سلط عدد من كبار كتاب الصحف المصرية، في مقالاتهم اليوم الخميس، الضوء على عدد من القضايا التي تهم المواطن المصري.
فتحت عنوان "سيناء تنتصر على الإرهاب بالأمل والتنمية"، قال الكاتب عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس إدارة صحيفة "الأهرام" إن ماكينة التعمير والبناء تدور في سيناء دون توقف، شبكة هائلة للطرق الحديثة، مشروعات خدمية وزراعية وصناعية، بناء وتشييد تجمعات وقرى ومدن، يشارك فيها أبناء سيناء من شيوخ قبائلها إلى شبابها، أياديهم بأيادي مؤسسات الدولة، تخوض معركة من نوع جديد نحو مستقبل واعد وآمن، فالأراضي التي روتها دماء الشهداء من جنودنا وأبناء سيناء في معارك التحرير والتصدي لإجرام الإرهاب، تتحول الآن إلى أراض خصبة، حيث تجرى زراعة حوالى 400 ألف فدان، من خضراوات وموالح ونخيل وزيتون، ومزارع سمكية، وصناعات صغيرة ومتوسطة وثقيلة، وميناء ومطار وشوارع مرصوفة متسعة، ومحطات جديدة لمياه الشرب والكهرباء.
وأضاف الكاتب أن سيناء كانت قد دفعت أثمانا غالية، وعانت تحت الاحتلال، وشهدت حروبا متواصلة، وسطرت البطولات بعملياتها ضد الاحتلال، واستكملته باستئصال الإرهاب، وبطولات أهالي سيناء بشيوخها وشبابها لا تحصى، وهناك ما جرى تدوينه من عمليات بطولية، والكثير منها لم يدون أو يتم جمعه، فكانت قبائل سيناء عين مصر الساهرة وحصنها القوى على مدخلها الشمالي الشرقي، ورغم الآمال والوعود بإعادة تعمير سيناء، فإن الكثير من هذه الوعود تأخر طويلا، وتعرضت سيناء إلى إهمال لعقود، وترك ذلك أثره على مشاعر أهلها الذين كانوا يترقبون أن تمد لهم أجهزة الدولة أياديها الحانية، لتلملم جراحهم، وتشعرهم بدفء العودة إلى حضن الوطن، وجاء الإرهاب الأسود ليلقى بقتامته على سيناء وأهلها، ويزيد من معاناتهم، ويحاصرهم بالرصاص واليأس وشظف العيش، ليهجرها بعض أهلها.
وأكد عبد المحسن سلامة أن الحال تغيرت الآن مع قيادة سياسية وأمنية واعية، وضعت يدها في يد قبائلها بشيوخهم وشبابهم، فكانت اللحمة القوية بين الدولة وقبائل سيناء، التي لم يتمكن الإرهاب من فصمها، لتشهد سيناء ملحمة من نوع جديد، وتتمكن من اجتثاث جذور الإرهاب، وإعادة البسمة والأمل إلى أهلها، وتشرع في أوسع عمليات بناء وتنمية في تاريخ سيناء، وتضخ الدولة مئات المليارات في عمليات شق الطرق والبناء والتشييد وتوفير المياه العذبة للزراعة والشرب وتمديدات الكهرباء والخدمات الحديثة، وتصبح سيناء مركزا مهما لجذب الاستثمارات، بدءا من المشاريع العملاقة في شرق التفريعة، التي ستصبح من أكبر المراكز الصناعية والتجارية والخدمية على البحر المتوسط، ومن نفق «تحيا مصر» إلى القنطرة شرق حتى العريش يمكن رؤية بعض ما تم إنجازه من مشروعات طموح على أرض الواقع، تؤكد أن سيناء ينتظرها مستقبل أكثر إشراقا، وأن أيادي الدولة مع أبناء القبائل السيناوية ستواصل مسيرة البناء والتعمير والتنمية المستدامة، ولن يوقفها أي متربص أو حاقد، ولن تفلح أي محاولة لإعادة العجلة إلى الوراء، فقد ودعت سيناء العشرية السوداء، التي عاث فيها الإرهاب ونال من أهلها وأهدر الدماء الذكية لمئات الضحايا، والتي منحتنا القوة والعزيمة على التخلص من هذا الطاعون، الذي لا يمكن السماح له بحصد الأرواح، وبذر الكراهية والحقد والدمار.
وفي عموده "طاب صباحكم"، قال الكاتب عبدالرازق توفيق رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية"، تحت عنوان "ضريبة النجاح" إن حملات مسعورة لترويج الأكاذيب والمغالطات والأباطيل عن مصر معروف أسبابها وأهدافها ونواياها.. فالأمر مرتبط بقوة أو ضعف مصر.. فقوى الشر تبتهج عندما ترى مصر في حالة تراجع ووهن وتراجع قوتها وقدرتها.. وتصاب بالجنون عندما تجدها تصعد بقوة وثبات إلى منصات التقدم والقوة والقدرة ترفض الخضوع أو الاستئناس والركوع لغير الله.. لا تبالي بضغوط متلاحقة للابتزاز والاستقطاب.. وهذا ما يفسر سر موجات الهجوم المتوالية على مصر وترويج الأكاذيب وحملات التشكيك والتشويه.
وأضاف توفيق أن هناك صعودا ملحوظا لمصر محليا وإقليميا ودوليا بعد ملحمة بناء وتنمية لم تتوقف ولن تتوقف هدفها بناء الدولة الحديثة القوية القادرة التي انطلقت من قلب المحن والشدائد والأزمات لتتحول إلى منح ونجاحات وإنجازات والسؤال المهم، هل ترضى قوى الشر عن نجاحات وإنجازات وصعود مصر إلى منصات القوة والقدرة.. واستقلال القرار الوطني.. والتمسك بالشموخ وعدم الخضوع أو الاستجابة للابتزاز والضغوط ؟ .. أبدأ لم ولن يحدث.. فهناك وطن عظيم يقوده قائد وطني شريف ومخلص استثنائي لا يركع إلا لربه.. لذلك تتصاعد الهجمات والحملات المسعورة من الأكاذيب والشائعات وحملات التشكيك والتشويه الباطلة التي لا أساس لها على أرض الواقع.. تستهدف الوطن والقائد والشعب.
وأكد الكاتب أن المارد المصري استيقظ ليتحول إلى قوة إقليمية ودولية ترتكز على القدرة الشاملة والمؤثرة. لماذا يهاجمون المشروعات القومية العملاقة التي صنعت الفارق في إحداث نهضة زراعية .. جدواها وأثارها وعوائدها واضحة للجميع في الداخل والخارج.. ففي الداخل نجحت في تأمين احتياجات المصريين.. والاطمئنان على الأمن الغذائي وزيادة الرقعة الزراعية بقرابة 3 ملايين ونصف المليون فدان. وفى الخارج صدرت مصر ٦,٥ مليون طن من الصادرات الزراعية لـ 160 سوقا خارجيا وسوف تصل هذا العام لقرابة 7 ملايين طن كما هو متوقع.. إذا ما العيب والخطأ في نجاح غير مسبوق في مجال الزراعة المصرية بعد أن تدهورت في العقود الماضية وتعرضت أجود الأراضي الخصبة للتعدي والبناء المخالف على حساب الرقعة الزراعية - ما العيب في دولة تبغى التقدم والقدرة الشاملة والمؤثرة تعمل على إحداث نهضة صناعية متكاملة تلبى احتياجات شعبها وتزيد نسبة الاعتماد على النفس والذات.. وتزيد نسبة الصادرات إلى الخارج.. وتوفير احتياجات الداخل وتوطين الصناعة في كافة المجالات.
واختتم رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" مقاله، قائلا "إنه قدر الأقوياء أصحاب القدرة والعزم والإرادة والشموخ.. توجه إليهم سهام التشكيك والتشويه ومحاولات بث الإحباط.. لذلك المصريون يثقون وهم يرون بعيونهم ما يعيشونه على أرض الواقع.. الحقائق كاملة.. ويتأكدون يوما بعد يوم أن مصر وقائدها الاستثنائي.. وأمن واستقرار شعبها هو الهدف".
وفي عموده "بدون تردد" في صحيفة "الأخبار" أكد الكاتب محمد بركات تحت عنوان "رسائل قمة العلمين"، أن العديد من الرسائل المهمة وذات المغزى بعثت بها القمة الثلاثية التي عقدت في مدينة العلمين الاثنين الماضي، بحضور الرئيس السيسي والعاهل الأردني والرئيس الفلسطيني .. مشيرا إلى أن الرسائل موجهة في مجملها وشمولها إلى الضمير الإنساني والمجتمع الدولي بصفة عامة، والدول والشعوب المحبة للسلام والساعية للعدل والمطالبة بحقوق الإنسان، والمنادية بنصرة الشعوب المظلومة والمضطهدة، وموجهة في ذات الوقت إلى كل من يهمه الأمر في المنطقة والعالم لتحقيق السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط وأن في مقدمة هذه الرسائل، يأتي التأكيد على التمسك بالمرجعيات الأساسية القانونية الدولية والعربية، لتسوية القضية الفلسطينية.
وأوضح بركات أن أولى هذه المرجعيات بالقطع، ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للدولة الفلسطينية، طبقاً لإطار محدد بجدول زمني واضح، يؤدي لاستعادة الشعب الفلسطيني لكامل حقوقه المشروعة، وهي حقه في تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة وذات السيادة، على أراضيه المحتلة بالضفة وغزة طبقاً لحدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس العربية.
وأشار الكاتب إلى أن القمة أكدت في رسائلها المهمة ضرورة شمول حل القضية الفلسطينية القائم على حل الدولتين، مع ضرورة وأهمية التعامل مع قضية اللاجئين، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية طبقاً للمرجعيات الدولية المعتمدة، والتأكيد الصريح والواضح، للسعي لاستعادة عملية السلام لمسارها السليم المستند إلى قواعد القانون الدولي في إطار الآلية الخاصة بها، بما يؤدى لتحقيق السلام الشامل والدائم والعادل بالمنطقة وبما يرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني.
واختتم محمد بركات مقاله قائلا إن "القمة أكدت من جديد على استمرار الدعم المصري الأردني الكامل، لجهود أبومازن في الدفاع عن مصالح الشعب الفلسطيني في ظل الظروف الصعبة الحالية التي تشهدها الأراضي المحتلة كما تأتي الرسالة الخاصة بالتأكيد على أن السلام الشامل والعادل والدائم بالمنطقة هو خيار استراتيجي وضرورة إقليمية بالنسبة للأمة العربية، في وقتها الصحيح الآن وسط الظروف بالغة الدقة والحساسية التي تحيط بالأمة العربية حاليا حتى يترسخ في عقل ووجدان الكل إقليماً ودولياً ضرورة العمل على التسوية العادلة للقضية الفلسطينية حتى يتحقق السلام والأمن والاستقرار فى المنطقة.