الجمعة 10 مايو 2024

«الله رحمن رحيم».. عنوان خطبة الجمعة اليوم

خطبة الجمعة

تحقيقات18-8-2023 | 11:07

مريم عبد العاطي

تتحدث خطبة الجمعة اليوم، 18 أغسطس، موضوع بعنوان: اسم الله الرحيم، للدكتور محمد حرز، باعتباره الموضوع الذي حددته وزارة الأوقاف، مع ضرورة الالتزام به نصا ومضمونا، والالتزام بالوقت المخصص للخطبة؛ 15 دقيقة تتضمن الخطبتان، الأولى والثانية معا كحد أقصى.

عناصر خطبة الجمعة 11 أغسطس 2023

وتناقش خطبة الجمعة اليوم، بداية معنى "الله رحمن رحيم جل جلاله"، وكيف ستمطر الرحمات الربانية ؟، وأيضا نماذج من رحمة الله الرحيم جل جلاله.

ويبدأ الخطيب خطبة الجمعة اليوم ب قول الله: وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم. لبديل على مدى الحاجة إلى لك الدقائق المعدودة التي يسرد فيها معنى رحمة الله التي سمى بها الله نفسه، ونحن بحاجة إلى الرحيم في جميع شؤون حياتنا وفي كل وقت وحين، وخاصة ونحن نعيش زمانا قست فيه القلوب، وقلت فيه ينابيع الرحمة والرأفة في قلوب الكثير من الناس، وخاصة ونحن نعيش زمانا انعدمت فيه الرحمة والشفقة بين الجار وجاره والولد وأبيه والزوجة وزوجها، وخاصة وأكثر ما نحتاج إليه في هذه الأيام هو التراحم فيما بيننا

ومن نص خطبة الجمعة اليوم عن مفهوم رحمة الله، فالرحمة والتراحم أجمل شيء في الحياة، لو دخلت قلوبنا وأدخلناها في حياتنا وبيوتنا صلحت أمورنا كلها، وعشنا أسعد حياة، وأحلى حياة. وصدق النبي ﷺ إذ يقول كما في صحيح مسلم من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

الرحيم اسم من أسماء الله جل وعلا، والرحمة صفة من صفاته جل ثنائه وتقدست أسماؤه، والرحيم ذو الرحمة الواسعة العظيمة، التي وسعت كل شيء، وعمت كل حي، فهو الرحيم بالمؤمنين جل جلاله قال جل وعلا: ﴿ وكان بالمؤمنين رحيم ﴾ الأحزاب: 43، وقال جل وعلا: ((إنه بهم رؤوف رحيم} [التوبة: 117) فهو أرحم بعباده جل جلاله، والرحمن والرحيم اسمان من أسماء الله جل وعلا، والرأفة والرحمة من نعوت جماله، تتنزل بها النفحات الربانية، والرحمات الإلهية، فتجد في كل تقدير تيسير، ومع كل قضاء رحمة، ومع كل بلاء حكمة

فإن كان الله قد أخذ منك فقد أبقى، وإن منعا فلطالما أعطى، وإن ابتلاك فكثيرا ما عافاك، وإن أحزنك يوم فقد أفرحك أياما وأعواما فالله أرحم الراحمين، ورحمة الله أوسع بنا، وعافيته أنفع لنا، ولو آخذنا بذنوبنا لأهلكنا وهو غير ظالم لنا، ولكنه بعباده رؤوف رحيم، لو فتح سبحانه باب رحمته لأحد من خلقه، فسيجدها في كل شيء، وفي كل موضع، وفي كل حال، وفي كل مكان، وفي كل زمان، فرحمته وسعت كل شيء، كما أنه لا ممسك لرحمته، قال ربنا: ((ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم) (فاطر: 2)

كيف ستمطر الرحمات الربانية؟

وتتحدث خطبة الجمعة اليوم عن كيفية الحصول على الرحمات الربانية وكيف ستمطر علينا، وأنه هناك سبب كثيرة تستمطر بها الرحمات وستدفع بها النقمات، من هذه الأسباب على سبيل المثال لا الحصر: تقوى الرحمن جل جلاله، والتقوى: إن يجعل العبد بينه وبين الله وقاية تقيه من عذاب الله وغضبه وسخطه ولا يكون هذا إلا بفعل الطاعات وترك المنكرات. قال جل وعلا:) ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا تؤمن ((سورة الأعراف: 156) وعن ابن جريج قال: لما نزلت: ”ورحمتي وسعت كل شيء”، قال إبليس: أنا من كل شيء!.

ومن نص خطبة الجمعة اليوم، عن أسباب نيل رحمة الله عز وجل، أن يرحم العبد غيره من المخلوقات، فمن علامات سعادة العبد: إن يكون رحيم القلب، فالرحيم أولى الناس برحمة الله، وهو أحب الناس إلى الناس، وأقرب الناس إلى قلوب الناس، وهو أحق الناس بالجنة؛ لأن الجنة دار الرحمة لا يدخلها إلا الرحماء، ففي الصحيحين من حديث جرير بن عبد الله- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ)) من لا يرحم الناس لا -يرحمه الله-  ((وفي السنن: الراحمون يرحمهم الله، ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء،)) فالجزاء من جنس العمل، فكن رحيما مع جميع الخلق

ومن أسباب نيل رحمة الله: إن نبرأ من حولنا وقوتنا إلى حول الله وقوته، وأن نكون بحق لله ومع الله فمن كان مع الله كان الله معه، عفو الله الذي لا إله إلا هو، لا ندخل الجنة بأعمالنا، ولكن ندخل الجنة برحمة ربنا، كما قال نبينا: لن يدخل أحدا عمله الجنة“ قالوا: ولا أنت يا رسول الله قال:“ لا ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة ((متفق عليه

ومن أسباب نيل رحمة الله: طاعة الله وطاعة رسوله ﷺ قال ربنا: (وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون)) آل عمران: 132

ومن أسباب نيل رحمة الله: إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال الله تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم) التوبة: 71.

ومن أسباب نيل رحمة الله: السماحة في البيع والشراء، وعدم غش الناس وأكل أموالهم بالباطل روى البخاري في صحيحة عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- أن رسول الله ﷺ قال: رحم الله عبدا سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى، سمحا إذا اقتضى).

نماذج من رحمة الله جل جلاله

أما عن نماذج رحمات الله عز وجل، فإن هناك قصصا كثيرة في سنة نبينا ﷺ تدلنا على رحمة الرحيم جل جلاله و-تقدست أسماؤه-  ففي سنن أبي داود يحكي أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه حكى لهم قصة رجلين من بني إسرائيل، فقال:“ كان رجلان في بني إسرائيل متآخين، فكان أحدهما يذنب، والآخر مجتهدا في العبادة، فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول: أقصر. فوجده يوما على ذنب فقال له: أقصر. فقال: خلني وربي أبعثت علي رقيبا؟ فقال: والله! لا يغفر الله لك – أو لا يدخلك الله الجنة! – فقبض أرواحهما، فاجتمعا عند رب العالمين، فقال لهذا المجتهد: كنت بي عالما، أو كنت على ما في يدي قادرا؟ وقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار)) سلم يا رب سلم وما أكثر هذا في زمننا أن تقسم أن الله لن يغفر لفلان أو لن يسامح فلانا فمن أنت حتى تقسم على الجبار كما في صحيح مسلم كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: والله لا يغفر الله لفلان، وإن الله تعالى قال: من ذو الذي يتألى علي إن لا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان، وأحبطت عملك، أو كما قال.

ومن رحمة الرحمن جل جلاله: قصة أخرى لرجل يدخل الجنة كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ آخر من يدخل الجنة رجل، فهو يمشي مرة، ويكبو مرة، وتسفعه النار مرة، فإذا ما جاوزها التفت إليها، فقال: تبارك الذي نجاني منك، لقد أعطاني الله شيء ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين، فترفع له شجرة، فيقول: أي رب، أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها، وأشرب من مائها، فيقول الله عز وجل: يا ابن آدم، لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها.

ويكمل الرجل، فيقول: لا، يا رب، ويعاهده إن لا يسأله غيرها، وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها، فيستظل بظلها، ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى، فيقول: أي رب، أدنني من هذه لأشرب من مائها، وأستظل بظلها، لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابن آدم، ألم تعاهدني إن لا تسألني غيرها،

ويستمر الرجل على الالحاح، فيقول: لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها، فيعاهده أن لا يسأله غيرها، وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها فيستظل بظلها، ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين، فيقول: أي رب، أدنني من هذه لأستظل بظلها، وأشرب من مائها، لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابن آدم، ألم تعاهدني إن لا تسألني غيرها، قال: بلى يا رب، هذه لا أسألك غيرها، وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليها، فيدنيه منها، فإذا أدناه منها فيسمع أصوات أهل الجنة،

وجاء الرجل في النهاية بطالبه بأن يدخل الجنة، فيقول: أي رب، أدخلنيها، فيقول: يا ابن آدم ما يصريني منك؟ أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها؟ قال: يا رب، أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟ فضحك ابن مسعود، فقال: ألا تسألوني مم أضحك فقالوا: مم تضحك، قال: هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: مم تضحك يا رسول الله، قال: من ضحك رب العالمين حين قال: أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟ فيقول: إني لا أستهزئ منك، ولكني على ما أشاء قادر.

وختما لخطبة الجمعة اليوم، يستعير الخطيب ببعض الابيات الشعرية المقربة إلى القلوب، ليحث بها على رحمة الله، والدعاء له والعمل على نيل حماته، فيقول:

دعاك ربي بالندى يعرف * يا من علي أنفسهم أسرفوا

لا تقنطوا من رحمتي واعرفوا * إني لغفار الذنوب العظام

يا من وسعت برحمة كل الورى * من قد أطاع ومن غدا يتأثم

إن كان لا يرجوك إلا محسن * فبمن يلوذ ويستجير المجرم

ويدعي الخطيب نهاية "حفظ الله مصر قيادة وشعبا من كيد الكائدين، وحقد الحاقدين، ومكر الماكرين، واعتداء المعتدين، وإرجاف المرجفين، وخيانة الخائنين"

Dr.Radwa
Egypt Air