كافة الخدمات التي يحتاجها وتطوير المناطق الواقع عليها المسار في 8 نقاط بين العريش والدلتا والقاهرة وصعيد مصر.

 

ووصل يحيى راشد وزير السياحة، أمس الثلاثاء، إلى الفاتيكان لعقد لقاءات مع مسئولي السياحة هناك لاعتماد مسار رحلة العائلة المقدسة فى مصر كأحد برامج الحج المسيحى.

 

 

مباركة الحج المقدس لمصر

وشارك وزير السياحة يحيى راشد، اليوم، فى القداس الذى أقامه بابا الفاتيكان البابا فرانسيس، والذى بارك فيه أيقونة رحلة العائلة المقدسة فى مصر وأعلنها من أنواع الحج المسيحية الرسمية فى العالم، ويعد مباركة البابا بمثابة دعوة للحجاج الكاثوليك حول العالم لأداء شعائرهم الدينية فى مصر ابتداءً من يناير 2018، والبالغ عددهم أكثر من 2 مليار نسمة.

 

 

ورحب وزير السياحة يحيى راشد، بإعلان البابا خلال القداس اليوم فى الفاتيكان، أن رحلة العائلة المقدسة هو أحد أنواع الحج المسيحية، مؤكدا أن هذا الإعلان يروج كثيرا للسياحة المصرية فى العديد من دول العالم و يجذب أعداد كبيرة من المسيحيين لزيارة مصر.

 

وأكد أن هذا الإعلان يأتى استثمارا للجهود التى تبذلها وزارة السياحة لإعادة ادراج مسار العائلة المقدسة على خريطة السياحة الدينية كمنتج سياحى واعد يجذب إليه شريحة كبيرة من السائحين حول العالم من المهتمين بهذا النمط السياحى.

 

وقال "راشد" إن اعتماد الرحلة المقدسة جاء منذ زيارة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان إلى مصر فى شهر مايو الماضى، وفى إطار الاهتمام الذى توليه الوزارة لمنتج السياحة الدينية وخاصة من خلال الترويج لرحلة العائلة المقدسة فى مصر.

 

إحياء السياحة الدينية

وولفت إلى أن منتج إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة يتضمن 8 نقاط للمسار وهو ما يساعد على تنشيط السياحة فى تلك النقاط .

 

وشدد على أهمية منتج السياحية الدينية بالنسبة للمقصد السياحى المصرى ، وأهمية التنسيق مع الكنيسة المصرية لتنظيم رحلات لنقاط مرور العائلة المقدسة فى مصر كرسالة حب وسلام للعالم وما يترتب على تحفيز السياحة الدينية من مردود إيجابي كأحد آليات التحرك نحو استعادة الحركة السياحية الوافدة بقوة.

 

ومن المتوقع أن تصميم منتج رحلة العائلة المقدسة أن يجذب إليه شريحة كبيرة من السائحين المهتمين بنمط السياحة الدينية والروحية وسوف يؤدى هذا المشروع إلى تنمية حوالى 25 مجتمعا محليا على مسار الرحلة على رأسها المجتمعات الأقل حظا فى صعيد مصر مثل تلك المناطق الموجودة فى محافظتى المنيا وأسيوط.

 

وضم الوفد المصري في تشكيله مسئولين وشخصيات رفيعة المستوى من وزارة السياحة، والبرلمان المصري، كما يتضمن رجال أعمال ومستثمرين وعاملين في مجال السياحة وإعلاميين، وممثل عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية وآخرين.

 

خطوة إيجابية

الدكتور فخري الفقي، مساعد رئيس صندوق النقد سابقا والخبير الاقتصادي، قال لـ«الهلال اليوم» إن الزيارة لها تبعاتها الجيدة على الوضع السياحي والاقتصادي المصري لأن الفاتيكان دولة دينية ولها سفراؤها ومندوبيها وكل مسيحيي العالم يزورونها، مضيفا أنه بمباركتها لحج الأقباط إلى مصر واعتماد مسار العائلة المقدسة ستبقى المطبوعات المصرية موجودة هناك وتبقى ضمن الحزم السياحية التي تقوم بها الشركات إلى المقاصد السياحية الدينية مثل تركيا والقدس.

 

وأوضح "الفقي" أن نسبة السياحة الأوروبية إلى مصر تشكل 50% من عدد السياح يليهم السياحة العربية والتي تأتي بنسبة 30% وبعدها دول آسيا وغيرها، مشيرا إلى أن إضافة البعد الديني إلى السياحة سيكمل بقية أنواع السياحة الموجودة في مصر والتي يجب الاهتمام بها وتطويرها مثل سياحة المنتجعات الموجودة في الغردقة وشرم الشيخ وسانت كاترين.

 

عوامل مساعدة

وأشار مساعد رئيس صندوق النقد سابقا، إلى أن السياحة تتوقف على عدة عوامل منها الاستقرار الأمني والسياسي والوعي الشعبي وهو ما يحتاج إلى تطوير لكي لا يشعر السائح بالاستغلال وكذلك الاهتمام بالبيئة المحيطة بالمقاصد السياحية ومساراتها وأن تكون نظيفة ومؤمنة بشكل جيد لكي لا نعاود إلى الحوادث التي وقعت من قبل.

 

وأضاف أن السياحة الدينية سيكون لها تبعاتها الاقتصادية ويجب في مقابل ذلك الاهتمام بتنوع الخدمات المقدمة والفنادق وطاقتها الاستيعابية والبنية الأساسية والتأمين والنظافة بالتعاون بين وزارة السياحة والآثار وكافة الوزارات الأخرى، موضحا أن مصر تمتلك كل مقومات السياحة فبها القاهرة الفاطمية والإسماعيلية والحضارة الفرعونية وكلها لها زوارها.

 

وقال الخبير الاقتصادي، إن ملف السياحة والاستثمارات حاضران بشكل دائم على كل زيارات الرئيس إلى الدول الأجنبية مثل الصين وفيتنام وروسيا، مضيفا أن العائلة المقدسة لها مسار طويل في مصر والاهتمام به سيجعله وجهة عدد كبير من مسيحيي العالم الذي يصل عددهم إلى 1800 مليون وتصبح السياحة الدينية مكملة لسياحة المؤتمر والآثار فمصر لديها سانت كاترين وجبل موسى والمساجد وكلها غير مستغلة كما يجب.

 

تعمير المنطقة

ووصف الدكتور فؤاد شاكر، عضو المجلس المصري للشئون الاقتصادية، لـ«الهلال اليوم» الزيارة بأنها خطوة جيدة وموافقة الفاتيكان على مسار العائلة المقدسة واعتماده أمر إيجابي سيؤثر بالتأكيد على حصيلة السياحة في مصر والاقتصاد المصري الذي يحتاج على مصادر دخل أخرى، مضيفا أن مصر قد يكون نصيبها من ذلك الاعتماد مليون أو مليوني سائح.

 

وطالب بأن يكون اعتماد مسار العائلة المقدسة بداية لتعمير المناطق التي يقع بها لأنه طويل وممتد بين محافظات شمال وجنوب مصر، مضيفا أن سائح مسار العائلة المقدسة سيكون نوعا جديدا على مصر وقد يكون من دول أمريكا والمكسيك وأمريكا اللاتينية التي ينتمي إليها مواطنين لهم صبغة دينية عالية.

 

وقال إنه يجب الاهتمام بالسياح لكي تكون الزيارة ممتعة وليست تعذيبا لهم لأن تلك الخطوة قد تساهم في عودة السياحة لذلك يجب الاهتمام والاستعداد لهذا الأمر داخليا بشكل كبير بالاهتمام بالخدمات المقدمة للسائح وتطوير الأماكن الواقع بها المسار.

 

جبل موسى والطور

فيما اعتبر حسني حافظ، عضو لجنة السياحة بمجلس النواب، أن الزيارة واعتماد المسار بأنه مؤشرا قويا لعودة السياحة مرة أخرى إلى مصر، مضيفا أنه لا بد من استغلال المسار بشكل إيجابي والاهتمام به وبمناطق أخرى مثل جبل موسى الذي سيوضع على خريطة السياحة في المنطقة.

 

"العالم يشتاق لرؤية جبل موسى ومناطق السياحة الدينية الموجودة في مصر مثل الطور" يضيف حافظ لـ«الهلال اليوم»، قائلا إنه بدأ تطوير المنطقة وتأمينها للرحلات والسياح وبالفعل استقبلت رحلات سابقة، مضيفا أنه بعد موافقة الفاتيكان على المسار ستكون مصر على قائمة المدن السياحية الدينية.